البذورُ النجسةُ أَضْحَت نباتاتٌ ضارة..!
بقلم/ عبدالباسط السعيدي
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و 11 يوماً
الأربعاء 04 إبريل-نيسان 2007 09:07 ص

مأرب برس – السويد – خاص

أخي القارئ الكريم أرجو أن تكون في فسحة من وقتك وفكرك حين تطالع هذا المقال؛ فإن كنت الآن كذلك فمرحباً بك وفوق العين والرأس وإلاّ فأرجو أن تغلق الصفحة وتنتقل إلى موضوع آخر أو أن تحفظ الصفحة، حتى تكون في فسحة من وقتك وفكرك علّنا نصل إلى نقطة البداية ...

قالت اليهود نحن أبناء الله وأحباؤه وقالت النصارى المسيح ابن الله الذي قدمه ضحية ليفتدي أخطاءنا وعليه فنحن أبناء الله ( في الإنجيل المحرف نجد الكثير من العبارات التي تقول بأن النصارى أبناء الله ولو من باب التعريف اللغوي)، لكن المنتسبون ( الهاشميون الجدد ) كانوا أذكى ممن سبقهم؛ فتعلموا من أخطاءهم مُدركِين بأن الانتساب إلى الله حيلة لم تعد تنطلي على أحد، خصوصاً المسلمين الذين تم تحذيرهم من المُدّعين في الكتاب العظيم من قبل رب العالمين؛ لذا كان الحل الوحيد المُتاح أمامهم لكسب التمايز في المجتمع الإسلامي وكسب محبة المسلمين وتعاطفهم ومن ثم قيادتهم هو الادعاء بالنسب الشريف لسيد الخلق والمرسلين محمد بن عبدالله الرسول الأمي عليه وعلى آله الحقيقيين الصلاة والسلام.. بالطبع هذا كله تم في غفلة وفرقة من المسلمين، بدعم لوجيستي من أعداء الأمة الذين ألمحنا لهم سابقاً..

لقد تم زرعهم في المناطق التي تعتبر تُربة مناسبة لنموهم مثل العراق واليمن وفارس وغيرها من المناطق الخصبة وهي مناطق اشتهرت إمّا بالعاطفة الجيّاشة والتشيع المعتدل والحقيقي لآل البيت – وهو شيء موجود عند كل مسلم ملتزم – أو بالكرة الشديد للإسلام باعتباره غازي مُدمر وهؤلاء غالباً ما كانوا يعلمون كنه المنتسبون الحقيقي، إضافة إلى أن التواجد اليهودي كان يمثل نقطة مشتركة بين كل تلك المناطق !!!

كما تم توفير البيئة المناسبة لنمو هذه النباتات من خلال التأويل الذكي لجعل بعض الآيات القرآنية تشير إليهم وتحض على مكانتهم كزعماء منصوص عليهم بنصوص ربّانية، بالإضافة إلى تأويل وزرع الكثير من الأحاديث التي تُبيّن تفوقهم على الآخرين وتؤكد على امتلاكهم لكمية وفيرة من الدماء الزرقاء !!!

ولا ننسى التفافهم الذكي على بعض الهاشميين والتغرير بضعاف النفوس منهم، كل هذا تم لهم بيُسْر وبصبر طويل وتخطيط مُتقن، لكن كيد الشيطان كان ضعيفاً؛ فقد وجدوا أمامهم العديد من العقبات لعلّ أبرزها ما يلي:

العقبة الأولى:

وجود العديد من الآيات الصريحة والواضحة في القرآن الكريم والذي يؤمن جميع المسلمون بصحته وعدم تحريفه وأنّه محفوظ إلى يوم الدين من رب العالمين؛ فالآيات التي تدل على أن المسلمين سواسية ولا فرق بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح والعلم والجهاد – أي أن التمييز والتفضيل يكون مبني على المعايير السابقة لا الحسب والنسب - كانت كشوكة في الحلق.. كما أن الطامة الكبرى لهم كانت وجود آية صريحة وواضحة في القرآن الكريم تلغي قوة وفاعلية رابطة النسب يوم القيامة، وإليك أسوق بعض هذه الآيات فتأملها:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) سورة الحجرات (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ) سورة المؤمنون (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) سورة الأحزاب.

