آخر الاخبار

اللواء سلطان العرادة يطالب الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن والتحرك العاجل لردع المليشيات الحوثية مليشيا الحوثي تفرض حراسة مشددة على جثث الأسرى بعد تصفيتهم جنوب اليمن والأهالي يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل العاجل اللواء سلطان العرادة يوجه إنتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لتعاملهم الناعم مع المليشيات الحوثية ويضع بين أيديهم خيارات الحسم - عاجل السلطة المحلية بأمانة العاصمة تحذر مليشيا الحوثي من تزوير ونهب الممتلكات العامة والخاصة من الأموال والأراضي والعقارات أول رئيس يدعو لرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب ويعرض مساعدات عسكرية لسلطة سوريا - عاجل طلاق شراكة جديدة: 30 شركة بولندية تعتزم فتح مقرات في دولة عربية وزارة الأوقاف والإرشاد تكشف عن قائمة أسعار وتكاليف الحج للموسم 1446هـ مأرب برس يكشف أساليب وطرق المليشيات الحوثية في عسكرة جامعة صنعاء وطرق تحويلها الى ثكنات ووقود للأجندة الطائفية مؤسس الجيش الحر يكشف السر الحقيقي وراء إنهيار وهزيمة جبش بشار خلال معركة خاطفه أول بيان للمخلوع بشار الأسد بعد هروبه الى روسيا.. ماذا قال؟

نعم : أنا متطلِّع !!
بقلم/ د.رياض الغيلي
نشر منذ: 17 سنة و 9 أشهر و 5 أيام
الأحد 11 مارس - آذار 2007 09:57 ص

مأرب برس – خاص

قال لي صاحبي وهو يحاورني: أنت إنسان متطلع ، يبدو ذلك من خلال مقالاتك التي تكتبها ، وخطبك التي تتلوها من على المنبر :

قلت : أنا "متطلِّع" !!

"حسناً ؛ فليكن : أنا متطلِّع !!"

ولو كنت أعلم أن الكتابة سوف تعجِّل منحي هذا الوسام الرفيع المستوى لكنت مارست الكتابة منذ زمن بعيد ، ولو فعلت ذلك (ولو تفتح عمل الشيطان) لكنت اليوم "متطلِّع كبير" بحجم "فاسد كبير" ، بل لربما كنت أكبر "متطلِّع" في هذا البلد بحجم أكبر "فاسد" في هذا الوطن ، ولكن للأسف الشديد ما علمت ذلك إلا متأخراً ، لذلك أنا اليوم مجرد مشروووع ؛ "مشروع متطلع" !!

يا صاحبي :

"نعم : أنا متطلِّع !!" واطمئن ؛ أنا متطلع !! بس على قدري .

"نعم : أنا متطلِّع !!" لكن ليس إلى درجة أن أكون لصاً يسرق اللقمة من أفواه الجائعين .

"نعم : أنا متطلِّع !! لكن ليس إلى درجة أن أصير أمين عام مجلس محلي ، أو مدير مديرية ، أو مدير عام في وزارة أو هيئة أو مصلحة ، أو محافظ محافظة ... حاشا لله !!

ولست متطلعاً أن أكون نائباً في البرلمان ، أو وزيراً في حكومة الحصان ، أو فارساً من فوارس "المؤتمر الحاكم" في لعنته الدائمة أو العامة .. أعوذ بالله !!

ولست معاذ الله وحاشا لله وأعوذ بالله متطلعاً أن أكون رئيساً لأفسد دولة في العالم (حسب التقارير الدولية) .

 "نعم : أنا متطلِّع !!" بس من نوع آخر .

أنا متطلع بحجم أي مواطن عادي ...

أنا متطلِّع أن أعيش حراً كريماً عزيزاً في وطنٍ حرٍ عزيز خالٍ من الفاسدين .

أنا متطلِّع أن أقول ما أريد وقتما أريد وأينما أريد : في الشارع ، من على المنبر ، في مقيل ،في منتدى ، في صحيفة معارضة ، في صحيفة مقالعة ، في صحيفة رسمية ، المهم أقول !!

أنا متطلِّع أن أعيش وأهلي في سلام وأمان دونما إزعاج أو ملاحقة أو مضايقة أو حصار من أحد .

أنا متطلِّع أن أتحرك بحرية وقتما أريد وحيثما أريد في طول الوطن وعرضه دون أن تُعد علي أنفاسي .

أنا متطلِّع أن أملك بيتاً يؤويني وأهلي من حر الصيف وبرد الشتاء ، وأتخلص من بيوت الإيجار وملاحقة المؤجرين ، (طبعاً من غير أن أكون فاسداً أو سارقاً!!) .

أنا متطلِّع أن أوصل تعليمي حتى آخر درجة علمية ، وعلى حساب الدولة لأني "ابن الدولة" مش أنا طرطور ، بس من غير ما أقدم رشوة أو أستعين بواسطة ، يعني من غير "حق ابن هادي" ولا "فيتامين واو" .

أنا متطلِّع أن أحصل على وظيفة محترمة ، وراتب محترم يكفيني حتى آخر يوم في الشهر ، وأوفر منه أيضاً "حق الباطل" داخل الشنطة مثلي مثل أي شيبة في صنعاء القديمة .

والله من حقي أن أتطلع إلى راتب غير راتبي الذي " يا دوب " أسدد به فواتير الماء والكهربا والتلفون !!

أنا متطلِّع أن أصلي في الجامع وأجلس بعد الصلاة لقراءة الأذكار دون أن يقطع على أذكاري طابور المطلبين الذين أرسلهم غول الفساد وسيل الجرع .

أنا متطلِّع أن أسير في الشارع دون أن أرى على الأرصفة من يفترش الأرض ويلتحف السماء من جور الحكومة وفسادها.

أنا متطلِّع أن أشاهد ولو فاسداً واحداً يُحاسب ويُحاكم على مرأى ومسمع من جميع إخوانه الفاسدين ، بل وعلى رؤوس العالمين .

أنا متطلِّع أن أنعم بخيرات بلادي من النفط والمعادن والموانئ والثروات التي تذهب إلى أرصدة الفاسدين وحساباتهم في الخارج .

أنا متطلِّع أن تنضم بلادي إلى مجلس التعاون الخليجي " بس !! مش ذلحين !! " بل عندما أصبح أنا خليجي، مثلي مثل المواطن الإماراتي أو القطري أو الكويتي أو البحريني أو السعودي أو حتى العماني على الأقل .. قصدي (مفتهن) ، مش أسير أشحت أنا وعشرين مليون في دول الخليج !!

"نعم : أنا متطلِّع !!" وتطلعي لا حدود له .. أليس من حقي أن أتطلَّع ؟