البحر الأحمر كان مسرح اختبار وتدريب للبحرية الأمريكية خلال الأشهر الماضي .. واشنطن تكتشف حقيقة أنظمتها نهاية مأساوية لمدرس وزوجته وابنه .. وأخر يفشل في بيع إحدى كليتيه بصنعاء الحوثيون يشيعون ستة من قياداتهم العسكرية بالعاصمة صنعاء أكثر من 43 برجا بدون تراخيص ومخالف للمواصفات.. محافظ إب بيع التراخيص وينهب الشوارع برعاية حوثية من مدير مكتب الأشغال دراسة دولية...ألمانيا تواجه أزمة سياسية واقتصادية متفاقمة.. وهذه أسبابها؟ تفاصيل اتفاق السيسي وترامب بخصوص الحرب في غزة وفاة امرأة بانفجار لغم في مديرية نهم ومنظمة شُهود تحمل الحوثيين المسؤولية يوتيوبر مصري يكشف لحظات الرعب وتفاصيل إختطافه من قبل مليشيات الحوثيين الإرهابية قائد عسكري يتفقد جبهات محور الباحة بين تعز ولحج إيران حول قدرتها على تصنيع النووي: ''آية الله أفتى بحرمة ذلك''
يتغنى كثيرون ممن عاشوا لسنوات طويلة في عدن بـ(المدنية) التي تتسم بها ثقافاتهم كنمط معيشي حضاري جاذب بامتياز، وبالتالي بسلوكياتهم في الحياة. ويجادل أخرون بأن الرياضة ومنتسبيها - كجزء لا يتجزأ من هذه المنظومة- كانت (العنوان العريض) لهذه المدنية لدرجة أن (عدن) ككل كانت (قبلة) لكل من أراد أن ينهل من مدنيتها، تلك المدينة التي (لا تشبهها) أي مدينة أخرى بصفتها وعاءًا (حاضناً) لكل من يقصدها من البشر دونما استثناء.
حسناً.. كانت تلك ذكريات جميلة عن فيلم لم يعد موجوداً على أرض الواقع؛ فعلى سبيل المثال (الانفلات الأمني) وتداعياته في ظل (مشاريع) لا علاقة لها بالمستقبل يبرز كـ(دالة صادمة) على عدم وجود تلك المدنية في هذه المدينة التي ترزح الآن تحت وطأة (ثقافة نافرة) لأي شيء وكل شيء له علاقة بالسلوك المدني الحضاري بغض النظر عن وجود أناس ما زالوا - في واقع الأمر- صامدين في وجه هذا التيار الجارف يحاولون بسلوكياتهم المدنية المتأصلة، مقاومة ما يحدث، بل والتصدي له، غير أن ذلك في نهاية المطاف استثناء.
كانت الرياضة ومنتسبيها (العنوان العريض) لهذه المدينة/المدنية، وكان من يسلك طريقاً مغايراً يظهر أشبه بقطعة (فلين) سرعان ما تطفو إلى سطح الماء الدال على هذه المدنية/الثقافة/الحياة، فهو هنا مجرد (منبوذ). لكن الناظر الآن إلى ما يحدث في كل ما يتصل بالحركة الشبابية والرياضية في عدن - كجزء لا يتجزأ من المشهد السياسي الاجتماعي العام!- يضرب أخماساً في أسداس للمآل الذي بات عليه الحال، بل وتجد شريحة من المفترض أنها بلغت من العلم، والثقافة، مبلغاً رفيعاً، تتصدى للدفاع عن هذه السلوكيات النافرة بوصفها (طريقة جديدة) للعيش (الفهلوي)!، إذ نجدها تسوّق جملة من المبررات الناعمة لكي يبدو الأمر قابلاً للتعاطي معه، تماماً مثلما كان يفعل علي عبدالله صالح حينما فرض تلك (الثقافة) التي غرسها في الحكم لنحو 33 عاماً؛ وهي - كما أشرتُ في مقال فائت- ثقافة التعامل مع كل ما هو (غير صالح) وفرضه مجتمعياً على أساس انه (صالح) ليستمر هو ومن معه في الحكم وإدارة البلد.
أنظروا ثمة من يسوّق نفسه الآن كـ(صورة كربونية) عن صالح مُحاولاً فرض الثقافة ذاتها في عدن ولو من بوابة الحركة الشبابية والرياضية من خلال الإصرار العبيط على إقامة (انتخابات هزلية) لا معنى لها في أندية هذه المدينة - التي لطالما كانت طاردة لكل (الفلينات) مهما ثقُل وزنها- بشكل ينافي أبسط قواعد وسلوكيات المجتمع المدني التي تؤكد على أن (الحقوق) في نهاية الأمر لا يمكن رميها على قارعة الطريق، وحقوق الأندية الآن في عدن وفي باقي المحافظات - ببساطة- يتم الدوس عليها بالنعال.
الغريب في الأمر هو الزج بمحافظ محافظة عدن وحيد رشيد ليؤكد يوم الخميس الفائت على "أهمية أن تعكس الانتخابات الرياضية القادمة لأندية عدن التاريخ الرياضي العريق والمكانة الرائدة التي وصلت إليها في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن"!؛ في حين كان عليه أن يسأل نفسه - إن حقاً يؤمن بمكانة عدن!- كيف سيتم ذلك في ظل (عدم وجود جمعيات عمومية) كدالة صادمة تُضاف إلى ما سبق من دوال(!)