آخر الاخبار

الدكتوراة للباحث إبراهيم اليمني من كلية الحقوق جامعة بني سويف مع مرتبة الشرف على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا

الوحدة في مفهوم المنظمات
بقلم/ د . عبد الوهاب الروحاني
نشر منذ: 6 أشهر و 19 يوماً
الإثنين 27 مايو 2024 08:32 م
  

    ارتبط مفهوم الانتماء الوطني عند اليمنيين على مر تاريخ النضال الوطني بشرط الدفاع عن الوحدة، تماما كما ارتبط تراجع الولاء الوطني بتراجع التمسك بالوحدة وبحركة واسعة من تزييف الوعي في وسط الناشئة من الشباب الذين اراهم اليوم قد عرفوا حقيقة ان اليمن لا يمكن لوضعه انط يستقيم ويستقر الا بالوحدة..

 

   هذا المفهوم، هو الذي رافق تاسيس ونشاط الاحزاب والمنظمات الجماهيرية والمهنية والابداعية قبل الوحدة- اي قبل 1990- ولذلك عملت على تنمية الوعي الوطني، وعززت من قيم الانتماء الوطني والنضال من اجل الحرية والوحدة. 

 

   كانت المنظمات الجماهيرية والمهنية والابداعية أداة الاحزاب في ترجمة برامجها الوطنية - حينما كانت لها برامج وطنية- ولعبت ادوارا حيوية في الضغط من أجل الوحدة وتقارب وجهات النظر بين قيادتي الشطرين.

 

  في مقدمة المنظمات الابداعية التي ناضلت بقوة وجسارة من اجل الوحدة برزت اسماء وعناوين كبيرة:

- اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين

- اتحاد عمال اليمن

- نقابة الصحفيين

- الاطباء والصيادلة

- نقابة المحامين

- الروابط الطلابية (في الخارج)

 

مفهوم الجاوي:

   جميعنا يتذكر الفعل الحيوي الذي لعبته هذه التكوينات، ويتذكر الدور الافعل لاتحاد الادباء والكتاب اليمنيين الذي لعبه من اجل الوحدة؛ فقد ولد الاتحاد موحدا، ومنذ تأسيسه في مايو من العام 1971 عقد كل مؤتمراته في عدن أو في صنعاء تحت يافطة الوحدة وعلى اسس وقيم الوحدة، ولم يعان قط من مرض التشرذم والانقسام الا بعد تلاشي الولاء ومغادرة الكبار.

 

   من منا لا يتذكر الاسماء الكبيرة من مؤسسي اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين؟! عبدالله البردوني، يوسف الشحاري، محمد الربادي، عمر الجاوي، سلطان الصريمي، احمد قاسم دماج، الفنان والشاعر البديع عبداللطيف الربيع، اسماعيل الوريث .. كل هؤلاء وغيرهم خاضوا معارك كبيرة من اجل الوحدة.. كل من موقعه، وبابداعاته، بقلمة وحرفه ولسانه.

 

  عمر الجاوي، علم من اعلام الوحدة،

كان لا يعترف بالحدود الشطرية.. ولا بالجمهوريات اليمنية المشطرة .. كان يعبر نقاط "كرش" و"الشريجا" بسيارته التي تحمل لوحة "اتحاد الادباء"، ولم يحمل يوما رقما لصنعاء أو عدن قبل الوحدة - بحسبما اعرف - وفرض هذا المفهوم على اجهزة النظامين الشطريين، واضطرت اجهزة عدن وصنعاء ان تتعامل مع الجاوي الوحدوي، وفقا لمفهوم الوحدة الذي فرضه.. رحم الله الجاوي كان يتنفس برئة وحدوية واحدة، ويلهج بوطن واحد حتى مات ومات معه الاتحاد، ويعلم الله متى سيبعث اتحاد الادباء الذي عرفناه.. !!

 

السائد الذي كان:

  نقابة الصحفيين هي الاخرى تأسست في صنعاء عام 76 تحت مسمى "نقابة الصحفيين اليمنيين - فرع صنعاء" .. بمعنى انها تاسست على قاعدة وحدوية.. بدون تنسيق مع المنظمة التي تاسست في عدن في ذات العام .. 

 

  كان محمد الزرقة، ومحمد الشرعبي، وعبدالله الصيقل، وحسين جباره، وعبدالله الشرفي، ومحمد المساح، وعلي العمراني، ويحيى الشوكاني، وكوكبة كبيرة من حملة القلم وصناع الحرف وراء تأسيس النقابة، وحظيت بان اكون من المؤسسين رغم حداثة سني وحداثة التحاقي بالثورة المؤسسة و"الصحيفة" حينها. 

 

   وكان قبلهما تأسيس "نقابة الاطباء والصيادلة"، وهو بالمناسبة اول كيان مهني يؤسس في اليمن عام 1968، واسس على قواعد واسس وحدوية، ثم الروابط الطلابية في الخارج.. الاطر المهنية والشبابية التي كانت قضيتها الاولى الوحدة والوحدة والوحدة، ولعبت دورا كبيرا في تنمية الوعي الوطني، واحياء روح الوحدة والانتماء الوطني.

 

   ذلك كان السائد عند النخب الثقافية والسياسية ايضا، وعند الناشئة من الشباب حيث لم يكن للمسميات التي تلوكها بعض الالسن مكان في اوساط النخب أو العامة، ولم نكن نسمع باوصاف جهوية او مناطقية:

 

- لا هذا جنوبي ولا هذا شمالي

- لا هذا زيدي ولا هذا شافعي

- لا هذا جبلي ولا هذا تهامي 

- لا هذا من الهضبة ولا ذاك من السهل 

- ولا من مطلع ولا من منزل

 

   هذه النعوت والاوصاف السمجة لم تكن موجودة، ولم نكن نسمع بها (على الاقل في عقدي السبعينات والثمانينات).. اما بعدها وفي لحظات التقاسم، واستحضار مساوئ الجهوية والقبلية والمناطفية فقد انحرف مسار نشاط الكثير من الاحزاب والمنظمات المهنية والابداعية، وذلك كان المقدمة في حركة تزييف الوعي تجاه الوحدة، الذي نرجو ان يتوقف؟ ولن يتوقف الا بالوحدة ونفس الوحدة وباستعادة المنظمات المهنية والابداعية دورها في احياء روح الوطن بنفس الوحدة .