الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية.. مطالبات بإعادتها للشعب السوري 1 ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي
عندما خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الثامن من أكتوبر من العام الماضي، أي بعد يوم واحد على عملية “طوفان الأقصى” وهدد بتغيير وجه الشرق الأوسط، فهو لم يكن يتكلم من فراغ، بل كان يعي ما يقول، لأن المخطط ليس بجديد على ما يبدو. لا شك أن البعض سيتساءل: وهل يعقل أن غزة ستغير وجه المنطقة؟ الجواب طبعاً لا، فالشرق الأوسط لا ينحصر في مسألة غزة، بل إن توابع ما حصل في غزة سينتقل تدريجياً إلى بقية بلدان المنطقة. لا عجب إذاً إن قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن “الاضطرابات الحالية في المنطقة امتداد لفوضى 2011”. وقد لاحظنا كيف انتقلت إسرائيل بعملياتها الكبرى من غزة إلى لبنان بعد عام على الحرب. وها هي اليوم تهدد بالانتقال إلى سوريا، وقد هاجم زعيم الحركة القومية التركية دولت بهشلي مشروع إسرائيل وقال إن الدور بعد لبنان سيأتي على سوريا وإن هدف إسرائيل هو الوصول الى الحدود التركية مما يشكل تهديداً للأمن القومي التركي، بينما حذر الرئيس التركي نفسه قبل أيام من خطورة الغزو الإسرائيلي لسوريا، نعم لسوريا.
وقد بدأنا نشاهد التوغلات الإسرائيلية فعلاً في القرى السورية. ولو لم يكن لدى أردوغان مؤشرات جدية لما حذر أصلاً. باختصار، فإن شرارة غزة لم تكن سوى البداية لمشروع الشرق الأوسط ذي النكهة الإسرائيلية كما يرى البعض، وبما أن غزة ولبنان وسوريا وحتى العراق ليست منفصلة عن بعضها البعض، بل كلها مرتبطة بالمشروع الإيراني، فهذا يعني ضمناً أن التغيير الذي تحدث عنه نتنياهو سيشمل معظم بلدان المنطقة بما فيها إيران نفسها وربما تركيا التي باتت تتخوف من ربط المشروع الإسرائيلي بالوضع الكردي في شرق سوريا وتبعاته المستقبلية الخطيرة على تركيا نفسها.
لم يعد يخفى على أحد أن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة غوندوليزا رايس ذات يوم، كان يُطبخ على نار هادئة. انظروا كيف حوّلوا الثورات الشعبية في المنطقة مثلاً إلى فوضى هلاكة. ولا ننسى أن رايس أسمت مشروع التغيير الأمريكي في المنطقة بـ”الفوضى الخلاقة”. واليوم بعد أن ننظر إلى مخططات نتنياهو التي أعلن عنها بعد “طوفان الأقصى” يمكن أن نفهم مرحلة ما سُمي بـ”الربيع العربي” بشكل أفضل وأوضح. اليوم بدأنا نتأكد أن ما فعلوه عن طريق عملائهم وأدواتهم في المنطقة من فوضى وتهجير وتدمير وحروب وقلاقل وتغيير ديمغرافي، كما في سوريا على يد النظام، لم يكن عبثياً، بل كان مقدمة لما يريدون هم فعله لاحقاً في المنطقة، ألا وهو تغيير وجه الشرق الأوسط حسب تعبير نتنياهو بنفس الطريقة التي شاهدناها في سوريا مثلاً بدعم منهم. ولا ننسى أن نذكر في هذا السياق أن حتى الضفة الغربية كانت مستهدفة حتى قبل “طوفان الأقصى”، أي أنها كانت على طاولة الافتراس الإسرائيلية قبل حرب غزة. وقد تأكد في الأسابيع الماضية أن إسرائيل كانت قد أجرت مفاوضات مع أطراف عربية لتوطين مليون فلسطيني من الضفة في العراق. وقد تم ذكر مسؤول عراقي كبير شارك في تلك المفاوضات، وللغرابة فهو مسؤول سني وكان على علاقة وطيدة مع إيران.
