آخر الاخبار

الدكتوراة للباحث إبراهيم اليمني من كلية الحقوق جامعة بني سويف مع مرتبة الشرف على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا

أحجام وطنية
بقلم/ عبد المجيد الغيلي
نشر منذ: 14 سنة و 6 أشهر و 6 أيام
الثلاثاء 08 يونيو-حزيران 2010 08:20 م

 

ليس الكبير ذلك الذي يكبر على حساب الوطن، ويقتات من قوته، ولكن الكبير هو من يكبر الوطن داخله، ولا يزال يكبر حتى يكون حجمه بحجم وطنه الذي داخله. فالعملاق من الناس من يحمل وطنا عملاقا بداخله، والأقزام هم من قزموا الوطن بداخلهم.

لا حدود لترابك يا وطني! فأنت فوق حدود المكان، ولا حدود لزمانك! فأنت فوق حدود الزمان، لا تحدك أعياد، ولا مناسبات، ولا احتفاليات، كما لا تحدك بحار أو سهول أو مرتفعات. ذرات ترابك..تضاريسك.. جبالك.. وديانك.. هواؤك.. شعبك.. كلها تسكن في قلبي، فلو كشفت عن قلبي لرأيت تضاريس الوطن ووديانه هي شرايينه وأوردته وعروقه ـ وقلبي لا حدود له، أينما سرت فأنا في وطني أعيش له، وأحيا به.

الوطن ليس بناقة ولا حصان نركب على ظهره لنصل إلى مآربنا، ونحقق مصالحنا. الوطن روح نحملها في داخلنا، فتتوسع حتى تملأ ذواتنا بحبها، وحينئذ ننطلق على هذا التراب المقدس – تراب الوطن بروح الوطن، وليس بأرواحنا، فنخلق منه وطنا عامرا بالخيرات، وشعبا ناعما في الرخاء والأمن والاستقرار.

لقد أصبحنا نغتال الوطن بأفعالنا وسلوكياتنا صباح مساء، ثم نعلن هذا الاغتيال جهارا نهارا في ما نسميه بالمناسبات الوطنية، وفي الحقيقة أنها جنائز وطنية، نجهز فيها على وطننا بخناجر مسمومة. الوطن يا سادتي ليس كلمة نغنيها في المناسبات، ولا شعارا نردده ثم نصفق لسماعه، ونهتف لترداده، ونقف عند ذكره كما يقف الناس عند مرور الجنازة بهم!! الوطن عمل وليس قولا، موقف وليس كلمة.

لك الله يا وطني، يزرعك العمالقة ويحصدك السَّوَارقَة!! [سوارقة: جمع جديد لـ(سارقة)]تبا لها من وجوه!! قسماتها لا تشبه قسمات وطني، ومعالمها تختلف عن معالم وطني، وتضاريسها تتبرأ منها تضاريس وطني ـ كلما أراها أبحث في الخريطة؛ لعلي أجد وطنا يشبهها وتشبهه، فأعود بخفي خائب. لا أدري لعل تلك الوجوه بقايا من وطن غابر لم يسويها سيل العرم.

الوجوه الوطنية هي تلك الوجوه التي حفر الوطن على جبينها اسمه، وطبع رسمه، ترى الوطن ينبض في محياها، ويتكلم بألسنتها، ويتدفق في عروقها، ويجري في دمائها، دون حاجة إلى ضجيج النياشين والمراسيم.

حتى متى نمزق وطننا بهذه الشظايا الطائفية والحزبية والمذهبية؟ شظايا تتحول إلى سهام بيد الحاقدين على الوطن في الداخل والخارج، لتوجه إلينا مرة أخرى، فتنحرنا كما ينحر الجزار البعير، وعلينا أن نشهد هذا المنحر، ونهلل للجزار الذي تتلطخ ثيابه بدمنا المقدس.

أرجوكم، الوطن قيمة أكبر منا جميعا، أكبر من أحزابنا وطوائفنا، قيمة لا توزن بذهب ولا ببترول، قيمة مقدسة لا تطولها يد، ولا يسفكها فم. فهل ستكون كذلك أم أننا نساوم بها في السوق السوداء، ونبيعها بثمن بخسٍ مصالحَ حقيرةً؟!

يا صديقي، إنه الوطن، لا يقاس بعملة ولا طن.


*كاتب وشاعر

abdmajidyemen@hotmail.com

 
عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
سيف الحاضري
إلى قادة مليشيات الحوثي: آن الأوان لمواجهة الحقيقة
سيف الحاضري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د.مروان الغفوري
ملحمة معركة حماة بسوريا
د.مروان الغفوري
كتابات
د.عبدالمنعم الشيبانيالمثيل كاتباً سياسياً(نقد أدبي)
د.عبدالمنعم الشيباني
مشاهدة المزيد