القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار
- إذا كانت انتفاضة محمد البوعزيزي ضد الظلم والقهر والفساد قد أشعلت الشرارة التي أسقطت بن علي ورفعت رأس تونس وشعبها عاليا في ثورة نظيفة , فليس بالضرورة أن بقية ثورات الربيع العربي كانت نقية من تدخلات خارجية وإقليمية , فبعد نحو عام , ونتيجة لشي من الخبرة السياسية استطاعت القوى المعارضة – الإخوان المسلمين - من الاعتلاء فوق الجماهير والشباب الثوري في الساحات , وسيطرت على دفة الحكم السياسي في بعض البلدان العربية , بتضحيات الشباب العربي التواق للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة الفردية في المواطنة , وقبلت الجماهير والشباب بواقع الحال , مقابل وعود بحكم ديمقراطي عادل.
- لكن واقع الحال الجديد بعد عام ونيف من الربيع العربي , تأكد العالم من حقيقة , أن الربيع هو من اقصر الفصول الأربعة للسنة , فوعود جماعة النهضة التونسية توفير الأمن والرخاء الاجتماعي لم تتحقق بعد , وسيطرت شركات بديلة على سياحة واقتصاد تونس الخضراء , والأخوة في ليبيا ذبحوا السفير الأميركي وهو معاهد , كما سحلوا أخوتهم في بني وليد , وسيطر أباطرة النفط على خيرات أرض عمر المختار , وتاهت اليمن بين السطور الفضفاضة للمبادرة الخليجية , لتسيطر الصراعات العائلية والخاصة وقوى مصالح الرأسمال وفكر القبيلة وإدارة العسكر ليخفت صوت الشعب المستقل , ووعود الرئيس مرسي لكل المصريين بإعادة مصر في مئة يوم , انقضت , فدمرت العاصفة كل ما لا تستطيع الرياح أعادته , وكشف الشعب المثقف انحسار الدولة في شخص فرد وفكر مرشد , وساد الانقسام , ولكن المصريين قد بصروا الطريق السريع المودي لميدان التحرير , والعراق وسوريا تسيل فيها الدماء للركب.
- من كل ذلك وبالإضافة للتدخلات الخارجية الغربية ومن أجل السيطرة على مصادر الطاقة في المنطقة وتأمينها لابد من جعل شعوبها في صراع دائم , ورسم صورة دولية عن العرب توحي بالتخلف والرجعية للإسلام وشعوبه العربية ومن يستظل بظلهم , وجعل التوتر سيد الموقف بين العرب كي ينفرد الصهاينة بأرض فلسطين العربية وشعبها المرابط , ولتوافق الأنظمة الوراثية في الخليج جزئيا مع التوجه الغربي طالما سيضمن استمرار حكمهم , ولإقناع شعوبهم أو إخافتهم من نتاج الواقع العربي في دول الربيع العربي , تغذي مالياً بعض المعارضات الجديدة فيها المتعطشة للعودة إلى الحكم , حتى لا تثور شعوب الخليج على أنظمة حكمهم , كما أن التدخلات الإقليمية لإيران الشيعية وتغلغلها في اليمن , وحراكها في البحرين والكويت , وسكونها تحت الرماد في السعودية , وترقبها للموقف العربي واستعدادها للوثب في دويلة قطر وإمارة دبي بن مكتوم , تحقق مخططات تجزئة المجزئ وتقسيم المقسم لتقويض المشروع الحضاري العربي.
- التجربة أثبتت أن العرب ما زالوا في عصر الثورات العنيفة والقيادات والممارسات الحزبية أصغر كثيرا من التجربة الديمقراطية الغربية , لعدة أسباب ثقافية واقتصادية , ومثل هذه النتيجة كانت حاضرة عقب الثورة الصناعية في الغرب التي صنعت الديكتاتوريات والحروب الأوروبية , ولابد أن يفهم العرب بأن من يعتقد بعد انتفاضة الشعوب في المنطقة العربية لنيل الحرية , والجماهير خاصة الشباب منهم قد خبروا أقصر الطرق للاحتجاجات والتغيير في عالم أصبح صغير جدا يصعب فيه حبس الأفكار خلف القضبان والأجساد وراء الأبواب الرئاسية , إن من يعتقد أنه يستطيع أن يحكم الشعوب العربية منفردا فهو مخطئ تماما , أن حكم الشعوب العربية لن يتحقق بعد اليوم إلا بطريقة تشاركيه سوء بسوء من المحيط إلى الخليج , أكان ذلك في شبة الجزيرة العربية أو المغرب والمشرق العربي , لأن العهود الديمقراطية للثورات العربية قد أفشلتها عمدا أنصاف حكومات استبدادية لتحقيق أهداف ومصالح لا تفرق كثيرا عن أهداف الأنظمة المنصرفة , ونجحت الثورات الشعبية في غرس عهدة الحرية في الدم العربي وزرعت الديمقراطية في خلايا العقل العربي لينتصر على خوفه من المجهول , فالغد لا يحتاج إلى حكام بل يحتاج إلى شعب , يقهر المجهول بخطط وبرمجيات وأفق علمي أوسع , فالحل الاقتصادي للمنطقة والشباب العربي هو الكفيل بتحقق الهدف الحضاري للأمة الشجاعة.
Althulaia72@gmail.com