الريال اليمني يحافظ على استقراره أمام العملات الاجنبية بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل السلطة المحلية بمحافظة ذمار تعلن موقفها من العفو الحوثي عن قاتل المواطن طارق الخلقي نقابة المعلمين تحذر الحكومة اليمنية وتمهلها أسبوعاً واحد .. الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية
لا يمكن لأي رئيس من رؤساء الدول والعالم الإقدام على إتخاذ قرارات مصيرية وشجاعة دون أن يكون قد أستطاع الإمساك بمكامن القوة العسكرية والأمنية , ولا يمكن أيضاً لأي من هؤلاء الرؤساء القيام بأي خطوات تقدمية دون أن تكون ظروف الواقع مهيأة لإحداث تلك التغييرات على الصعيدين الإجتماعي والسياسي ودون تهيئة الأرضية المناسبة الذي تبدأ بتوفير الحماية الأمنية للرئيس نفسة والذي يتوجب علية القيام بتلك الخطوات لأنه يعبر عن إرادة الشعب ويمثل السلطة الشرعية .
هادي والصعود الى السلطة
المتابع للمشهد السياسي اليمني سيجد أن الرئيس هادي والذي صعد الى السلطة في ظروف معقدة وبعد أن أمضى أكثر من عقد ونيف كنائب هامشي للرئيس السابق وبلا صلاحيات تذكر بينما كان الرئيس السابق يهيئ الملعب جيداً لنجله لتولي الزعامة , لولا إندلاع الثورة الشعبية والذي مرت بمخاضات عديدة أدت في نهاية المطاف الى تمكين الحل السياسي التوافقي بين الأحزاب والذي أتفقت على أن يُسمى عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية وذهبت لحشد أنصارها لإنتخابه في 21من فبراير الماضي , بينما تحفظت بعض القوى على المشاركة في هذه الإنتخابات وذلك ليس رفضاً لهادي بل رفضاً للمبادرة الخليجية وبهذه الإنتخابات وتحفظ بعض القوى بتلك الطريقة نستطيع القول إن هادي حاز على إجماع وتوافق مختلف القوى ومن بينها شباب الثورة وهذا ما لم يحصل علية أي رئيس يمني من قبل .
لكن هناك من يقول إن المؤتمر الشعبي العام وهو حزب الرئيس السابق رضخ للضغوط السياسية الخارجية سيما بعد إستحالة بقاء علي عبدالله صالح كرئيس للجمهورية وأن الكثير من قياداته لم تكن موافقة على إنتخاب هادي لأنها متمسكة بالرئيس السابق , ومضت مكرهه نحو إنتخاب هادي في ظل شكوك حول مدى قربة من الطرف الآخر كأحزاب اللقاء المشترك أو ما أصبح يعرف بقوى الثورة السلمية حيث كانت هذه الأحزاب أكثر حماسةً لإنتخاب هادي معتمدة في ذلك على عدد من الأسباب إضافة الى إحتمالات أن يكون الرئيس الجديد أداة بيدها لتنفيذ ما تريد , فهادي عُرف عنه الصمت الطويل وعدم الحديث إضافة الى موقفة الحيادي أثناء إندلاع الثورة حيث عمل على التعامل مع كل الأطراف بحيادية حتى أستطاع حيازة الشرعية الشعبية والوصول الى كرسي السلطة دون أن يعلن موقف ضد أي طرف من الأطراف , وبالتالي فإن هادي استطاع أن يكسب الكثير من قيادات المؤتمر الذي رضخت بالفعل للواقع الذي يقول بضرورة التغيير إضافة الى إنحسار نفوذ الرئيس السابق شيئاً فشيئاً لصالح الرئيس الجديد الحائز على الشرعيتين الشعبية والخارجية والذي قد تصل في نهاية المطاف الى التسليم بضرورة إقالة صالح من رئاسة المؤتمر ليصبح هادي هو الرئيس الفعلي للحزب وهذا ما سيعمل على إزاحة صالح تماماً عن المشهد السياسي ناهيك عن تحرير المؤتمر من قبضته ومن المقربين منه ليعود إلى دوره أو ما يتوجب عليه القيام به كحزب سياسي يشارك في نصف الوزارة .
