ترامب يخطط لحرمان أطفال المهاجرين من حقهم في الحصول على الجنسية الأميركية.. هل ينجح ؟ ولايات أمريكية تضربها عواصف مدمرة وأعاصير مع تساقط كثيف للثلوج سفارة واشنطن: ناقشنا مع العليمي مواجهة الحوثيين داخل اليمن وخارجه أول ثمار إسقاط نظام الأسد.. زيادة 400% في رواتب الموظفين زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر درجة يضرب دولة عربية موقف ارنولد يثير القلق في ريال مدريد أشعلت طرطوس.. غارات مرعبة وهي لأقوى الأعنف منذ عام 2012 قرارات جديدة ومهمة في سوريا… محامون دوليون يتتبعون ثروات عائلة الأسد وتحويلها لصالح الشعب ضبط مصنع ضخم لمخدر "الكبتاغون" بريف دمشق في أحد قصور الاسد الحسيني يتنبأ بسقوط وشيك لجماعة الحوثي
نستطيع ومن الآن أن نبرق للرئيس السوري بشار الأسد مهنئين له بثقة الشعب السوري لولاية ثانية، وقد يفرح أعداء سوريا ويقولون بأننا نحمل أفكارهم وتهريجاتهم التي تقول بأن كل شيء في سوريا يسير بما تريده الأجهزة الأمنية، وهذا ربما كان صحيحا في السابق، أي في العقود الماضية، ولكن الأمور في سوريا تغيرت كثيرا ،وأصبح هناك رأيا آخر وصوتا مسموعا وليس بالضرورة أن يتخادم مع النظام أو مع الحكومة، ولقد تناقشنا مع السوريين وبمختلف المستويات الأكاديمية والسياسية والثقافية وبأمور كثيرة، فلم نلحظ أن هناك من يخفت صوته مثل السابق، أو يسمعك القول المأثور عربيا ( للحيطان آذان) ،وهذه ثمار لم تتوفر في البلدان العربية الأخرى إلا ما ندر، ولكن يبقى هذا دون مستوى طموح الرئيس الأسد وطموح جميع الذين يؤمنون بزيادة وتيرة الإنفتاح والحريات والمشاركة، ونعلم أن البعض سيرد علينا، وربما من المعارضة، أو من المعاضضة، أو من مجموعات السردين السورية الأميركية، أو من المجموعات التي تتحرش بسلطات المطارات من أجل لفت الأنظار لها وإصدار البيانات والمكتوبة سلفا في مواقع الإنترنيت المدفوع ثمنها سلفا من وكالة التنمية الأميركية وبعض المخابرات العربية ، ويقولون لنا لماذا يٍُسجن فلان وفلان ،ولماذا لا يطلق سراح فلان وفلان، علما أننا ضد السجن والأحكام ونطالب بزيادة الحريات ،وكتبنا كثيرا حول هذا الموضوع، وكانت الصدور السورية رحبة بتقبل الأفكار والنقد، ولكن هناك خطوط حمراء تتعلق بالسلم الأهلي، وكرامة الشعب والوطن، والأمن القومي و العام وهي معمول بها في جميع دول العالم، أي أن من يتجاوز هذه الخطوط ويشكل خطرا على هذه الثوابت لابد من محاسبته ( وهم مجموعة معروفة) ولا نريد التدخل بالأسماء ولا باليافطات كي لا نزج أنفسنا في مربعات خاصة ، ولكننا نلمز على طريقة أجدادنا وضمن إستراتيجية الحليم تكفيه الإشارة ونقول ( أن من قبل التعليمات والتوجيهات والشفرات وحتى التمويل من جهات معادية لسوريا وبطرق ملتوية ومنها أثناء اللقاءات الإعلامية وعبر أنامل ناعمة.. لا نعتقد أنه يستحق أن يكون قائدا أو رمزا/ وهذه وجهة نظري) ثم هناك بديهيات في السياسة والعمل والعلاج، وفي جميع ميادين الحياه فلو أخذنا أمثلة طبية بسيطةصعودا للأمثلة الأخرى فعندما تكون رئتك ملتهبة فليس بالضرورة أن تستأصلها بل تعالجها.
وعندما يكون نظرك قليلا بعض الشيء ليس بالضرورة أن تقلع عينك، ولا بالضرورة أن تستلف نظارات من الآخرين بل تحصل على التشخيص والنظارة من الطرف الطبي الأمين والذي تقتنع به أنت لكي ترى الأمور والأشياء بشكل مضبوط، ولو كنت أنت في باخرة وسط أعصار وأمواج، فليس هناك مجالا للتفكير ولو بنسبة 5% أن الحل بتغيير قائد السفينة الذي جُرب من قبل الركاب وله خبرة بهذا البحر وتلك الأعاصير، بل لابد أن ينصب العمل على اليقظة من أجل سلامة الباخرة والركاب والتقليل من الخسائر لحين زوال الإعصار أو الرياح العاتية، وحتى عندما تكون هناك مبارزة مهمة وعلى أثر الفوز بها تحدث متغيرات وتطورات إيجابية ،فهل تعتمد على سيفك المجرب والذي لم يخذلك أمام عرض من المتفرجين أو من المراهنين بأن يعطيك سيفا جديدا لهذه المبارزة ،فليس هناك عاقلا يقبل هذا العرض الذي يأتيك على عجل والذي يُفسر بتفسيرات كثيرة، وأن مجرد اللهو بالتفسيرات وتحليلها سيقلل من الهمة وإحراز النصر، لهذا لابد من الإعتماد على السيف الذي لم يخذلك وسيف مجرب و تعرف أبعاده نوعيته ووزنه وضرباته، وكذلك الإعتماد على هتاف الجمهور الصادق والذي أحبك لفروسيتك وقوتك، وليس من هتف لأجل كسب الرهان.
