صالح وقصف منزله
بقلم/ هادي أحمد هيج
نشر منذ: 9 سنوات و 7 أشهر و 13 يوماً
الثلاثاء 12 مايو 2015 05:20 ص

في قريتنا شخص فيه قليل من الفكاهة ، خرج يوم الجمعة بعد اداء الصلاة يقول : خطيبنا يبكينا داخل المسجد وخارجه . قالوا : داخله عرفنا يوعظ فتخشع وتبكي ، فكيف تبكي خارج المسجد؟! . قال : يخرج فيأخذ حقوقنا فيجعلنا نبكي  .

 تذكرت هذا الأخ وانا أشاهد صالح على أطلال منزله ينوح ، فاشفقت عليه لدرجة البكاء ، فابكانا رئيساً وابكانا حاقداً ومخرباً ، ومر بخاطري شريط كل من طورد وهدم منزله وشرد أهله و أطفاله ، وتذكرت أن الجزاء من جنس العمل ، وكأن الدنيا أصبحت دار جزاء ، فهل من معتبر؟! .

ايها السادة ، لاتفكروا أنه يفرحنا مايحصل لأي مسلم حتى ولو إختلفنا معه ، بل يحزننا ذلك حزناً شديداً ولو كان جرمه باعلى درجات الإساءة في حقنا ، نتذكر أطفاله ونساؤه فيجرحنا ذلك جرحاً عميقاً ، ليقيننا أنهم لا ذنب لهم إلا أنه قدر أن يكونوا أهله و أطفاله .

 عش معي اخي الحبيب وكأن هؤلاء أهلك و أطفالك وأنت في وضعه ، كم خوف أهله ؟! كم رعبهم ؟! كم و كم ؟! المهم كيف تبدلت أفراحهم أحزان ، و أمنهم خوف ، وسعادتهم كآبة ، ألا تتخيل حياتهم وكأنهم في نفق مظلم لا يلمحون آخره من شدة حلكته -اللهم رحماك - وكما أننا نعلم مايحصل له هي عدالة السماء ليست لنا فيها يد ، فهذه قضايا الآهية يجريها باقداره سبحانه ، ولو قدر بأن سلمنا لنقتص منه ربما يجدنا أرحم مما يتصور ، وما الحصانة منا ببعيد ، فما وفقه الله للإستفادة منها ، وجره حقده الأعمى الى الإستمرار في الإنتقام غير المبرر وكأن حاله يجره للتحالف حتى مع الشيطان الرجيم لإرضاء غروره ، والسير في عبادة هواه ، كما ذكره ربي ((أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ ))

هذا كله وتراه لم يعتبر ، فظهر ليدعو لقتل الشعب ويعلن النفير العام ويتبجح بتحالفه مع الحوثي ، وكان بودي أن يقتدي بالشيطان هذه المرة فقط ، لما قال : ( إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ)) ، لم يستفد من الإنس ولا حتى من إبليس . قف أنت رايح فين ،

ألا يكفي الى هذا الحد ؟؟؟