الرئيس هدوء وسط العاصفة
وخلال الأشهر الماضية نستطيع القول أنه ومن خلال قراءة مختلف التجاذبات السياسية ورصد مختلف المواقف حول العديد من القضايا فإن الرئيس هادي لم يكن بعيداً عن الضغوط من قبل كل الأطراف حيث كان كل طرف يحاول فرض نفسه على الرئيس هادي مستعيناً بما لدية من قوة عسكرية أو زخم جماهيري فكان الرئيس هادي محل تلك التجاذبات وأستطاع على حد كبير إمتصاص غضب مختلف الأطراف والتعامل بهدوء ومنطقية مع كل تلك الضغوطات الذي مورست عليه سواءً من قبل الرئيس السابق وأنصاره أو من قبل اللقاء المشترك ومن معه من قوى الثورة عسكريةً كانت أو مدنية , فالكل يحاول طرح رؤيته ويؤكد صوابية منهجه في ضرورة إزاحة أو إقصاء الطرف الآخر أو تقليص نفوذه أو أبعاده من مكان ما ولم تتوانى تلك الأطراف في وقت من الأوقات من تصعيد لهجتها ضد الرئيس هادي سواءً في البيانات الصادرة عنها او تصريحات لقيادات فيها عبر وسائل الإعلام والذي لم تعد تعبر عن حنق أو عدم رضاء على خطوات الرئيس الجديد بل تعدى الأمر إلى إستخدام لهجة تهديدية ضده أستدعت في الكثير من الأحيان رد من الرئيس نفسه إلا أنه التزم الهدوء ومضى فيما هو فيه رغم ما أصابه من البعض فكلما رفض هادي إملاءات طرف ما سارع هذا الطرف إلى التلويح بالعصيان وإشاعة الفوضى حتى من قوى الثورة فقد كانت جماهير اللقاء المشترك تصعد من لهجتها ضد هادي فبعد أن كانت صورته تعلق بجوار خطيب جمعة الستين أصبحت الجماهير المحتشدة تنهي صلاتها بمحاصرة منزل الرئيس لساعات لتهتف بضرورة إزاحة الطرف الآخر وإلا فإن الثورة ماضية نحو تحقيق أهدافها دون هادي ولا يخفى على أحد أن اللجوء الى الساحات من قبل اللقاء المشترك والتهديد بالتصعيد الثوري يأتي عقب كل مفاوضات مع الرئيس هادي حول إتخاذ قرارات تغييرية وأن ما يسمى باللجنة التنظيمية عاودت إجتماعاتها بعد أن طلبت قيادات إصلاحية منها ذلك ليصل الأمر الى أن يهدد رئيس الوزراء والمعبر عن طرف قوى الثورة بالعودة إلى الساحات كتأكيد بأن اللقاء المشترك أعتبر الساحات مجرد أداة للضغط ليصل إلى ما يريد .
المشترك لهادي : نحن قوتك فأذهب إلى ما نريد
إذا ما عُدنا قليلاً للوراء سنجد أن جماهير اللقاء المشترك هي نفسها من كانت ترفع صور الرئيس هادي سيما بعد انتخابه وتتجه صوب منزله لتأييده وتدعو له بالعون والنصر في رسالة سياسية لهادي مفادها نحن شرعيتك ونحن مناصريك فأذهب الى ما نريد وما يؤكد ذلك هو التحول العكسي لدور هذه الجماهير من مؤيدة ومناصرة لهادي الى مطالبة له بالتغيير ومن ثم الى أدوات للضغط والتهديد فدهاة اللقاء المشترك أرادوا بذلك القول لهادي إنك لست قوياً إلا بنا وجاءت هذه الرسالة في ظل تصدع حقيقي يمر به حزب المؤتمر إضافة الى صراع محتدم في قيادته حول مسألة بقاء الرئيس السابق من عدمه بينما كان المشترك يحاول فرض سياساته على كل شيء ويزحف نحو السيطرة على الوزارات وإمضاء قراراته في تلك الوزارات ما أدى الى أزمات عدة على مستوى الحكومة والذي أصبحت عاجزة عن تحقيق أي تقدم .