والسؤال هنا هل يعقل أن مسؤولاً سنياً كان محسوباً على طهران يتورط في عملية تهجير أهالي الضفة الغربية وتوطينهم في الأنبار غرب العراق؟ شيء مريب فعلاً. ما هو دور إيران التي تزعم أنها تدعم القضية الفلسطينية في ذلك يا ترى؟ باختصار، إن كل شيء يسير حسب المخطط، ولو لم يكن المخطط موجوداً مسبقاً لما تحدث عنه نتنياهو فور عملية “طوفان الأقصى”. وبما أن المشروع كما أسلفنا يشمل المنطقة كلها، فإن هناك مؤشرات كثيرة اليوم تأخذنا إلى داخل إيران نفسها. ما هو نصيب طهران من هذا التغيير المزمع للشرق الأوسط يا ترى؟
أول تلك المؤشرات ربما بدأت مع سقوط طائرة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ووفاته مع وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان. هل كان حدثاً عرضياً، أم بداية لإعادة تركيب البيت الإيراني، خاصة وأن صراع الأجنحة بات مكشوفاً للقاصي والداني داخل القيادة الإيرانية، ناهيك من الدور الأمريكي والإسرائيلي النشط في هذا الصراع. من اغتال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران؟ هل هناك طرف سهّل المهمة أمام إسرائيل من الداخل؟ مجرد سؤال؟ والأخطر من ذلك من الذي ساعد باغتيال قيادة حزب الله بأكملها تقريباً بمن فيها الأمين العام حسن نصرالله نفسه؟ من الذي أوصل أجهزة الاتصالات المفخخة إلى حزب الله؟ لم يعد سراً أن شركة إيرانية استوردت الأجهزة وأوصلتها للبنان دون التأكد من سلامتها. لا نتهم أحداً هنا، لكن لا بأس من طرح الأسئلة، خاصة وأننا نرى اليوم تحولاً واضحاً في الخطاب الإيراني. هل سمعتم الرئيس الإيراني الجديد بزشكيان وهو يقول إننا لا نعادي أمريكا وإن الأمريكيين أخوتنا وحبايبنا في مقابلاته التلفزيونية أثناء حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؟ ولا ننسى أن الرئيس الجديد يحظى اليوم بدعم واحد من أكثر المتحمسين لرأب الصدع مع الغرب ألا وهو جواد ظريف وزير الخارجية الأسبق الذي تم تعيينه نائباً للرئيس الإيراني، لكن البعض يصفه اليوم بصانع الملوك لأنه على ما يبدو سيقود عملية التغيير من الداخل باتجاه علاقات جديدة مع الشرق والغرب على حد سواء. ولا ننسى أن ظريف هو الذي كان قد وقع الاتفاق النووي مع الغرب قبل أن يلغيه الرئيس الأمريكي الأسبق ترامب. وهناك من يعتبر أن ظريف بات يعتبر اليوم ثيرمومتر التغيير في إيران. لهذا من الخطأ النظر إلى ما يحدث لأذرع إيران في المنطقة بأنه انتكاسة لطهران، لا أبداً، فإيران لا تتعرض لانتكاسة كما يظن البعض، بل هي تتغير من الداخل وتحاول التخلي عن النهج القديم والتخلص من كل أوجاعها وأدرانها الخارجية والتركيز على الداخل الايراني. ولا تنسوا أيضاً ظهور ابن شاه إيران على الساحة من جديد ودعوته للتغيير في البلاد. باختصار، هل هناك شرق أوسط جديد فعلاً كما قال نتنياهو، والبداية على ما يبدو من إيران، وأن لبنان والعراق وسوريا وغزة مجرد تفاصيل في المشروع الكبير؟ ولا ننسى طبعاً عمليات التطبيع الكبرى، إن حصلت، فلن تغير فقط الشرق الأوسط وحسب، بل ربما قد تؤدي إلى إعادة رسم خرائط المنطقة، بحيث قد تختفي دول وأنظمة بأكملها، فهل ستجري الرياح كما يتمنى الملاح الإسرا- أمريكي؟