السعودية والخليج بين التنين الايراني والثعلب الصنعاني
بقلم/ يحيى محمد الحاتمي
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 10 أيام
الخميس 10 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 03:41 م

منذ قيام الثورة الايرانية منتصف العام 1979م والدولة الايرانية تسعى لبسط نفوذها وتحقيق حلمها القديم الجديد المسمى الهلال الفارسي او الامبراطورية الفارسية وكان للرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله دور كبير في اعاقة هذا المشروع , فاستبدل الساسة الايرانيون اسلوب الخلايا النائمة بدلا من القوة وقاموا بزراعة خلايا في كثير من الدول العربية والعمل على نشر المذهب الشيعي في الوطن العربي وافريقيا وتحريك هذه الخلايا في الاوقات المناسبة كما هو الحال في لبنان والعراق والسعودية واليمن والبحرين والكويت . ولم تتوقف ايران من جس النبض بين الفينة والاخرى لاختبار جاهزية خلايها وكذلك اختبار رد الفعل المضاد .

ايران هذه المرة اقتربت كثيرا واستهدفت المملكة العربية السعودية مباشرة باستهداف سفير السعودية في واشنطن وهي خطوة جريئة جدا ما كان لايران ان تقوم بها لو انها تعرف ان الوقت غير مناسب . فايران التي اعتادت دائما الطبخ على نار هادئة شعرت الان بنضج طبخها . وهي رسالة مزدوجة للسعودية وامريكا بنفس الوقت بسبب التدخل القوي للبلدين في أزمة سوريا والضغط الذي يمارس على النظام السوري للتخلي عن الحكم . فبعد التدخل القوي لقوات درع الجزيرة في البحرين شعرت ايران بضرورة ارسال رسالة للجميع بانها موجودة ومن الصعب تجاوزها فقامت بتحريك خلاياها في امريكا لاغتيال السفير السعودي وفي اليمن الحوثيون لاحتلال المزيد من المحافظات الحدودية . فالحوثيون وبعد ان استبشرنا خيرا بدخولهم الساحات وانضمامهم الى النضال السلمي ما لبثوا ان كشروا عن انيابهم الحقيقية ونواياهم المبيته وأهدافهم الخفية .

لكن يبدوا ان الحوثيون اخطأو التوقيت او ربما لم يكن بارادتهم وانما بفعل التوجيهات العليا الخارجية والداخلية , فايران محتاجة الى عمل يعزز من موقفها والضغوط التي تمارس عليها للتخلي عن الاسد والنظام اليمني بحاجة الي تشتييت قوى المعارضة واشغالها في صراعات داخلية من جهة والى تخويف السعودية والخليج بايران وبالحوثيين حتى لا يتخلوا عنه وتظل الحوثية هي الفزاعة التي يستغلها النظام لاستدرار الاموال الخليجية . وقد ثبت الان وبالفعل حقيقة وكذبة حرب صعدة فقد ثبت بما لا يدع مجال للشك أن حروب صعده كانت فزاعة لاستدرار الاموال الخليجية من جهة وكسر عظم القوى التقليدية التي تقف عائقا منيعا أمام مشروع توريث الحكم . اما السبب الاهم فهو اتفاق سري ايراني أمريكي عفاشي وليس يمني لزرع شريط شيعي في شمال اليمن الهدف منه زعزة أمن واستقرار المملكة العربية السعودية واستغلالها .. وكان هذا الاتفاق ابان حرب صيف 94م وتم بموجبه السماح الامريكي للشرعية من دخول عدن ,, وقد وجد النظام في هذا الاتفاق ضالته لتحقيق ما يطمح اليه من توريث وحلب البقرة الخليجية المدرة للأموال .

الحوثيون اليوم يعملون بتوجيهات صالح ونجلة ويتسلحون من مخازن الدولة ,,,, ومن يقول غير ذلك يكون قد جافى الصواب فالمحاولات المستمرة للحوثيين للسيطرة على الجوف بتوجيهات من صالح ونجلة . اتفق الحوثيون مع احمد علي للهجوم على فرضة نهم والسيطرة على معسكراتها من جهة الشمال والدولة ومن معها يزحفون من جهة الجنوب بنفس الوقت لكسر ودحر الثوار في نهم وتم تسليح الحوثيين من معسكرات الحرس بالصمع وبيت دهرة ببني الحارث , فشل الحوثيون في السيطرة على نهم واندحروا خاسئين مهزومين وهم الان يتجمعون في منطقة ربوعة في مفرق الجوف كما تمكن ثوار نهم من السيطرة على معسكر الحرس لساعات ونهب كافة محتوياته . بعدها قام الحوثيون بالهجوم على مديريات حجة ومحاولة السيطرة على بعض المديريات وبتعاون وتسليح الحرس الجمهوري ومشايخ المؤتمر ومازالوا يراوحون مكانهم الى اليوم لولا خيانة بعض مشايخ المؤتمر . قام النظام بتسليم ميدي للحوثيين بدون أي مقاومة وهو اكبر حلم لايران منذ العام 1996 م عندما عرضت ايران تطوير ميدي ومينائها مقابل ان يكون لها موضع قدم فيه وهاهي اليوم تأخذه دون مقابل . والهدف منه معروف .

كنت قد كتبت في شهر شعبان مقالا بعنوان الحوثيون والمستقبل وقلت فية لو استمر الحوثي في النضال السلمي وترك السلاح فان له مستقبل كبير , لكن هاهو اليوم يفضح نفسة وبسرعه غير متوقعه . وأثبت بأن قضية صعدة التي حاول أن يمررها علينا ماهي سوى خدعة بينه وبين النظام لتحقيق أهداف وأجندات خارجية والا ما معنى ان يقوم الحوثي بالهجوم على الثوار في مناطق محررة من الدولة وسيطرة النظام عليها . واين قضية صعدة ؟؟؟ وكيف تحول صالح من عدو الى حليف فجأة ؟؟؟ وكيف عولج السيد عبد الملك الحوثي في مستشفى 48 بالعاصمة اثناء الحرب السادسة ثم أعيد الى صعدة ؟؟؟ ومن يتحمل وزر الدماء التي سالت والارواح التي أزهقت والمدينة التي دمرت والاقتصاد الذي انهك ؟؟؟؟؟والايام كفيلة بكشف المستور ومن كذب ما عليه سوى الانتظار .

رسالة الى دول الخليج

اقول للدول الخليجية والتي لازلت تبحث عن مخرج آمن لصالح ونظامه ,, أقول لهم لا تنظروا الي اليمن بعينين بل انظروا اليه بعين واحدة فمشكلتكم انكم تنظرون الى اليمن بعين على الماضي وعين على المستقبل ... انظروا بعين المستقبل الى اليمن وارفعوا أيديكم عن النظام فصالح انتهى ونظامه الى زوال وثقوا بان الشعب اليمني سيتكفل بإفشال جميع الفزاعات التي اوجدها النظام وثقوا بان الشعب اليمني لا يمكن أن يتخلى عن أشقائه وسيكون اول المدافعين عنهم .