مليشيا الحوثي تنقل الدورات الثقافية الى بيوت عقال الحارات وتفرض على المواطنين حضورها توكل كرمان: هناك طريقة واحدة فقط لإسقاط انقلاب ميليشيا الحوثي والغارات الخارجية التي تستهدف اليمن إرهاب مرفوض عاجل : قيادي حوثي من صعدة يقوم بتصفية أحد مشائخ محافظة إب طمعا في أملاكه عاجل: أول فوز تاريخي لليمن في كأس الخليج كاد أن يموت هلعا في مطار صنعاء الدولي.. المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يكشف عن أحلك لحظات حياته . عاجل لهذه الأسباب تسعى إسرائيل الى تضخيم قدرات الحوثيين العسكرية في اليمن؟ إسرائيل تسعى لإنتزاع إدانة رسمية من مجلس الأمن ضد الحوثيين في اليمن وزارة الأوقاف تكرم 183 حافظاً وحافظة بمحافظة مأرب وزير الأوقاف يدعو الى تعزيز التعاون مع الدول العربية التي حققت نجاحات في مجال الأوقاف رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع يلتقي رئيس المنظمات الأوروبية المتحالفة لأجل السلام
لا يعرف النحو ولا سيبويه ولا الأخفش ولا الكسائي من لم يعرف محمد بن محمد قحطان- الناطق الرسمي للمشترك اليوم- فارس شباب الإخوان المسلمين اليمنيين في اواسط السبعينيات حتى نهايتها، فهو من بيت النحو والصرف والبلاغة والفروسية الأدبية على يد عمه وأستاذه الشيخ الفاضل العالم والنحوي عبد الرحمن قحطان.. وإن محمد قحطان -أستاذ النحو والبلاغة في معهد تعز العلمي إبان العصر الذهبي للتأسيس المزدهر لحركة شباب الإخوان في اليمن-هو أستاذي في النحو وقدوتي في البلاغة، وهو ممثل مسرحي بارع لمن لا يعرف عن موهبته الفريدة على منصة المسرح، ولقد خلد في الذاكرة مسرحية (أنا التاريخ).
ربما يندهش- بصدمة غير متوقعة- أن يقرأ المتصفح الكريم لهذا الموقع الحر مأرب برس، أن محمد بن محمد قحطان ( ثاني اثنين- مع جارا الله عمر- مهندساً لفكرة "احزاب اللقاء المشترك" ورئيس مجلسها الأسبق والناطق السياسي الأسبق لحزب التجمع اليمني للإصلاح وعضو الهيئة العليا للتجمع حالياً)، أول ممثل مسرحي وكاتب لسيناريوهات مسرحية ظهرت على مسرح المعاهد العلمية – معهد تعز العلمي على وجه الخصوص- في الأعوام77 ، 78 ،79، بالتحديد، ولكن ليس بمدهش هذا الخبر على من عرف محمد قحطان متكلماً بليغاً وعرّاباً للغة العربية وبلاغتها كأحسن متكلمٍ عرفه أنصار ومحبيي وأعضاء الإخوان المسلمين في تعز وقتئذٍ.
كان محمد قحطان يشغل وظيفة المشرف التربوي والثقافي في معهد تعز العلمي (76-79) تقريباً ومن كوادره شوقي عبد الرقيب المقطري (شوقي القاضي – عضو البرلمان اليمني حالياً) وفارس السقاف، وكان شوقي القاضي جوكر الإذاعة الصباحية في معهد تعز العلمي غير أن محمد قحطان المثقف في الأدب واللغة والتأريخ، صاحب العبارات السياسية الساخرة - أسلوب كلامي يتفرد به محمد قحطان من تلك الحقبة الذهبية للإخوان إلى يومنا هذا-استطاع أن يشد الناس اليه بأسلوبه الفصيح وسخريته الاستثنائية.