الرئيس هادي وحقيقة الصراع :
إذا ما نظرنا الى أداء الحكومة خلال الأشهر الماضية سنجد أنها فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أي تقدم بل وفي حل بعض الأزمات ناهيك من أنها تعمل دون أدنى رؤية حقيقية للنهوض والخروج بالوطن مما يمر به وما زاد الطين بلة هو تحولها الى حكومة سياسية بإمتياز حيث كانت محلاً لصراع القوى السياسية فقد أصبح وزرائها مجرد أدوات بيد طرفي الأزمة وسرعان ما أنجروا الى الخلافات التي أدت في نهاية المطاف على عرقلة أي تقدم ولم ينأى بنفسه رئيس الوزراء عن تلك الخلافات فهو ايضاً أنحاز لطرف ضد آخر ليظل الرئيس هادي بين حكومة يتقاسمها لو صح التعبير حزب المؤتمر (جناح الرئيس السابق) والنصف الآخر للقاء المشترك وقوى الثورة العسكرية ليظل الصراع متمثلاً بين صالح وحزبه ومن معه من قيادات عسكرية ومدنية من جهة وعلي محسن الأحمر ومن معه من قيادات عسكرية ومدنية من جهة أخرى ليصبح الرئيس هادي في المنتصف .
الرئيس يتخذ القرار :
كلما حاول الرئيس إتخاذ قرارات أكثر جراءة في تحقيق مسيرة التغيير تفاجئنا مختلف الأطراف بمواقفها الرافضة أو المؤيدة لتلك القرارات فبالرغم أن اللقاء المشترك ومن معه يؤدون التغيير إلا أنهم يطرحون رؤية خاصة بهم لتحقيق هذا التغيير والذي يجب على الرئيس إتباعها بينما يحاول الرئيس السابق وجناحه في المؤتمر الحفاظ على ما لديهم من نفوذ ساعيين بكل ما أوتوا من قوة الى منع الرئيس من إصدار اي قرار قد يعزل قيادات عسكرية أو مدنية موالية لهم وذلك قبل صدور القرار وأما بعد صدور القرارات فعبر محاولة منع تنفيذه كما حدث في محافظة حجة , وبالتالي فإن الرئيس هادي يؤكد ومن خلال هذه المواقف لطرفي الأزمة يؤكد أنه يمضي الى الأمام وإن كان ببطء شديد ليس تنفيذاً لإملاءات هذا الطرف أو ذاك وإنما وفق ما تملي عليه الظروف الواقعية والمعبرة عن حاجة ملحة للتغيير وإنما وفق خطة وإستراتيجية بعيدة تماماً عن ما يريده هؤلاء أو ما يتمناه أولئك .
صعوبات في الطريق :
يدرك الجميع أن أمام الرئيس هادي العديد من الخطوات حتى يتمكن من إتخاذ قرارات حقيقية في سبيل التغيير المطلوب ولعل أولوياته تتمثل في حماية نفسه وضمان أمنة الشخصي وهذا سيكون مقدمة لإعادة هيكلة القوات المسلحة إضافة الى إعادة دور المؤتمر الشعبي العام لتحقيق التوازن السياسي المطلوب على قاعدة التغيير وهذا سيكون مقدمة لتغيير القيادات الفاسدة في السلك المدني ناهيك عن العديد من القضايا والملفات والذي يجب ان يتعامل معها هادي بحذر كالملف الأمني ودمج الأجهزة الأمنية وإعادة الإعتبار للعديد من القضايا المجتمعية والسياسية وهنا سيعتمد هادي على الشعب من مختلف أطرافه السياسية ومكوناته الإجتماعية كأداة شعبية مؤيدة ومناصرة رغم غياب التنظيم والتوجيه إلا أنها قاعدة شعبية سرعان ما ستعلن إنحيازها للرئيس في حالة أقدمت أطراف النزاع على إيقاف تقدم الرئيس ناهيك عن الدعم الدولي .