شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم
" مأرب برس - خاص "
منذ أن أعلن الزميل خالد سلمان رئيس تحرير صحيفة الثوري انفصاله عن الوفد الإعلامي المرافق للرئيس علي عبد الله صالح أثناء مشاركته في الاجتماع ألتشاوري للدول المانحة الذي عقد العاصمة البريطانية منتصف شهر نوفمبر الجاري ، وتقدمه لطلب حق اللجوء السياسي والسلطة في بلادنا لم تتماسك في هيا جانها ، وذكرني تصرف كتابها بالمثل الشعبي " بقرة مجنونة زادوا ربطوا لها تنك " ، فقاموا بشتم الرجل لأنه نزيه ونظيف وأختار طريقا للتعبير عن حقيقة الوضع الإعلامي بشكل خاص والسياسي بشكل عام ، وكالوا التهم على المعارضة الجنوبية " تاج " في بريطانيا لان موقعهم أول من بث خبر لجوءه .. ومنذ ذلك اليوم وحتى أمس والجدل قائم حول لجوء سلمان ، والشتم مستمر لـ " تاج " الجنوب وشرعيته ، فخسرت السلطة وكتابها ، ونجح سلمان بتعزيز قضيته واتسعت شهرة التجمع الجنوبي ومنحته شرعيته .. فقضية سلمان جعلت السلطة تفجر من غير أن تشعر عن ضيقها من معارضة الخارج ، وكشفت من خلال بعض الأقلام أنشبح الجنوب لا يزال يشكل هاجسا كبيرا لها ، و إلا لما تصرفت بالطريقة التي قامت به عدد من مواقعها وصحفها .
فعند بوابة مبنى لانكستر هاوس في وسط لندن وقفت والى جانبي عدد من أنصار المنظمة اليمنية لمراقبة حقوق الإنسان " يهرو " ، وبالقرب منا وقف عدد من أعضاء وأنصار التجمع الديمقراطي الجنوبي " تاج " ولكل منا دوافع أجبرته للخروج وممارسة حقه في التعبير وبصوت عال وجها لوجه أمام الرئيس الزائر ، بدون خوف من المخبرين أو هراوات العسكر أو سجون الاستخبارات التي باتت تعج بشرفاء الوطن .. كان المنظر غير مقبول بالنسبة للوفد اليمني بعد أن لوح له البعض بعلم دولة الجنوب السابقة كتعبير عن رفضهم لما يجري في الجنوب باسم الوحدة ، وبرزت أصوات وشعارات وصور لقتلى يمنيين ولا يزال القتلة طلقاء ، عبرت تلك المجاميع الصغيرة عن حقيقة ما يجري في الداخل أمام كل الوفودالذين شدهم المنظر قبل أن يفاجئ الرئيس به والذي وصل على متن سيارة مرسيدس عادية سبقه شرطيان على دراجات نارية لتسهيل مرور سيارة الرئيس حتى لا تضيع وسط الزحمة ، مفارقة غريبة في بلد غنية يكون موكب رئيسنا الزائر متواضعا جدا وفي اليمن حيث الفقر المدقع لا تجد نهاية للسيارات الفارهة المرافقة لموكب فخامته .. كان الوفد اليمني ممتعضا مما شاهدوه ولكن لم يكن لديهم غير خيار ابتلاع المشهد لأنهم في عاصمة أعرق ديمقراطية في العالم فمن الصعب تأديبنا لتجاوزنا حدود المسموح به في الديمقراطية اليمنية.