انجذب الناس الى فصاحة عراب اللغة والبلاغة محمد قحطان بشكل لم يتوفر لأحد من نظرائه في تلك الذهبيات الخوالي للإخوان، يأسر الناس بالبلاغة والنحو والفكر والعلم واللغة والأدب والثقافة بشخصية سلسة ولطيفة جاذبة تميل الى المرح، ليس هذا فحسب بل كان محمد قحطان أول ممثل مسرحي ولقد مثَّل محمد قحطان في مسرحية بعنوان: ( أنا التأريخ) على منصة معهد تعز العلمي في مسائية احتفالية للمعهد حشد لها الإخوان خيرة وجوه أهل مدينة تعز وشبابها المتعلم ...
يظهر محمد قحطان بكفن أبيض منبعثاً من قبره صارخاً: (أنا التأريخ)، يريد الجيل الجديد (جيل الصحوة) أن يعود لقراءة تأريخه المجيد ليواصل المشوار على درب الفاتحين، بلغة اديب متمكن ولغوي حاذق ومسرحي يعرف كيف يصل الى قلوب عشاق المسرح من المشاهدين.. لقد أسس محمد قحطان في قلوب الناس والأنصار فن الكلمة وحب عبقرية اللغة والتأريخ وأسس المسرح من أجل الفكرة العظيمة، فكرة الإخوان على طريق إعادة الخلافة..
اللغوي النحوي والبلاغي العراب محمد بن محمد قحطان كان يقف لساعات في الفصل يشرح هذا البيت للمتنبي في مدح سيف الدولة :
ووضع الندى في موضع السيف بالعلى ** مضرٌ كوضعِ السيف في موضع الندى
ومعنى البيت باختصار (للعلى والمجد وسيلتان اما السيف وإما الجود والندى والكرم، فقد حويت ياسيف الدولة الخصلتين العظيمتين ووضعت كلاً منهما في الموضع المناسب، فالمقام الذي يستحق الحسم والسيف اعطيته حقه وهو الحسام، وما يستحق الندى والجود والعفو والمسامحة اعطيته حقه فبلغت العلى وسابقت ذرا المجد، اذ ليس من الحكمة ان يوضع ما حقه السيف في ما حقه الندى والعفو والحوار والعكس، وهكذا انت ياسيف الدولة حكيمٌ في موقف الحسم بالسيف حيث يقتضي السيف وفي موقف بسط اليد بالعطاء والكرم والعفو عند المقدرة حيث يقتضي الندى)..
أي عبقرية تأسر الطلاب من عشاق البلاغة والنحو المشدودين ابداً الى هذا النحوي الساحر وهذا الفارس الشهم عراب البلاغة يشرح بيت المتنبي-اعلاه- !! ..
نعم يا فارس البلاغة ليس من الحكمة إنْ تطلَّب الموقف الحسم بالسيف ان يعمد المرء الى الندى والتسامح والتصالح والتنازل تلو التنازل والمرونة والحوار البليد والحل السياسي المتسول -الذي "يبول" عليه الحاكم الفرد- و(الكذب المعسبل) على الجماهير بأن مبادرة السعودية- العدو التأريخي لليمن- افضل من الزحف الى القصر الجمهوري لإسقاط الديكتاتور..، ان تراجعكم من بيان(الحسم بالسيف) الى (صدمة) القبول بمبادرة (عدو الثورة والشعب اليمني) نكوص وارتداد وسقوط بلاغي لايقبله انصار البلاغة لكم يافارسها وياعرابها الأول..!!
