آخر الاخبار

اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة

أي فضل للنظامين الإيراني والسوري في انتصار حماس
بقلم/ احمد الظرافي
نشر منذ: 15 سنة و 9 أشهر و 30 يوماً
الجمعة 13 فبراير-شباط 2009 09:48 ص
  1. مأرب برس – خاص

أخص إيران وسوريابالذكرهنا ، لسببين – أعتقد أنهما وجيهين - وهما:

أولا: أن سوريا وإيران يدعيان دعم القضية الفلسطينية والوقوف بجانب المقاومة بشكل صريح وواضح باعتبارهما محور الممانعة في المنطقة، مقابل محور الانهزام والاستسلام، الذي تمثله عدد من الدول العربية، والدليل على ذلك هو علاقة كل من دمشق وطهران بحركة حماس وحركة الجهاد والجبهة الشعبية ووجود قادة هذه الحركات فيهما– وهذا ما عبر عنه بفخر الرئيس الإيراني أحمد ي نجاد قبل يوم من انعقاد القمة العربية في الدوحة في مقابلة مع مراسل الجزيرة في طهران.

ثانيا: أنه كان – ولا يزال - بيد كل من النظامين السوري والإيراني - بعكس كثير من الدول العربية والإسلامية- الكثير من الوسائل ومما كان يمكن عمله انتصارا لغزة، رفعا للظلم الواقع على أهلها.. ذلك الظلم الفادح، ذلك العدوان الصهيوني الوحشي الهمجي الغادر والجبان المتواصل والذي استمر على مدى ثلاثة أسابيع أحرق خلالها الصهاينة الأخضر واليابس وهدمت ترسانتهم العسكرية غزة على رءوس أهلها، بتواطؤ – بل بتآمر - مكشوف وسافر من بعض الأنظمة العربية الرسمية، وبمساندة أمريكية واضحة وصريحة، وبتغطية الأمم المتحدة والدول الأوروبية التي صدعت رءوسنا بالحديث عن حقوق الإنسان. وهذا طبعا دون إعفاء بقية البلدان العربية والإسلامية من مسئوليتها أو التماس الأعذار لها.

وصدقوني أنني هنا لا أريد محاكمة نظامي هذين البلدين على موقفهما تجاه غزة. ولا أنكر أنه كان للنظامين الإيراني والسوري صوت مسموع في شجب وإدانة واستنكار تلك الغارة الوحشية، بالنسبة لبقية الأنظمة العربية والإسلامية الأخرى، التي جفت الدماء في عروقها، وماتت النخوة في قلوبها ووقفت تتفرج على تلك المجازر الصهيونية المروعة ضد أهلنا العزل في غزة، اللهم إلا من بعض البيانات الخجولة التي صدرت منها لحفظ ماء الوجه – هذا إن كان هناك ذرة ماء واحدة قد بقيت في وجوه هذه الأنظمة

وعلى ذلك فإن هذه الأنظمة هي التي يجب أن تحاكم، وليس النظامين الإيراني والسوري. وبودنا والله محاكمة هذه الأنظمة فعلا وإقامة الحدود عليها، فهي قد اقترفت ما يمكن أن يوصف بـ" الكفر البواح " تجاه غزة وأهلها وهي مدانة بكل المقاييس، على تفاوت في مستوى تلك الإدانة. ولكن كيف لنا أن نفعل ذلك ؟ ومتى كانت للشياه قدرة على محاكمة جزاريها؟.

إنما - وبعيدا عن الشعارات واللافتات والخطابات الرنانة- هل كان لذلك الموقف الإيراني والسوري أي أثر في إيقاف حرب الإبادة الصهيونية الشاملة والهمجية ؟ وهل استفاد أهلنا المظلومين والمطحونين في غزة منه شيئا؟

الجواب طبعا. كلا.

بالنسبة لإيران فلو كان لديها الجرأة والشجاعة والنية الصادقة لنصرة أهل غزة، ولكسب الرأي العام الإسلامي، كان بإمكانها أن تقلب الطاولة رأسا على عقب على رأس الاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان.