لهذا فمن العبث التضحية برئيس عاش وترعرع بين أحضان شعبه، ومن العبث البحث عن قبطان جديد للسفينة السورية ،وهناك قبطان جُرب فلم يتعب، خوفوه ولم يرتعد، هددوه ولم يتوقف،و لا زال بعنفوانه وقوته ومعرفته للبحر والأنواء وللمنعطفات كلها، فأن هذأ الــ ( CV ) للرئيس بشار الأسد يكفي بأن يكون رئيسا للفترة المقبلة وبإمتياز، فعندما جلسنا مع بعض القادة من الإخوان المسلمين في سوريا، وكان اللقاء في بلد أوربي ومن أجل الوفاق والعمل على تقريب وجهات النظر وقبل عام تقريبا سمعنا منهم وبالنص ( لو حصلت الإنتخابات الحرة في سوريا وشاركنا بها نحن أيضا فنعلم أن الرئيس بشار الأسد سيفوز بنسبة تفوق الـ 65% ) وهذه حقيقة وقول حق يُحسب لبعض القادة في تنظيم الإخوان المسلمين، وكنّا ننتظر منهم خطوات تاريخية، ولكن الذي حصل ذهبوا يهرولون الى عبد الحليم خدام، فحرقوا أوراقهم وأصبحوا رقما يضاف لعلب السردين التي يلوح بها الأعداء وأميركا حلا وقادة لسوريا.
لهذا فلو طرحنا السؤال التالي: ماذا يريد المواطن السوري من الإنتخاب أوالإستفتاء، وماهي الثوابت التي تجعله يختار الرئيس بشار الأسد؟
فللجواب على هذا السؤال:
أن أي مواطن عربي يبحث عن توفر الكرامة والأمان والعيش بإحترام، وهكذا المواطن السوري فهو يريد الرئيس الذي يوفر له الأمن والأمان، ويريد الرئيس الذي يحاسب المسيء ، ويريد الرئيس الذي يسهر على سماع شكاوى الناس وأزالة الظلم عنهم، ويبحث عن الرئيس الذي يعيش معهم وقربهم وليس في المنتجعات البعيدة والفنادق الفخمة، ويريد الرئيس العفيف والذي لا يرم ثروات الشعب على مراهنات الخيول والمسابقات وفي البورصات وصالات لعب القمار الدولية، ويريد الرئيس الذي يعمل على ترسيخ التآخي ويضرب بيد من حديد لجميع النعرات الطائفية والإثنية والعنصرية والتميزية، ويريد الرئيس الذي يصدق عندما يعد ويكون واقعيا بكلامه وخطاباته الى شعبه في المناسبات العامة والخاصة، وبنفس الوقت يكون شامخا رافضا لسياسات الغرف المغلقة والدهاليز الملتوية، ويريد الرئيس الذي لا يُقرّع شعبه بحجة التهديدات ويبقى ساكنا عاطلا بل يستمر بالعمل والبناء مع الإنتباه للخطر القادم ، ويريد الرئيس الذي يفكر بالطفل والمرأة والشاب والرجل وكبار السن، وبالموظفين والمتقاعدين وبالعسكريين وقوى الأمن الداخلي وينظر لهم بنظرة متساوية يحكمها ولاء المواطن للأرض والوطن ،وهكذا يريد الرئيس الذي يرعى الثقافة والمثقفين ويرعى الجامعات والمتعلمين والطلبة، ويتابع كل صغيرة وكبيرة في السياسة الداخلية والخارجية ،ويطرح الثقة بالوزراء والقادة وبنفس الوقت يريد الرئيس الذي لم يخذله ويغادر الى إستراتيجيات وتكتيكات جديدة بل الثبات على المبادىء نفسها وهي سوريا قلعة العرب، وتحمل هموم الأمة وتنتهج النهج العروبي القومي، وأن جميع هذه الخصال هذه متوفرة بالرئيس بشار الأسد، ومن يخالفنا فهو مشبوه أو له مصالح مشبوهة لا تتحقق بوجود هكذا قائد، أو أنه يجهل الوضع والداخل السوري، أو أنه يحمل صور وذكريات قديمة، وأن الصنف الأخير بحاجة لزيارة سوريا كي يرى بنفسه التغير الكبير وبكل شيء بين العقود الماضية والآن، وللعلم أن السوريين يرددون دائما أهلا بمن يريد أن يعرف سوريا الجديدة كي يزيل الصورة القديمة التي أحتفظ بها في ذاكرته، ولكن لا أهلا بالذين يتاجرون بالعروبة والقومية من خلال ندواتهم ومؤتمراتهم وصحفهم ومواقعهم الإلكترونية وهم يتدربون من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض المخابرات العربية التي تدور بالفلك الأميركي تارة في القطر سين وتارة في القطر صاد.