العقبة الثانية:

وجود العديد من الأحاديث الصريحة والواضحة التي تدعو إلى نبذ العنصرية وتؤكد على أن مقياس التمايز والتفاضل بين المسلمين هو التقوى والعلم والجهاد توافقاً مع القرآن الكريم – طبعاً كلما سبق بين المسلمين أمّا هم فلسنا متأكدين بعد ما كنههم الحقيق –وسأسوق لك هنا من هذه الأحاديث الصحيحة هذا الحديث الواضح والصريح والصحيح ولو كان المجال هنا يتسع لأوردت لك كتاب كامل:

(يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى { إن أكرمكم عند الله أنقاكم } ألا هل بلغت ؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: فيبلغ الشاهد الغائب) السلسة الصحيحة2700..

العقبة الثالثة:

العقبة الكئود الثالثة التي وجدوها أمامهم وواجهتم بجوار ما سبق كانت وجود العلماء الربّانيين العاملين بقولهم ورثة الأنبياء الذين بددوا الشبهات ووضحوا الملتبِسَات، الذين يعلمون أحكام الله ويعظون عباد الله ويقودون الأمة لما فيه الخير والصلاح فهم القادة حقا وهم الزعماء المصلحون وهم أهل الخشية لله (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)؛ فهم من وقف في وجوههم وفضحهم وبيّن شبههم..

مما سبق تتضح لنا الأمور ونعلم لماذا يقوم هؤلاء المنتسبون والمغرر بهم من الهاشميين وأشياعهم الرافضة ومن والهم من أعداء هذه الأمة واتفقت مصالحهم بالطعن في العلماء ومحاولة الاستهزاء بهم والسخرية منهم والتشكيك فيهم.!! خصوصاً العلماء الذين حاولوا حصرهم مؤخراً تحت المسمى السلفي (الوهابي)، بالإضافة إلى الطعن والتشكيك في الأحاديث الصحيحة ورواتها من الصحابة عليهم رضوان الله وما الحملات المحمومة التي نراها مؤخراً على أبو هريرة وصحيح البخاري ومسلم إلاّ أكبر شاهد على ما ذكرنا أعلاه، على أن يصلوا في نهاية المطاف إلى الطعن في القرآن الكريم والتشكيك في صحته وأنّه قد تعرض للتحريف وقد رأينا بعض علماءهم المتسرعين قالوا بذلك وبما أن الوقت لم يكن مناسباً للخطة الإستراتيجية التي ينتهجونها فقد سارعوا بنفي هذه الأقوال خشية انفضاح أمرهم وانكشاف نواياهم، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين...

طبعاً لن نتكلم هنا عن من بذر هذه البذور الخبيثة والنجسة في جسد الأمة الإسلامية؛ فهم وبلا شك من الحاقدين المغلوبين الذين يتمنون زوال هذه الأمة العظيمة، التي انتزعت منهم الصدارة والمكانة عند رب العباد وتفوقت على جميع الأمم بتأكيد ربَّاني تمثل في الآية الكريم (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)؛ لكننا نتكلم عن البذور التي تفوقت على من بذرها – وكم من تلميذٍ تفوق على معلمة – بعد أن اكتسبت منهم صفات المكر والخُبث وحب التملك والسلطة بالإضافة إلى الكرة الدفين لخير هذه الأمة !!

البذور النجسة هذه تم زرعها في أنحاء شتى من جسد هذه الأمة، وما يهمنا الآن كيمنيين مسلمين هو تلك التي زُرعت في هذا الجزء من جسد الأمة الإسلامية ( اليمن )؛ فقد أضحت نباتات شيطانية ضارة وطفيلية – كمثيلاتها في العراق وإيران والكويت والبحرين - إن لم يتم معرفتها واستئصالها فإنها ستهلك الزرع والضرع..

و كما قالها سيد المرسلين عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة والتسليم أعيدها لكم مدوية محذرة مرة أخرى ( واصبحـــــــــــــــــــــــــــــاه،،، )