يا فارس البلاغة يا عراب النحو الواضح ليس من الحكمة أن يحل التعاطي مع المبادرات المشبوهة المضرة بحقوق شعب اليمن حاضراً ومستقبلا محل الزحف الى وكر "الغشوم" ومخبئه... كيف تضعون -يا فارس البلاغة للمؤلف علي الجارم- ماحقه الحسم الثوري واقتلاع اركان النظام العسكري الفاشي الذي اباد نصف شعب اليمن محل المناورة والمبادرة ومبدأ (عفا الله عما سلف)..، ليس هذا بجودٍ والله ولا ندىً منكم، بل هزيمة سياسية وضعف مقرون بالذل وانتحار علني لحزب الإصلاح الذي بايعناه وواليناه وعقدنا قراننا على النساء حبّاً فيه وعلمنا من اجل سواد عينيه اطفالنا حب الإصلاح واناشيد الإصلاح، وهو انتحار لدكاكين منظومة "احزابكم المشتركة" التي بان عورها وانكشف خورها كونها احزاب لا للحسم بل لأشياء أخرى كالرقص والبرع والتصريحات التي ينقض بعضها بعضاً ..
هل هذه بداية السقوط يافارس البلاغة ؟!! اين اذاً بلاغة المتنبي واستدراكات الأخفش وتخريجات الكسائي والهامات سيبويه؟!! ... هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة..
نختم هذه الحلقة بقطوف من قصيدة ابي الطيب المتنبي في مدح سيف الدولة (لكل امرىءٍ مِنْ دَهْرِهِ ما تَعَوّدَا):-
لكل امرىءٍ مِنْ دَهْرِهِ ما تَعَوّدَا ** وعادَةُ سيفِ الدّوْلةِ الطعنُ في العدى
وَإنْ يُكذِبَ الإرْجافَ عنهُ بضِدّهِ ** وَيُمْسِي بمَا تَنوي أعاديهِ أسْعَدَا
وَرُبّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفْسَهُ ** وَهادٍ إلَيهِ الجيشَ أهدى وما هَدى
وَمُستَكْبِرٍ لم يَعرِفِ الله ساعَةً ** رَأى سَيْفَهُ في كَفّهِ فتَشَهّدَا
هُوَ البَحْرُ غُصْ فيهِ إذا كانَ ساكناً ** على الدُّرّ وَاحذَرْهُ إذا كان مُزْبِدَا
فإنّي رَأيتُ البحرَ يَعثُرُ بالفتى ** وَهذا الذي يأتي الفتى مُتَعَمِّدَا
تَظَلّ مُلُوكُ الأرْض خاشعَةً لَهُ *** تُفارِقُهُ هَلْكَى وَتَلقاهُ سُجّدَا
وَتُحْيي لَهُ المَالَ الصّوَارِمُ وَالقَنَا *** وَيَقْتُلُ ما تحيي التّبَسّمُ وَالجَدَا
****
هوَ الجَدّ حتى تَفْضُلُ العَينُ أُختَهَا ** وَحتى يكونُ اليَوْمُ لليَوْمِ سَيّدَا
فَيَا عَجَباً مِنْ دائِلٍ أنْتَ سَيفُهُ ** أمَا يَتَوَقّى شَفْرَتَيْ مَا تَقَلّدَا
وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازاً لِصَيدِهِ ** تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا
رَأيتُكَ محْضَ الحِلْمِ في محْضِ قُدرَةٍ ** وَلوْ شئتَ كانَ الحِلمُ منكَ المُهنّدَا
وَما قَتَلَ الأحرارَ كالعَفوِ عَنهُمُ ** وَمَنْ لكَ بالحُرّ الذي يحفَظُ اليَدَا
إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ ** وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا
وَوَضْعُ النّدى في موْضعِ السّيفِ بالعلى ** مضرٌّ كوضْع السيفِ في موضع النّدى
وَلكنْ تَفُوقُ النّاسَ رَأياً وَحِكمةً ** كما فُقتَهمْ حالاً وَنَفساً وَمحْتِدَا
يَدِقّ على الأفكارِ ما أنْتَ فاعِلٌ ** فيُترَكُ ما يخفَى وَيُؤخَذُ ما بَدَا
a.monim@gmail.com
*شاعر وناقد أدبي يمني. الهند.