تنبأ به الراصد الهولندي قبل ساعات.. مفاجأة حول زلزال الـ7.3 بالمحيط الهادي ترتيبات أمريكية بريطانية لعمل عسكري محتمل ضد الحوثيين في هذه المحافظة قرار دولي هام وعاجل بشأن محاكمة رفعت الاسد قرارات حاسمة من أردوغان بشأن بعض الفصائل السورية .. لا مكان للمنظمات الإرهابية في سوريا وضرورة استقرار البلاد عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة
نستقبل ذكرى أكتوبر بقدر كبير من التبجيل والإجلال، نقف اليوم في محرابها صامتين، تفجعنا الأيام بما آلت وتؤول إليه الأوضاع في بلادنا، للأسف وليس من المبالغة إذا قلنا أننا لسبب أو لآخر نهدر ما حققه أبطال الثورة قبلنا، ونسترخص دماء الشهداء، لقد رسمت ثورة أكتوبر تاريخاً جديداً لبلادنا، تاريخاً مختلفاً للجنوب اليمني الذي عاش ردحاً من الزمن في ضل الاحتلال البريطاني المباشر، أو الهيمنة الاستعمارية المباشرة وغير المباشرة، لقد غيرت أكتوبر مسار الأحداث كلية في جزءٍ غالي من الوطن، فحولت شتاتنا إلى وحدة، ونقلت الوحدة إلى مرحلة أعلى كانت تتويجاً لنضال الحركة الوطنية اليمنية. إنها الثورة التي حققت الاستقلال.
في ذكراها الخالدة جراحنا اليوم غائرة، وآلامنا تتعاظم جراء عودة التخلف والعنصرية والنظام السلالي إلى شمالنا السبتمبري، هناك يجري تجريف وتجفيف عوامل البقاء في يمن موحد، أن كل ما يستحدثونه الحوثيون في واقعنا بكل تنوعاته، إنما يقوض الدولة، ويمزق المجتمع، فلا وحدة مع الإمامة، ولا وحدة بدون الجمهورية، حتى ولو استجرت تجارب الآخرين. ليس لولاية الفقيه أصل في تاريخنا، ولم تعد الإمامة مقبولة نظاماً للحكم. لقد قلت في مقال سابق جريمة الحوثيين الكبرى أنهم دمروا وحدة اليمن، وأن اليمن اليوم في عهدة الشعب اليمني وحده.
وفي جنوبنا الأكتوبري يسكننا الجنون، وتتحكم فينا عقول افتقدت توازنها، وخرجت بالمظلمة من إطارها العادل إلى شهوة الحكم بدعم خارجي، يقتل الأخ أخاه، وتُبعث الأحقاد من جديد، تلك الأحقاد التي لم تعالجها مصطلحات الجنوب الخالي من المضمون، والمنسلخ عن التاريخ الواقعي والهوية، كما لم تتمكن مصطلحات التصالح والتسامح، التي ابتدعها الشاكون من المظالم والراغبون في الحرية أن تردع البعض من القيام بما يتنافى ويتعارض معها وتحولت مناطقنا الثائرة، الحرة المسالمة المنفتحة على نفسها إلى نقيضها.
دفعة واحدة أَسقطت أحداث أغسطس الماضي، وما سبقها في العام الماضي هذه المصطلحات أو تكاد، وبقيت قيم الثورة والوحدة (الاتحادية) وحدها تقاوم المال والإعلام والدبابات وترفض الانتقام، وهذه المتتالية من الفعل ورد الفعل عاشتها وتعيشها حتى اللحظة المحافظات الجنوبية والشرقية، وبالطبع لا يمكن لهذه الحالة أن تستمر، لابد في نهاية المطاف من التوافق حول صيغ لا تسقط وحدة مايو العظيم، ولكنها لا تكررها. وتبقى صيغة الدولة الاتحادية هي المشروع الذي لم تظهر التجربة ماهو أفضل منه لاحتواء الكارثة.
يجب أن نكون جميعاً مستعدين دون استثناء لنتجاوز ببلدنا حالة الحرب، أن يدرك الانقلابيون على الشرعية والدولة والنظام الوطني أننا قد بلغنا خط النهاية من العنف والدماء والدمار والتطرف وأن أحداً لا يستطيع صناعة السلام في بلدنا سوانا، وأنه لا مفر من القبول بمخرجات الحوار الوطني للخروج من الآزمة التي داهمتنا في غفلة منا، لن نحتاج إلى مزيد من التفكير لنكتشف أننا ودون غيرنا معنيين بالسلام.
وعلى الطامحين لحصاد سياسي وفير خارج مصلحة الوطن، خارج العقل وحسابات التوازن الاجتماعي أن يتعظوا من اتجاه الأحداث أن يتعظوا بما يجري على الأرض. تحية إجلال لشهداء أكتوبر سبتمبر، تحية تبدأ بالقائد المناضل الشهيد الأول لبوزة، وتنتهي بآخر شهيد في جبهات القتال لاستعادة الدولة والانتصار للوحدة( دولة اتحادية).
كانت الجبهة القومية وقد انتصرت لفكرة اليمن الديمقراطي الموحد وقبل أن تجنح نحو مزيد من التفكير الراديكالي في نهجها السياسي وقبل أن يتحول ذلك وعياً جديداً في الحزب الاشتراكي اليمني، كانت تكتب في صدر وثائقها الأولى، هذه الآية الكريمة، التي نستعيرها اليوم في ذكرى الثورة "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" (23) صدق الله العظيم.