كنا أمامبوابة المبنى الذي عقد بداخله " الاجتماع " ألتشاوري للدول المانحة ، وليس الـ "مؤتمر" كما روجت بذلك ماكينة التضليل الإعلامية التابعة لسلطة في اليمن والتي أرادت إضفاء هالة على هذا الاجتماع لترهب كل من يعارض نتائجه خاصة وان رئيس الجمهورية هو من حضر للمشاركة فيه .. هكذا قرأت في موقع إدارة التعاون الدولي التابع للحكومة البريطانية والتي تقوم بمساعدة الدول الفقيرة، بأن الاجتماع الذي حضره عدد من وزراء دول مجلس التعاون الخليجي هدفه زيادة المساعدات المالية لليمن " بدون زيادة او نقصان " .. أية إضافات في التسميات او مبالغة في تهويل الحدث لا تتحمله إلا الدولة الفقيرة صاحبة الشأن وهي اليمن ، ولان الحدث اقتصادي بحث تعمدت السلطة تسييسه من أجل إقناع الشعب إنه أحد إنجازات الرئيس التاريخية ، وبالتالي تصبح اية محاولة لانتقاد نتائج الاجتماع ستدخل في دائرة التخوين كما أشار الى ذلك الدكتور ياسين سعيد نعمان أمين عام الاشتراكي في ندوة صنعاء التي خصصت لذلك الاجتماع ألتشاوري للدول المانحة .. ولان الحدث تحول من "اجتماع" اقتصادي لمساعدة اليمنإلى " زيطه " سياسية يحقق من ورائها الرئيس وحزبه مكاسب سياسية داخلية ، فقد سارعت منظمة ( يهرو ) الحقوقية ومجموعة من أعضاء التجمع الديمقراطي الجنوبي " تاج " إلى مجاهرة الرئيس بمطالبهم ويعبروا سلميا عن قضيتهم التي تتجاهلها السلطة ، وفي " يهرو" حملنا مطالب برفع الحظر عن صحيفة الشورى طالما الرئيس يتحدث امام الضيوف عن حرية الصحافة ، كما طالبناه بتسليم قتلة محمد الحامدي صاحب مكنسة الصافية ، الذي قتل على أيدي متنفذين ينتمون الى قبيلة الرئيس ولم يقدموا حتى اليوم الى المحاكمة مثلهم مثل قتلة عبد الرحمن السوكة وطفلة الخيسة يسار وغيرهم .
غير أن الصدمة للوفد اليمني كانت تلك الشعارات التي حملها أنصار وأعضاء " تاج " الذين لوحوا بعلم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية السابقة لتذكير الرئيس بأن شركاء الوحدة لا يمكن أن يستسلموا لكل محاولات السلطة بتجاهل الجنوب ، ورفضهم أن يتحولوا إلى أجراء في ظل وحدة هدفها النهب وطمس الهوية والاستيلاء على الأراضي وبأساليب البلطجة العسكرية والتهديد باستخدام القوة لكل من يرفع صوتا في الجنوب عن جميع الانتهاكات التي تتزايد منذ نهاية حرب 1994 وتداعياتها المستمرة حتى اليوم.. خرج أعضاء تاج وهم يحملون قضية شعب كما قال لي أحد أعضاء هذه التجمع ، وأنهم جاؤوا لتذكير الرئيس بأن قضية الجنوب لا يمكن أن تطمس او تنتهي بعودة مجموعة من المسئولين السابقين من المنافي التي عاشوا فيها .
عدت إلى منزلي من ذلك الاعتصام الذي أستمر لأكثر من أربع ساعات ، وإذا بهاتفي السيار يرن ليبدأ محدثي بالسلام والتحية والاطمئنان على صحتي .. بادلته نفس الترحيب وبنفس الأسلوب وإذا به مسئول رفيع ضمن وفد الرئيس الزائر لبريطانيا ، بدا لي من خلال كلماته الأولى بعد أن المح بأنه قد شاهدني واقفا في الاعتصام واختلطت عليه الأمور بين المعتصمين فبادر وسألني ما الذي تعمله هذا ؟ أجبته : اعمل بما يمليه علي ضميري ، فهل رفع شعار يناشدكم كسلطة برفع الحظر عن صحيفة " الشورى " عيبا ؟، وهل رفع صور الحامدي ضحية مكنسة الصافية الذي قتله مجموعة من البلاطجة جريمة ؟ .
