الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي
مقدَّم وشيخ قبيلته، مرجع وحَكم ووجاهة ومناضل ذو نزعة تحررية، ذلك هو فقيدنا الكبير، رمز حضرموت الاجتماعي، ونصير الضعفاء، ومحاميهم كما كان يقول عن نفسه، هو المقدم قانص بن مرعي بن سالم الجابري، رأس قبيلة آل جابر وشيخها الأول، أو الأول بين شيوخها.
ومقدَّم ليست رتبة عسكرية كما قد يتبادر إلى الذهن، بل هو اللقب الاجتماعي القبلي الذي يتقلده قديمًا وحديثًا شيوخ القبائل في حضرموت، يشبه إلى حد ما لقب "النقيب" في قبيلة بكيل الهمدانية، ولموضوع الشبه في العادات والتقاليد بين قبائل اليمن صلة بما نخوض فيه الآن من قبولٍ للوحدة، أو إعراض عنها.
رسميًا كانت بريطانيا التي أرادت التمدد إلى الداخل بعد سيطرتها على الساحل مضطرة للتعامل مع المقادمة (الشيوخ)، مارست معهم الترهيب حينًا، كما حدث للقبيلة التي نتحدث عن رمزها، ولقبائل أخرى، أو بالترغيب أحيانًا أخرى، وفي بعض الحالات بظلم أشد قسوة كثيرًا من السبب الباعث لاستخدامها، أُحيلُ هنا إلى الانتفاضات القبلية، شرارة المقاومة الوطنية الأولى ضد الاحتلال البريطاني، والنظام الإمامي، بصرف النظر عما أحاط بها من ملابسات.
بعد الوحدة أخذ الكثير من "المقادمة" يميلون إلى تفضيل لقب وصِفة شيخ وشيوخ، لشيوعها وللتعامل الرسمي معها في اليمن الكبير، لقد لعب الشيوخ أدوارًا مختلفة في الحياة الاجتماعية، وساهموا في الحياة السياسية، بل واندمج بعضهم في العمل الحزبي، لكن تجربة الاندماج هذه لم تطل كثيرًا لولوج المجتمع في مرحلة من الصراع لم تنتهي بعد، وبالتأكيد امتد أثر هذا الانقطاع على القبيلة.
شيخنا هذا وقد خبر النضال الوطني في مستقبل شبابه، أدرك بحسه الريفي معنى الدولة، فوقف يؤازرها كتنظيم فوقي للمجتمع يراه معني بكل أفراده، كان هذا ديدنه قبل الوحدة وبعدها، أدرك بفطرته وتجربته لاحقًا، معنى أن يُحترم القانون والنظام، مستوعبًا مكانته الاجتماعية على رأس قبيلة هي من أكبر قبائل حضرموت انتشارًا، مارس دور المصلح الاجتماعي بنكران ذات، وكان رجل القضايا الصعبة، عندما كانت هناك حاجة لكلمة عادلة فاصلة، فيما اختلف عليه متخاصمون.
رحم الله شيخنا المقدم والمستشار في المحافظة قانص الجابري، قليلين ونادرين هم الرجال من أمثالة، في ثباته على الحق، في قناعاته الوطنية التي لم تتغير مع تغير الأحوال، في خُلقه، وصدق قوله، وعفة نفسه، في كرمه وسعة صدره، رحم الله أبا صالح وأحسن الله مثواه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.