عبدربه منصور...خيبة أمل لا تنتهي
بقلم/ صلاح السلقدي
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 8 أيام
الأحد 19 يونيو-حزيران 2011 05:09 م

مع تقديرنا لشخصه الكريم إلا أن إبداء النقد والعتب على طريقة تعاطيه السلبي مع الأوضاع الحالية يظل أمرا لامناص منه، فحالة الرهاب التي تتملك الأخ نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي هي من يجعل من مواقفه المترددة مثار استغراب ودهشة، بل ومبعث للتندر والسخرية أحياننا كثيرة بين أوساط النخب وحتى العامة من الناس، فهو على ما يبدو لا يستطيع ان يتصور نفسه خارج دائرة الموظف الهامشي كــ(كمالة عدد) مغلوب على أمره حتى وان كانت كل الدلائل والمستجدات اليوم تشير إلى انه من الممكن له ان يمارس وظيفة فعلية( سلطة وصلاحيات) خارج نمطية الوظيفة التي عهد بها إليه الرئيس صالح ان غضينا الطرف عن قانونية منصبه هذا من عدمه لعدم صدور قرار تعيين رئاسي لغرض في نفس صاحب القرار ربما حجب ذلك القرار لمثل هذه الظروف.ولكن من واقع الحال فهو نائب.

صعقني الأستاذ الفاضل عبدربه منصور هادي وهو يقول ان لقائه بممثلي شباب الثورة كان بخصوص عمليات قطع الطريق أمام شاحنات النفط والغاز وانقطاع التيار الكهربائي، وكأنه يحاور قطاع طرق وليس شباب ثائر وضع فيه بصيص أمل في ان يخرج نفسه والبلاد من هذه الربقة المطوقة أعناق الجميع قبل أن يخيب أمل كعادته بتصريحه الأخير هذا. مع العلم إن سيادة النائب كان قال بنفس اليوم الذي ألتقى فيه هؤلاء الشباب بأنه يعتزم إجراء تغييرات عميقة بالبلاد.

( إذا كنت ذو رأيِ فكن ذا عزيمة × فان فساد الرأي أن تترددا)،هكذا قال أبى الطيب المتنبي مخاطبا من يفسد قراره بالتردد والتهيب ، وهذا هو حال الأخ نائب الرئيس برغم كل إشارات التطمين ورسائل التشجيع التي تبعث له كل يوم بل كل ساعة من مختلف القوى وحتى من قبل كثير من دول العالم ودول الجوار باستثناء المملكة السعودية لحساباتها المريبة وغير البريئة وعقدتها الثورية المستبدة بها .

فالحاكم المستبد لا يمكن أن يكون مستبدا إلا بقدر ما يجد من يعينه على استبداده ومن يخفض له جناح الخضوع والاستكانة ،وشيئا فشيئا ومع طول الإمعان بهذا المسلك يشعر هذا الحاكم ان ثمة صفات إلوهية قد سكنته وتلبسته، تماما كالقوة المستبدة التي تتحدث عنها إحدى قصائد أبى القاسم ألشابي( فلسفة الثعبان المقدس). فلم يبلغ هذا الثعبان بغطرسته إلا حين تصبح باقي المخلوقات بعينه مجرد شحارير لا تملك غير زقزقتها ويجب أن تذوب في جسده ليدوم لها لخلود والبقاء.

*خاتمة مع الشاعر احمد مطر:

(ما معنى أن يملك لص

أعناق جميع الأشراف؟

ليس اللص شجاعاً أبداً

لكن الأشراف تخاف.

إن الثعلب يبدو أسداً

في عين الأسد الخواف.

ما بلغ الواحد مقدارا

لولا أن واجه أصفارا

فغدا آلاف الآلاف)

bka951753@yahoo.com