لم يقتنع ذلك المسئول الذي أكن له شديد الاحترام لا لشيء الا لأسلوبه الهادئ في النقاش رغم اختلاف وجهات النظر بيننا ، فهو من أولئك الذين يرون في كل جنوبي له رأي واضح ومعلن ضد سياسة النظام الحالي الذي هو احد أركانه بأنه انفصالي ويكره الوحدة ، حتى وأن كان يعلم بأنني رئيسا للمنظمة اليمنية مش الجنوبية لحقوق الإنسان ومع هذا ظل لأكثر من 45 دقيقة يحدثني ويقنعني بأن الأمور في الداخل أفضل مما أتصورها على حد تعبيره ، وأن الأمر عبارة عن تهويل ليس الا .. و أن الحديث عن الجنوب او رفع علمه عمل غير لائق .. أجبته : كل ما يحدث في الداخل أنتم مسئولين عنه ، وعليكم كسلطة أن تسألوا أنفسكم ما الذي يجعل هؤلاء الجنوبيين يخرجون أمامكم ويرفعون علم الدولة السابقة ؟ أليست هناك مبررات لذلك ؟ فلماذا تنتقدون من يلوح بالعلم ولا تنتقدون ممارساتكم هناك ؟ .
لم أخفي لمحدثي تعاطفي مع ما يطرحه " تاج " من قضايا هي شائعة ويعرفها النظام بسبب ممارساته في الجنوب .. كان ذلك المسئول يصر في تأكيده بأنه الوحدة هي التي جمعتنا ، وقلت له الا تعتقد أن ممارساتكم كسلطة هي التي فرقتنا ؟ .. ظل يتحدث عن أهمية المعارضة من الداخل بدلا من معارضة لندن في فنادق الخمسة نجوم .. أجبته : " إنك تكرر يا عزيزي نفس الاسطوانة التي نسمعها باستمرار فكيف يعقل ان هؤلاء الأشخاص مقيمين في بلد مثل بريطانيا أن يتركوا منازلهم ويذهبوا للعيش في فنادق خمسة نجوم ، إنكم تتعمدون ذلك لتشويه مطالب من يعارضكم .
الجنوبيون هم من صنع الوحدة ، وهم من تنازلوا عن دولتهم من أجل هدف وطني أغلى .. الجنوبيون هم من اعتقدوا فرحين بأن خير الوحدة سيعم الجميع وأنها " أي الوحدة " بالفعل تجب ما قبلها .. ولكن أين نصيب الجنوبيين من الوحدة .. ولماذا يتعمد رأس النظام في كل خطاباته على تذكيرهم بصراعات السلطة في الجنوب قبل الوحدة ؟ .. ولماذا يتم دائما التوقف عند أحداث 13 يناير 86 الدموية ويتجاهل الحرب المدمرة في 1994 التي حولت الوحدة السلمية إلى احتلال وبقوة السلاح.
ذكرت ذلك المسئول باغتصاب الأراضي والاتجار بها ونهب الثروة السمكية والنفطية من قبل المتنفذين في النظام هل هذا يخدم الوحدة ؟ .. كيف تطالب ناس أن يكون ولائهم للوحدة وهم يرون يوميا ممارسات عسكر يخرجون من ثكناتهم للبسط على أراضي الناس ، ذكرته بحادثة الكسارة في الخساف ، عندما خرج شباب من تلك المنطقة يطاردون أربعة جنود خرجوا من معسكر 20 يونيو في كريتر للبسط على أرضية الكسارة تابعة لمواطنين .. فمن هو الذي يزعزع الوحدة ممارسات أولئك العسكر ام الشباب الذين خرجوا للدفاع عن أرضهم من بلطجة العسكر ؟ .
أصر ذلك المسئول بأن كل هذه القضايا يمكن مناقشتها والحديث عنها من الداخل.. فأجبته: لماذا تخشون المعارضة في الخارج ، إنكم ترفضون حتى الاعتراف بالتيار الذي يطالبكم بتصحيح مسار الوحدة، حتى هؤلاء القادة في الحزب الاشتراكي تتهمونهم بالانفصالية لأنهم يطالبون بتصحيح مسار الوحدة وليس الانفصال عنها ؟ .
