القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار
على الرغم من تصنيفه كواحد من أفقر دول العالم إلا أن اليمن يبرز كدولة غنية بثروات لا تُحصى، إلا أنها تبدو كـ"جواهر بيد فحام بدائي".
وفي بلد كاليمن، تعرض خلال العقود الأخيرة لضربة سياحية واقتصادية قاصمة سببها تنظيم القاعدة الذي أساء إلى اليمن وصورته أمام العالم الخارجي، يأتي حجر صغير يعيد إليه البريق واللمعان اسمه "العقيق اليماني"، ويتحول إلى سفير نوايا حسنة، رغم أزليته الممتدة لقرون.
ويقول باحثون إن اليمن كان بمقدوره أن يغزو العالم بأحجاره الكريمة، لكن التشجيع الحكومي لهذه الصناعة الحرفية البسيطة لم يكن بالمستوى المطلوب، مما جعل حرفيوها يتضاءلون عاما بعد آخر، وخصوصا بعد نضوب السياحة بسبب الأعمال الإرهابية.
وتنوعت الروايات حول بداية معرفة اليمنيين لهذا النوع من الأحجار الكريمة، فكثير منها ترجع بداية اكتشاف هذا الحجر الكنز إلى عصر الدولة الحميرية، التي حكمت اليمن قبل قرون.
ووردت أسماء العقيق كثيرا في كتب التاريخ, وله شهرة تاريخية كأحد الأحجار الكريمة النفيسة والمطلوبة في بعض الدول العربية والإسلامية مثل السعودية ودول الخليج والعراق وإيران.
وقال أحد الباحثين في هيئة المساحة الجيولوجية اليمنية فضل عدم ذكر اسمه لـ"الأناضول" "إن تلك الحجرة الصماء كان بمقدورها أن تصنع المجد لليمن لو أن الدولة قامت بإنشاء متحف خاص للأحجار الكريمة، وخصوصا العقيق اليماني، مشيرا إلى متحف كهذا كان سيجعل من اليمن قبلة للسياح وعلماء الجيولوجيا رغم الظروف الأمنية.
وتقول المعلومات إن ممارسة اليمنيين الأجداد لمهنة نحت الجبال وبناء القصور والمعابد أدت إلى اكتشافهم لهذه "الحجارة الصماء"، وهي منافس قوي للذهب والفضة.
وتبرز منطقة أنس ذمار - 100كم جنوب العاصمة صنعاء كأشهر مناطق التعدين للعقيق إضافة إلى محافظة صنعاء ومحافظة تعز وعدن وحضرموت.
ويتخوف كثيرون من اندثار هذه الحرفة العريقة بسبب الإهمال المستمر لها من قبل الجهات الرسمية وعدم تشجيع الحرفيين على التنقيب عنها حيث تحتاج عملية التنقيب إلى إمكانيات ومعدات حديثة رغم استمرار كثير من الأسر التي توارثت المهنة بالتنقيب بالطرق التقليدية.
وعلى الرغم من زهد أسعاره مقارنة بالمجوهرات الأخرى، إلا أن هناك أحجارًا فاخرة وصل أسعار بعضها إلى حوالي 2000 دولار, كما يقول حرفيون.
ويشكو الحرفيون من دخول أصناف مغشوشة من العقيق إلى اليمن مصدرها الصين.
ولا يظهر العقيق اليماني كحجر زينة فقط تتزين به أعناق النساء على شكل آيات قرآنية أو أشكال مختلفة فقط، بل زاد من شهرته الأساطير التي جعلته حجرا مباركا، يُدخل الفرح إلى القلب ويجلب الرزق لحامله.
وساد اعتقاد واسع في أوساط صانعيه ومشتريه أيضا أن التأثير النفسي والفسيولوجي لفصوص العقيق تمتد إلى الإنسان وإلى متغيرات حياته.
وحسب الاعتقاد، فبعض أنواع العقيق "يضاعف القدرات الجنسية"، وبعضها "يضاعف قوة الجسم وقدرته على تحمل التعب" في حين يدعي البعض أن العقيق اليماني "يمنع الجن وشرور الشياطين عن لابسه".
ويربط الحرفيون اعتقادهم هذا بالبراهين العلمية، حين يؤكدون المقدرة الفيزيائية للعقيق، بما يمتلكه من قدرة كهرومغناطيسية تلقي بأثرها الإيجابي على لابسه بصورة إجمالية.
ويتواجد العقيق اليماني بأشكال وأنواع عديدة، منه ما يكون بلون أحمر صافٍ وهو الرماني والكبدي، و"العقيق المصور" الذي يحتوي على تمازج لوني من أصل الحجر، وتتشكل داخله صورة مختلفة لوجوه إنسانية أو ملامح لحيوانات وطيور ونبات وأشكال أخرى، إضافة إلى "العقيق المشجر" الذي يحتوي على صور لنباتات وأشجار في أصل تكوينه، ويوازيه "العقيق المزهر" الذي تتكون فيه أشكال مبهمة.
وقل استخدام النساء في اليمن للعقيق كزينة في الصدر، أو أقراط في الأذن، حيث يقتصر على النساء المسنات اللاتي ما زلن يعتقدن أنه حجر مبارك وقادر على جلب السعاد لحامله, عكس الفتيات الشابات اللاتي لا يرين فيه مواكبا لصيحة العصر، ولا يثقن ببركاته.
يقول أحد باعة الأحجار الكريمة في منطقة الباب الكبير بمدينة تعز والذي رفض الكشف عن اسمه، "إن الطلب في السنوات الأخيرة على هذا الحجر اقتصر على السياح الذين كانوا يصلون المدينة، وحاليا لا يقوم بشراء العقيق إلا المسافرون إلى بلدان أخرى حيث يأخذونه كأفضل هدية يمكن أن يؤتى بها من اليمن.
ويستخدم العقيق كفصوص في الخواتم للرجال والنساء، والسبح للرجال، وأيضاً ترتديه النساء على شكل سلاسل مصنوعة من الفضة أو الذهب تطعم بأحجار العقيق.
وخلافا لاستخداماته في الزينة، والاعتقاد به كطارد للشر والحسد، يؤكد حرفيون أن للعقيق مقدرة في معالجة الكثير من الأمراض، منها استخدامه في وقف النزيف الدموي لدى بعض الناس.
ويضيف البائع الذي يعمل مع والده في هذه الحرفة "هناك اعتقادات كبيرة أن العقيق الأحمر يستخدم من قبل الأطباء الشعبيين في بعض المناطق من أجل تخثر الدم وإيقاف النزيف, خصوصا لدى الحوامل اللاتي يتعرضن للإجهاض، أو الأشخاص الذين يتعرضون للحوادث".