آخر الاخبار

اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة

وداعا يا أبي
بقلم/ أحمد غراب
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 15 يوماً
الأحد 29 سبتمبر-أيلول 2013 09:59 م

لو كان أبي عايش ما كان رضي اترك الكتابة ولو ليوم واحد !

واذا حدث وتوقفت عن كتابة عمود يسألني بعتاب شديد : يا احمد اشتريت الصحيفة ما حصلتك فيها ؟!! فألوم نفسي كثيرا.

سنوات طويلة من عمره قضاها وكيلا للمغتربين كنت اجلس بجواره وكنت طفلا ايامها في السنوات الاولى من الدراسة وكان يحرص على ان اقرأ كل الجوابات الواردة واكتب جوابات الرد بنظام دقيق اعجز عن وصفه.

لعل العشرات من الرعيل الأول من المغتربين في الولايات المتحدة من ابناء الشعر وبيت الكبش والظفري والرضائي وغيرهم من المغتربين في السعودية من القرى المحيطة بمديرية السدة يعرفونه.

ايامها لم يكن يوجد من وسائل الاتصالات سوى التلفون ابو عجلة والتلغراف.

كم انا فخور بك يا والدي حيا وميتا فلو كان للمعاملة الحسنة نموذجا لكنت انت

تمنيت وأنا أحدق في نعشك أن تسعفني بنظرة أو بابتسامة صغيرة

أن ترد عليا بربع همسة أو ذرة تنفس..

حين دنوت من وجهك وقبلتك شعرت إنك شعرت بي .

فديتك يا اباه فديت شمك فديت وجهك الطيب فديت شعرك الشايب فديت يدك النحيفة التي كنت تمسح بها على راسي وترفعني عندما اجثو على ركبتك ونحن نخرج من الصلاة كل جمعة.

فديت التراب الذي تمشي عليه يا اباه فديت الهواء اللي كنت تتنفسه كيف اتنفس هذه الحياة وانت كل الاوكسجين وانت القلب والنبض والوريد وانت الدم الذي يجري في عروقي.

كيف لا افتقدك يا ابي وانت الذي كنت تهتم بكل تفاصيل حياتنا تصحو قبل الفجر لتراقب ماء المشروع لأنك تهم ما نشرب ، تتفقد كل صغيرة وكبيرة في البيت وتصلح كل شيء.

زرعت الحوش اشجارا وخضروات وفواكه .

لم تكن تغيب عن ذهنك شاردة ولا واردة عن مائنا أو قوتنا أو ضوئنا وكل مايخص حياتنا.

منذ سنوات وسنوات يا ابي لم أعرف عيدا بدونك فأنت نكهته وبهجته وفرحته حتى وانت في اشد ظروف مرضك كنت متألقا بوجودك وفعالا بحضورك وجذابا بطلتك البهية وانفاسك العبقة.

كيف تشتيني اكون احسن منك وانت اجمل ملك وما في مثلك ؟!!

لا احد يقولي لاتبكيش ، اذا ما بكيت على ابي فعلام أبكي

حاولت اعوضه في حياته عن جزء بسيط من كرمه وعطفه وحبه الذي اغرقني فيه ففشلت كنت كل مرة احاول فيها ان اعوض ابي اجدني احتاج اليه اكثر وأجده يحتويني بروحه ويمنحني المزيد والمزيد.

اللهم إن أبي في ذمتك وحبل جوارك، فقه فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحمد لله، اللهم اغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم إنه في ضيافتك، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار، اللهم مد له في قبره مد بصره، اللهم أنزل على قبره الضياء والنور والفسحة والسرور، اللهم أفسح له في قبره ونور له فيه برحمتك يا أرحم الرحمين.

اذكروا الله وبروا بوالديكم وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي