ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ عاجل: قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد
،، من نافلة القول أنه لايمكن أن تنشأ الديمقراطية وتنمو وتتطور إلاّ بوجود ديمقراطيين حقيقيين. الديمقراطيون الحقيقيون هم الذين يسعون إلى إقامة مجتمع يتساوى فيه جميع أفراده في الحقوق الأساسية للإنسان. إنهم يدركون أن الحقوق يجب أن تترافق مع المسئوليات الكافية.
الديمقراطيون هم الذين يفرقون بين الديمقراطية والفوضى. إنهم يضحون من أجل الديمقراطية ولا يستخدمونها لمصالح أنانية. إنهم يسعون لخدمة الوطن كل الوطن ولا يفرقون بين أبنائه على أساس الدين أو العرق أو النوع أو الطائفة أو المذهب أو القبيلة أو المنطقة. إنهم يسعون لأن يتمتع الجميع بحياة كريمة وآمنة.
أما غير الحقيقيين فهم الذين لا يفرقون بين مصالح الوطن ومصالحهم. إنهم لا يتورعون عن المتاجرة بمصالح الوطن العليا مقابل حقدهم على النظام. إنهم يستخدمون الشعارات الديمقراطية لتحقيق مكاسب مالية أو سياسية أنانية.
الديمقراطيون غير الحقيقيين هم الذين يرغبون في احتكار السلطة وإقصاء الآخرين. إنهم لا يتورعون عن نشر الإشاعات الكاذبة الضارة للوطن. إنهم يغلبون منطلقاتهم الأيديولوجية والمذهبية والحزبية على الثوابت الوطنية. إنهم لا يقبلون بالتضحية لصالح الوطن. إنهم يدورون حيثما دارت مصالحهم.
الديمقراطيون غير الحقيقيين لا يقبلون بتساوي جميع الناس في الحقوق الأساسية مثل حق الانتخاب والترشح حتى في داخل أحزابهم ومنظماتهم إما بحجة الاختلاف في الدين أو العرق أو المنطقة أو غير ذلك من الأسباب، فإذا ما مارسوا الانتخابات فإنهم يمارسونها وفقا لقوائم معدة مسبقا. فإذا تعارضت الممارسات الديمقراطية مع مصالحهم الخاصة فإنهم لا يترددون في الانقلاب عليها.
الديمقراطيون غير الحقيقيين لا تخلو خطاباتهم من تعظيم الصفات المناطقية والقلبية والعرقية على حساب المصالح الوطنية والقيم الإنسانية. ولذلك تجدهم يتحيزون لبعض المناطق أو القبائل أو القوميات بحق وبدون حق.
الديمقراطيون غير الحقيقيين يعملون على خلق أوضاع تتصارع وتنتقص فيها الحقوق. إنهم يسعون إلى إيهام بعض الفئات والمناطق والجهات بأن لها حقوقا أكثر من غيرها. ولا شك أنه يترتب على ذلك تعارض الحقوق مع بعضها البعض فتضيع جميعا.
الديمقراطيون غير الحقيقيين يعملون على إفراغ العملية الانتخابية من أهم محتوياتها. أي انهم يعملون على إضعاف كل من الشفافية المساءلة من خلال الدفاع عن انصارهم حتى لو كانوا فاسدين. ولاشك أن ذلك يعمل على انتشار الفساد.
الديمقراطيون غير الحقيقيين يتعمدون التغاضي عن أي نجاح يمكن أن تحققه الحكومة ويركزون فقط على السلبيات. انهم بعملهم هذا يهدفون إلى أن تكون الممارسات الديمقراطية عديمة الفائدة. إنهم يسعون إلى أن تفرق الديمقراطية أكثر مما توحد. إنهم يسعون إلى إفشال التنمية الاقتصادية أو على الأقل إلى بطء عملياتها.
الديمقراطيون غير الحقيقيين لذلك لا يألون جهدا في زرع العقبات أمام تطور الديمقراطية. ولذلك فإن على الديمقراطيين الحقيقيين أن يتصدوا لهم وذلك من خلال توسيع الممارسات الديمقراطية. إن الحرص على التعامل مع هؤلاء وفقا للديمقراطية سيظهرهم على أنهم أدعياء.
على الديمقراطيين الحقيقيين أن يعملوا بدون كلل أو ملل على تعميق الحقوق الاساسية للإنسان في قاعدة المجتمع وعلى تشجيعه على الالتزام بها طوعاً. على الديمقراطيين الحقيقيين الاستمرار في العمل على بناء وتطوير المؤسسات القادرة على حماية هذه الحقوق ومساعدة غير القادرين على ممارستها بشكل متوازن ومتناسق. عليهم - الديمقراطيين الحقيقيين - أن يتصدوا للفساد بصرامة.
على الديمقراطيين الحقيقيين العمل على إعادة النظر بمناهج التعليم شكلا ومضمونا. أن ذلك ضروري للتصدي للعديد من المسلمات الداعمة للتمييز والمستقاة من التفسير المغلوط للدين أو التاريخ أو نتيجة للعادات السيئة.
على الديمقراطيين الحقيقيين إحياء التفكير العقلي والمنطقي الداعي للمساواة بين جميع البشر في الحقوق الأساسية. عليهم أن يعملوا على تغيير بعض السلوكيات الاجتماعية الضارة. عليهم أن يوضحوا للناس أضرار التمييز حتى على الأسرة. فعلى الآباء التوقف عن ممارسة التفرقة بين أطفالهم على أي أساس كان.
على الديمقراطيين الحقيقيين دحض كل مبررات التمييز من الأساطير الشعبية والقصص التراثية ومن الشعر وغيرها من المصادر التي كانت تتعامل مع التمييز بنوع من الفخر أو الاعتزاز. عليهم أن يحققوا ذلك من خلال عملية تحديث للثقافة العامة من خلال المسرح والكتاب والإذاعة والتلفزيون وغيرها من الوسائل التي تعمل على إحلال مسلمات التمييز بضرورة المساواة في الحقوق الأساسية للإنسان.
على الديمقراطيين الحقيقيين في اليمن أن يستفيدوا من الدعم غير المحدود لهم من قبل القيادة السياسية. إن ذلك حقيقة وليس إدعاء. ففخامة الرئيس علي عبدالله صالح هو من أكثر المحاربين للمناطقية والمذهبية والطائفية. إنه يتعامل مع مؤيديه ومعارضيه من منطلق المصلحة الوطنية. إنه ديمقراطي حقيقي بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى. لذلك فلا خوف على الديمقراطية في اليمن. فأدعياؤها سيفضحون وبذلك سيظل اليمن لجميع اليمنيين.
عن الثورة