عاد ويقول " يا أخي أنت تكتب وبقوة حتى إنك تمس الرئيس شخصيا ومع هذا لم نقل شيئا ، وكتبت عن صفقة ميناء عدن وشوف أنها جابت نتيجة وأوقفها الرئيس .. رديت: أن كتاباتي الموجهة للرئيس لا تمس شخصه وخصوصياته، بل تمس سياساته وهو مسئول عنها.. ثم أني كتبت كثيرا ولسنوات عن ما يجري في الجنوب، وهذا واجبي كصحافي أنتمي لهذا الجزء من الوطن.. ولكن للأسف بقيت أكتب ثلاث سنوات عن ممارسات درهم نعمان رئيس المنطقة الحرة في عدن وبالوثائق والادلة حتى تم إبعاده من منصبه ولكن بعد خراب مالطا ، ومع هذا جئتم برجل أسوأ من سابقهوهو محمد الوذن الذي لا تزال قضاياه عالقة ودوره في إفلاس بنك التسليف الزراعي كما يشاع ، فلماذا هذه التعالي على كوادر وكفاءات أبناء المحافظة ، هل لا يوجد في عدن من يستطيع أن يدير مثل هذه المشروع " المنطقة الحرة " .. إنكم يا عزيزي بهذه الممارسات تدمرون حلم الجنوبيين بالوحدة.
أحسست أن الرجل يقر بما أقوله، ومع هذا لا يريد أن يعلن صراحة صواب طرحي.. عاد ويقول عدن تغيرت كثيرا والمشاريع فيها كثيرة.. قلت له : يا عزيزي لا تحدثني عن انتشار" الملاحم " وأكشاك الاتصالات وبناء اللوكندات بأنها مشاريع استثمارية .. أنا أحدثك عن تعمدكم في بيع ميناء عدن ، أحدثك عن مطار عدن الدولي الذي أصبح مهجورا بعد أن سرح كل العاملين فيه ، ومن يخدم مثل هذا الإجراء ، أنا أحدثك عن مستشفيات صارت معدومة من العلاج و الأدوية ، والدي توفى قبل عامين بسبب غياب الرعاية والدواء مثله مثل الآلاف من الذين كانوا ينعمون بهذه الرعاية المجانية في زمن ما قبل الوحدة ، أنا أحدثك عن ألاف من الكوادر التي صارت مرمية في بيوتها ليحل محلهم كوادر ربما أقل كفاءة ومن محافظات أخرى لمصلحة من مثل هذه الإجراء ؟ ، قبل أن تنتقدوا جماعة " تاج " وعلى تمسكهم بما يطرحوه في " تقرير المصير " عليكم انتقاد أنفسكم وممارسات السلطة في الجنوب التي تعطيهم الذريعة والشرعية في المطالبة بذلك لأنهم ينتمون إليه ، عليكم وقبل أن توجهوا أصابع الاتهام اليهم بأنهم يهددون الوحدة عليكم أن تسألوا أنفسكم كنظام لماذا يخرج مثل هؤلاء وهم يعيشون في بريطانيا برفاهية كما تقولون لمعارضتكم ، أليست هناك مبررات تجعلهم أن يقدمون على ذلك ، ثم ماذا يقلقكم كنظام من معارضة كهذه ، إذا تعتقدون أن طرحهم غير مبرر وادعائهم باطل ؟ .
أعتقد أنه وفي الآونة الأخيرة بعد أن تركز الهجوم الإعلامي الرسمي على المعارضة الجنوبية " تاج " في الخارج ، تكون السلطة قد كشفت وأعلنت عن قلقها من شبح الجنوب ، والذي اعتقدت أن القضية قد ماتت وانتهت بعد عودة بعض القيادات السابقة ولكنها صدمت مرة في واشنطن وأخرى في لندن أن في الجنوب أرواح تحوم حول قاتل الوحدة في نفوس أبنائها .. فمن يؤمن بالوحدة عليه أن يقر بحقوق شريكه ، ومن يتحدث عن الديمقراطية عليه ممارستها عبر احترام رأي الآخرين مهما كان مرا .. ومن يريد أن يقنع العالم أن اليمنيين شعب واحد بالفعل عليه تقديم البراهين لذلك لا بالكلام وعبارات التخوين ، بل بإثباتات ملموسة بأن هناك مواطنة متساوية بالدلائل وحقوق للجميعلا في أوراق الرسمية يمكن تزويرها ومن ثم رميها عند أقرب زبالة .