إيران يا إخوان وكما هو معروف، بيدها الكثير من الأوراق المهمة وذات الفعالية العالية لنصرة أهل غزة والقضية الفلسطينية - ولنترك حاليا حكام العرب في سلة المهملات وفي الزبالة فنحن لا نقارن بين المواقف ولا نتعصب لهؤلاء الحكام الذين حطموا الرقم القياسي في العمالة والخضوع والانبطاح والقبول بالبذل والهوان– وكانت إيران تستطيع أن توقف إطلاق النار في غزة بأسرع ما يمكن لو أرادت، أو لو كانت تنطلق من دوافع إسلامية حقيقية في الوقوف بجانب حماس والجهاد، أو لم تكن تفكر بمنطق أصحاب العاهات المزمنة. ولم يكن المطلوب منها استخدام ورقة حزب الله الشيعي صاحب انتصار تموز 2006 ( الأسطوري ) في جنوب لبنان لمهاجمة شمال الكيان الصهيوني ، على الرغم من أهمية وفعالية هذه الورقة، وإمكانية استخدامها- وهو ما كان سيتم بدون أدنى شك لو أن إيران هي التي تعرضت للعدوان-. كما لم يكن المطلوب من طهران بما لديها من ترسانة صواريخ طويلة المدى، قصف تل أبيب عاصمة الكيان الصهيوني الغاصب المتوحش، إنما يكفي فقط أن تعمل إيران على تحريك المقاومة الشيعية في العراق، أم أنه حرام على الشيعة أن يقاوموا في العراق وأفغانستان وحلال عليهم أن يقاوموا في لبنان واليمن، أليس الكيان الصهيوني هو الابنة المدللة للإدارة الأمريكية ؟ أليست الولايات المتحدة هي الشيطان الأكبر بالنسبة للنظام الإيراني؟ أليس الكيان الصهيوني إنما يقتل الأبرياء في غزة بالسلاح الأمريكي وبتوجيه ودعم مباشر سياسي ومعنوي ومادي من الإدارة الأمريكية التي تحتل العراق؟ " ما لكم كيف تحكمون ؟!" والله العظيم لو أن إيران أشعلت فتيل المقاومة في العراق ضد الاحتلال الأمريكي - على الأقل كما تفعل في دعم الحوثيين في صعدة في شمال اليمن – رغم أنه في اليمن لا يوجد احتلال ولا يوجد أي مبرر للمقاومة ورفع السلاح اللهم إلا من أجل أيجاد موطئ قدم للشيعة الأثنى عشرية، هذه الفرقة الضالة الدخيلة على هذا البلد – أقول والله لو أن إيران أشعلت فتيل المقاومة الشيعية في العراق، لقبلت الولايات المتحدة ( أو الشيطان الأكبر كما تطلق عليها إيران ) والكيان الصهيوني وقف إطلاق النار في غزة على الفور، وهما صاغرتين ذليلتين. لأن الأمريكان لم يتمكنوا من العراق إلا بفضل تحالفهم مع إيران على أسس مصلحية غاية في الدناءة والخسة والنذالة، وأيضا بفضل التحالف مع الشيعة وتحديدا مع الأحزاب الشيعية التي نشأت في جحور إيران والخاضعة لطهران قلبا وقالبا والتابعة للحرس الثوري الإيراني تبعية كاملة ومباشرة. ولكن إيران لا ترى ضرورة لهذه المقاومة في العراق، لكي لا تعكر صفو الاحتلال الأمريكي لهذا البلد، وحتى لا تتضرر مصالحها الضيقة فيه والتي تحالفت من أجلها معه ، وحتى لا تزول القبضة الطائفية الشيعية التي تم تحقيقها من قبل وكلاء إيران على النظام في بغداد.

وتستطيع سوريا المساعدة في إشعال فتيل المقاومة في العراق وذلك بفتح حدودها الطويلة جدا أمام المجاهدين العرب للدخول إلى العراق أو على الأقل تسكت وتتغاضى عنهم بدلا من أن تعمل من خلال زبانيتها وكلابها كحارس مجاني لمنع المجاهدين من التسلل إلى العراق والقبض عليهم ثم تعذيبهم وزجهم في السجون السورية العفنة أو ترحيلهم إلى الأجهزة الأمنية الخسيسة في بلدانهم، وطبعا كل ذلك بدون مقابل لا بل لا زال مغضوبا عليها من قبل الإدارة الأمريكية ولا زالت مدرجة في خانة محـور الشر.

وكما أننا لا نلزم إيران بأن تصوب صواريخها البعيدة المدى على الكيان الصهيوني فلا أحد أيضا يلزم النظام السوري عن تحريك المقاومة في جبهة الجولان المحتل منذ أكثر من أربعين عاما دون أن تطلق فيها رصاصة واحدة من الحدود السورية، لا أحد يطلب منها أن تفتح هذه الجبهة، إذا كانت الدماء الغزاوية الطاهرة والبريئة لا تعني لها شيئا، وإذا كانت عاجزة عن المواجهة وليست بمستوى الشجاعة اللازمة، فلتستمر في منع المجاهدين من الوصول إلى الجولان ولتظل هذه الجبهة مغلقة إلى الأبد، فهذا شأن النظام السوري والذي قد أعتاد على الإذعان والخضوع في هذه المنطقة، لكن الأمة لم تذعن ولديها النية الصادقة للجهاد في العراق وهناك الآلاف من المجاهدين المستعدين للدخول إلى العراق، فلماذا يقوم النظام السوري باستماتة للحيلولة بين المجاهدين وبين الدخول إلى العراق؟ وما الفرق بينه وبين النظام المصري العميل الذي قام بإغلاق معبر رفح في وجه الفلسطينيين وفي وجه المساعدات الإنسانية المتدفقة إلى أهل غزة الذين تطحنهم رحى الآلة العسكرية الصهيونية؟