ماذا يريد الشعب من الرئيس بشار الأسد؟
ولكن يؤلمنا عندما نسمع من البعض أن الرئيس بشار الأسد ينتهج نهجا طائفيا ،مما يجعلنا نضحك لأن مجرد التفكير بالطائفية لن يخدم الرئيس ولا حزب البعث ولا النظام الذي يقود سوريا، ونضحك عندما يقول البعض أن الرئيس السوري يحاصر السنة، كيف يحاصر السنة وهو الذي فتح ذراعي سوريا الى أكثر من مليون ونصف سني عراقي وهم من اللاجئين العراقيين الهاربين من ديموقراطية الولايات المتحدة في العراق، وكيف يحاصر السنة وهو الذي تزوج من سيدة سنيّة رائعة ،وكيف يحاصر السنة وهو الذي أصر على أن تكون حكومته ومعظم المؤسسات والدوائر في سوريا من السنة ،ولو تعمقنا كثيرا بالأمر فأن هذه النعرات الطائفية غير موجودة في سوريا ويستهجنها الجميع لأنهم أختاروا خيمة الوطن وليس خيمة أخرى، وأن المواطنين السوريين وكذلك المسؤولين يرفضون الخوض في هكذا نقاشات عقيمة وتخدم مخططات الأعداء، فسوريا بلد تحترم فيه جميع المذاهب والديانات، وبلد أوجد الله فيه الأمن والإستقرار.
ولكن الذي يريده الشعب السوري من الرئيس بشار الأسد في ولايته الجديدة هو تحسين الظروف المعيشية للمواطنين وتحديدا الطبقة الفقيرة والوسطى، وردم الفجوة بين الفقراء والأغنياء لأنها زادت كثيرا في السنوات التي صاحبت الحروب في المنطقة، وصاحبت القفزات الإستثمارية والإقتصادية والتكنلوجية، لهذا يريد المواطن السوري من الرئيس الأسد أن يقود معركتهم الوطنية مع الطبقات البرجوازية التي تحتكر رؤوس الأموال على حساب الطبقة الفقيرة والمتوسطة، وأن المواطن السوري في داخله عتب وأن الرئيس الأسد يعرفه تماما وهو أن يقود المعركة ضد الفساد والفاسدين، وأن الرئيس قد أوعد في خطابه أمام مجلس الشعب بدورته الجديدة بأنه سيعمل على تحسين ظروف العمال والمزارعين والكسبة والشباب والمرأة، وهذا يعني أنه قد وعد بالثورة ضد الفساد، و أن الأيام تحمل مزيدا من الخطوات بهذا الإتجاه كي يمهد الطريق الى ثورات إصلاحية كبيرة ستفاجىء المنطقة والأعداء.
لذا فلو جئنا ونظرنا الى معدل النمو في سوريا فنجه في زيادة ونمو ،وهذا لم يحدث في أي دولة تتعرض للتهديد والخنق والحصار في بعض الجوانب ومن خلال القرارات الدولية الظالمة ،ولكن هذا يعني أن هناك قيادة واعية وناجحة، لذا فهل يُعقل أن يأتي المواطن السوري ويرمي جميع هذه الإنجازات من أجل أن يجرّب شخص جديد ( مع إحترامنا لجميع الطاقات السورية) فأن فعلها المواطن السوري فهو مجنون، ولكننا نعلم بأن المواطن السوري ذكيا جدا ومتابع للسياسة الدولية وللمخطط الأميركي بدقة، لهذا فمبروك ومن الآن للرئيس الأسد ،ونتمنى له التوفيق والسداد.
ونخبره ونقول أن شعبك قرر شراء الشموع ومن الآن للإحتفال بتكريمك لولاية جديدة، وأن بنفس لهب هذه الشموع ستحترق جميع الأوراق المتبقية بيد رايس والرئيس بوش ضد سوريا والمنطقة ،وستحترق جميع الأوراق الصفراء التي بيد أعداء سوريا، وستذوب جميع الأقراص و الشيفرات التي تزود بها العملاء الذين يحاولون إختراق الجبهة الداخلية السورية تزامنا مع ملف المحكمة الدولية ، و تارة باسم الإسثمار وتارة بإسم الإعلام وتارة باسم الإغاثة وتارة باسم السياحة .
وختاما .. نهنئكم يا سيادة الرئيس بإنتخابكم بولاية جديدة ونسألكم الثبات على المشروع العروبي والقومي، و ونناشدكم رعاية إخواننا العراقيين والفلسطينيين والإحوازيين والجنسيات الأخرى التي تقيم في سوريا.... وشكرا للشعب السوري المضياف.
كاتب ومحلل سياسي
مركز الشرق للبحوث والدراسات
19/5/2007
samiroff@hotmail .