ين يدي سبتمبر في الذكرى 55 لثورة 26 سبتمبر 1962م
بقلم/ ياسين عبدالعزيز
نشر منذ: 7 سنوات و شهرين و 16 يوماً
الأربعاء 04 أكتوبر-تشرين الأول 2017 02:33 م
 

كطيرٍ شَـدَا وُجـدَاً، فأروَى الـثَّرَى دَمـعَـا فَمَنْ يافَمَ الذِّكرَى يُعِيرُ الصَّدَى سَمعَا؟

عـلـى هـامـشِ الـتـاريخِ فــي لـَيـــل أُمَّــةٍ تَـهَـاوَتْ .. فـهل للـفَجـرِ يا أُمَّـتِي رُجعَى؟

وُلِــدنَــــا بِــلا وَعـــيٍ بِــظِــــــلِّ إمَـــــامَــةٍ وكُـنَّــا نَـبِيــعُ الـعُـمـرَ بالـمَاءِ والـمَرعَى!

لِأنَّــا رَضَـعـنَا الـجَـهــلَ والـقَـهرَ نَـنـحَـنِي لِـسِـكِّـينِ جَــــزَّارٍ يَــسُـومُ الــوَرَى قَـمـعَــا

نَـمُـرُّ عـلـى الأطــلالِ نَـبـكِي ونَـجـتَــدِي حَــيَــــاةً بِـــلا ذُلٍّ؛ نَــمُــوتُ بِـــلا مَـنـعَـى

فَــجِـئـتَ كَإسـرَافِـيــلَ بالـصُّـورِ نـافِــخَــاً وهَـيَّــأتَ يا سـبتمبرُ الـضَّــوءَ والـمَسعَى

وأذَّنــتَ فـي الـمَـوتَى؛ لِـنَـجـتَــازَ بَـرزَخَـاً لَـبِـثـنَـا بِـهِ دَهــــرَاً بأوهـامِــنَــا صَـرعَـى

أفَـقـنَـا عــلـى فَــجـــرٍ جَــدِيـدٍ، ومَــولِـدٍ لِــجِــيـــلٍ بــآتِــنَـا وتــاريــخِـــنـا أوعَـــــى

فَـصَــــاغَ بِـضَوءِ الشَّمسِ أهـدافَ ثَـــورَةٍ ولَـمْ يُـبـقِ لـلـطُّـغـيـانِ أصــلاً ولا فَـرعَـا

مَـضَـينَا يَـقُـودُ الأُســدُ بالـضَّـوءِ مَـوكِبَاً فَـخَرَّتْ عُـرُشُ الظُّلمِ، واجتُـثَّتِ الأفعَى

لَــكَ الـمَـجــدُ يا أيـلولُ دَوَّنـتَ صَـفــحَةً بِـنَـصـرٍ يَـمَـــانِيٍّ، بِــهِ حُـــرِّرَتْ صَـنـعَــا..

فأعــلَــنــتَ جُــمــهُــورِيَّــةً مُــسـتَـــقِـــلَّـةً وسَـطَّرتَ دُسـتُورَاً، بِهِ استَبشَرَ الجَوعَى

وأسَّـسـتَ بالـشُّـورَى عـلى الـعَــدلِ دَولَـةً فَطَافَتْ بها شَّمسُ الضُّحَى فَرحَةً سَبعَا

سَـلامٌ عـلى (الـنُّـعــمَــان)ِ حُـرَّاً وشَـاعِـرَاً وأوتـــارُ (أيُّــوب)ٍ تَــهُـــزُّ الــثَّـــرَى وَقـــعَــا

تَـبَـارَكـتَ يا عِـيـــدَ الـبِـــلادِ وإنْ مَـضَـتْ عُـقُـودٌ، وعَادَ الـلـيـلُ بالـصُّورَةِ الـشَّنعَا!

سَـتَـبـقَى لَــنَـا عِـيــدَاً مَـجِـيــدَاً وبَـلـسَمَاً لِـشَـعـبٍ جَرِيحٍ باتَ يَحسُو الأسَى دَمـعَـا

لأنَّـــــكَ يـا أيــلــــــولُ غُــيِّـــبـتَ واقِــــعِــاً فَـقَـدنَا الـذي كُـنَّـا لِـتَـحـقِـيـقِـهِ نَسـعَـى

عُـقُودٌ خَـلَتْ والـشَّعبُ يَـمضِي بِلا هُدَىً تَزُجُّ بِهِ الأحداثُ خَلْفَ الذي استَرعَى

ظَـــلَامٌ يَــلُـفُّ الأرضَ مِــنْ كُــلِّ جَــانِــبٍ ولَـمْ تَـشـهَـدِ الأجيـالُ وَمـضَـاً ولا لَـمْـعَـا

فَــهَــلَّ الـرَّبِـيــعُ الـحُـــرُّ، فانْــدَاحَ ثَـــورَةً شَـبَـابِـيَّـةً، كالـفَـجـرِ عَــمَّ الـوَرَى نَـفـعَـا

تُـــزَلــزِلُ أربــــابَ الــفَــسَــــادِ حُـشُـــــودُهُ وتَــنزِعُ حَــقَّ الـشَّعـبِ مِنْ شِـدقِـهِ نَـزعَـا

وسُــرعَـــانَ مـــا هَــبَّـتْ ريـــاحٌ عَـقِـيـمَـةٌ تُـلَـمْـلِـمُ وجــهَ الـلـيــلِ، تَـخـصِفُـهُ رَقـعَـا

فَــعُـــدنَـا لأحــضَــانِ الإمـــامــةِ مِـثـلَـمَـا بَـدَأْنَـا، فَـسُـحقَاً لـلدَّعِيِّ ومـا اســتَدعَى

لـسـبتمـبرَ الـتـحــريرِ أشــــدُو بِـحُــرقَةٍ ولَــمْ أدَّخِــرْ مِــنْ أجــلِ نُـصـــرَتِهِ وُسـعَـا

سَــلامٌ عـلـى الـشَّـعـبِ الـذي هَـبَّ ثـائراً بأبطــــالِـهِ يَــبــنِي لأجــيــــالِــهِ دِرعَــــا

سَــلامٌ عـلـى الأحــرَارِ فــي كُــلِّ مَـوقِــعٍ وتَـبَّاً لِـمَنْ خَـانُوا وبَـاعُوا الـثَّرَى جَمـعَـا