من خسر أسلحة أكثر.. روسيا في سوريا أم أميركا في أفغانستان؟ كشف بخسائر تفوق الوصف والخيال تصريح جديد للرئيس أردوغان يغيض المحور الإيراني ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقود تحركا مع العراق لبحث التداعيات في سوريا عاجل تكريم شرطة حراسة المنشآت في عدد من المكاتب والمؤسسات بمأرب احتفاء بيوم الشرطة العربي مجلس الأمن الدولي بإجماع كافة أعضائه الـ15 يتبنى قرارا بخصوص سوريا تحركان عسكريان أحدهما ينتظر الحوثيين في اليمن وسيلحق بهم عواقب وخيمة وطهران لن تستمر في دعمهم منتخب اليمن يخوض خليجي 26 بآمال جديدة تحت قيادة جديدة اليمن تشارك في مؤتمر احياء الذكرى السبعين للمساعدات الإنمائية الرسمية اليابانية المجلس الرئاسي في اليمن ينتظر دعما دوليا دعما لخطة الانقاذ وبشكل عاجل دراسة تكشف عن المحافظة اليمنية التي ستكون منطلقا لإقتلاع المليشيات الحوثية من اليمن
انهارت محادثات السلام في جنيف حول اليمن قبل أن تبدأ، واستأنفت قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والتحالف العربي تقدمها على ميناء الحديدة الاستراتيجي في غرب اليمن، وصرح الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بأن «غياب الحوثيين عن مشاورات سلام أجريت الأسبوع الماضي في جنيف تحت الرعاية الأممية، هو دليل واضح على أن تحرير الحديدة هو المطلوب لإعادتهم إلى رشدهم والانخراط البناء في العملية السياسية».
ثم تابع: «برهاننا هو أن التغيير في المعادلة مهم بالنسبة للتسوية السياسية الناجحة في اليمن، والحديدة هي التغيير المطلوب وستضمن إنهاء العدوان الحوثي عبر الوسائل السياسية». فما الأهمية الاستراتيجية لمعركة الحديدة؟ وهل هدف المعركة هناك هو الحسم العسكري الشامل أم التمهيد لتسوية سياسية؟
دخل مسار الصراع في اليمن عامه الرابع أواخر شهر مارس الماضي، وبدا جلياً أن المفاوضات بين الحكومة الشرعية والحوثيين غير مجدية، حيث كان من المفترض أن ترعى الأمم المتحدة في جنيف انطلاق أول مشاورات سياسية بين طرفي النزاع، الحكومة الشرعية والحوثيين منذ 2016.
فبعد أن اشتد الصراع في مارس 2015 جرت عدة محاولات لإحلال السلام، منيت جميعها بالفشل، بدءاً من مفاوضات جنيف في يونيو 2015 تحت إشراف المبعوث الخاص للأمم المتحدة آنذاك إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وفي 15 ديسمبر، بدأت محادثات السلام التي رعتها الأمم المتحدة بين الحوثيين والحكومة في جنيف بالتزامن مع سريان الهدنة، وانتهت المحادثات في 20 من الشهر نفسه دون اتفاق، لتبدأ محادثات الكويت في أبريل 2016 برعاية الأمم المتحدة دون أي تقدم. ومن ثم عين الدبلوماسي البريطاني السابق مارتن غريفيت وسيطاً في أزمة اليمن في 16 فبراير 2018 خلفاً للدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وباشر غريفيت عمله بجولات بين أطراف الصراع في أغسطس ليحاول إطلاق جولة من المحادثات في جنيف حدد لها السادس من سبتمبر موعداً وتم تأجيلها ليومين حتى كان مصيرها الفشل كسابقاتها، لامتناع الحوثيين عن الحضور.
لقد دأب الحوثيون على المراوغة لكسب الوقت، إذ أن عملية السلام سيترتب عليها التزامهم بالقرار 2216 والذي ينص على تسليم السلاح والخروج من صنعاء، وهو ما ترفضه الميليشيات الانقلابية.
تكتسب معركة الحديدة أهمية بالغة في مسار الصراع في اليمن، فميناء الحديدة هو المنفذ البحري الوحيد المتبقي لدى الحوثيين، وبوابة وتهريب السلاح والصواريخ في ظل استمرار التهديدات الإرهابية للملاحة الدولية ولطرق التجارة العالمية عبر البحر الأحمر.
وستؤدي عملية تحرير الميناء إلى وقف عمليات التهريب وتأمين سواحل اليمن. فإخضاع الحوثيين، وتسليم المدينة ومينائها، سيمكن قوات التحالف من إتمام السيطرة على الساحل الغربي لليمن بالكامل، وهو هدف مهم لأنه يقطع خطوط إمداد الحوثيين بالصواريخ التي يطلقونها على الأراضي السعودية ويحاصرهم في الداخل اليمني ويحرمهم من عملية تحصيل الرسوم الجمركية، ويحكم الخناق على مواردهم الاقتصادية. ويحمي حركة الملاحة في البحر الأحمر.
وسترسم نتائج معركة الحديدة ملامح معركة صنعاء، فاقتحام مدينة الحديدة وحسم معركة الساحل الغربي عسكرياً، سيشجع الجبهات الأخرى للتحرك بما فيها المحيطة بصنعاء. أما أن يتم تأجيل حسم معركة الحديدة أو إيقاف معركتها من خلال الضغوطات الدولية، فذلك سيؤدي إلى فرض التفاوض مع الحوثيين، والقبول بالحل السياسي. إن انتزاع ميناء الحديدة من قبضة الحوثيين سيساهم في قطع شريان الإمدادات العسكرية والاقتصادية التي كانت تأتي إليهم من طهران عبر ميناء الحديدة، وسيشكل ضربة قوية للجماعة، وسيمهد الطريق لاستعادة صنعاء أو لبدء التسوية السياسية في اليمن. وبانتظار الحسم في الحديدة سيبقى تحرير صنعاء أمراً حتمياً وخطوة قادمة لا محالة.