وإذا كانت أنظمة مصر والسعودية والأردن واليمن والمغرب وتونس وعمان والبحرين والأمارات أنظمة عميلة كسيحة عاجزة وبعضها متواطئة بشكل سافر ومفضوح مع الكيان الصهيوني ضد حركة حماس وضد الفلسطينيين والأمة والإسلام – وهذا أمر لا شك فيه ولا جدال حوله - فإن طهـران بدورها تلهث وراء مصالحها القومية الطائفية الخاصة والضيقة، أولا وأخيرا، فهي تفكر بعقلية شيعية فارسية مريضة لا تستطيع أبدا أن تبرأ منها أو تتعالى عليها – لا في هذا الوقت ولا في غيره من الأوقات - وبالتالي فهي – مادامت مصابة بهذا المرض الخبيث العضال - فلا يهمها لا غزة ولا أهل غزة ولا الضفة ولا فلسطين ولا المسجد الأقصى ولا الإسلام، إلا بقدر المنفعة الضيقة التي تعود عليها من خلال المزايدة والدعاية الإعلامية استغلالا لصمت وتواطىء الآخرين المعنيين بهذه القضية، وليعربد الكيان الصهيوني كما يشاء وليخوض إلى الركب في دماء أهل فلسطين، مادام أن ذلك لا يمس المصالح الإستراتيجية الإيرانية.

وكذلك الحال بالنسبة للنظام السوري فهو بدوره نظام فردي استبدادي محكوم بعقلية طائفية مريضة، وإن كان يتلبس بلباس البعث فذلك للخداع والتضليل ولذر الرماد في العيون وللضحك على الذقون، إلا أن النظام السوري ليس لديه أي طموحات توسعية خارجية، مقارنة بالنظام الإيراني، فكل هم النظام السوري هو البقاء جاثما في الحكم ، وإبقاء هيمنة الأقلية النصيرية على مقاليد الأمور في سوريا إلى أبد الآبدين ، ويكفيه أن 12% وهي طائفة الرئيس بشار الأسد تهيمن على 80% وهي الطائفة السنية، فهذا مكسب كبير تحقق للنصيريين في غفلة من الزمن ولم يكونوا يحلمون به، ومن ثم فإن الحرص عليه والتشبث به والعض عليه بالنواجذ من أولى الأوليات بالنسبة للنظام السوري الحالي، ومن الخطوط الحمر التي لا ينبغي الاقتراب منها، وفي سبيله تهون التضحية بكل المبادئ الإسلامية والقومية والإنسانية. ومن هنا يأتي تحالف النظام السوري مع النظام الإيراني الفارسي الأثنى عشري ومع حزب الله الشيعي في لبنان أما بالنسبة لتحالفه مع حماس والجهاد فهو هدف مرحلي، وهو يأتي تحديدا لخدمة نظام طهران حليفه الاستراتيجي، ولولا ذلك ما كان للنظام السوري النصيري العلماني الذي استأصل حركة الأخوان من جذورها في سوريا ما كان له أن يتحمل وجود إسلاميين قياديين من حماس وهم قريبون فكريا من الإخوان ليوم واحد بين ظهرانيه ويقدم لهم الدعم اللازم. بل إن النظام السوري مستعد حتى للتحالف مع الولايات المتحدة إذا كان النظام المستهدف نظام سني – حتى ولو كان علماني – طبعا إذا كان في هذا التحالف ما يعزز البقاء فوق الكرسي لفترة أطول، دون قلق ومشاكل، ومن هذا القبيل مشاركته في العدوان الثلاثيني الصليبي الصهيوني على العراق في حرب الخليج الثانية عام 1991 ، ويخسأ من يقول أن هذا التحالف بين النظامين السوري والإيراني قائم على أسس إسلامية أو أي أسس وأبعاد أخرى بمعزل عن الأبعاد الطائفية المشتركة الضيقة.

وإذا كانت هاتان الدولتين – مثلها مثل بقية الدول – قد وقفت تتفرج ولم تقدما شيئا ملموسا لنصرة أهالي غزة، واحتفظت بجميع الأوراق التي بيديها ولم تجرؤ على استخدام أي منها – أو بالأحرى هي لم ترغب في ذلك – انطلاقا من الأسباب التي ذكرناها أعلاه، وإذا لم تقدم أي من هاتين الدولتين دليلا ملموسا على دعمها للمقاومة الفلسطينية في تلك الفترة الحرجة التي عاني منها الفلسطينيون في غزة من حرب إبادة شاملة. فمتى يا ترى سيكون ذلك؟ وبأي حق يتم الإعلان – من قبل قيادة حركة حماس - عن كونهما شريكتين في الانتصار الذي حققه المجاهدون في غزة؟