عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين طهران تايمز تحذر الحوثيين .. أنتم الهدف الثاني بعد بشار الأسد
مأرب برس - غسان شربل
ماذا لو قيض لصدام حسين، وبعد أربعة أعوام من ذلك المشهد في ساحة الفردوس، ان يطرح من قبره بضعة اسئلة. يستطيع ان يوجه كلامه الى العراقيين سائلا: هل تعتقدون ان اوضاعكم اليوم افضل مما كانت عليه قبل اربعة اعوام؟ وكيف تفسرون ان عدد القتلى خلال فترة غيابي القصيرة يفوق بأضعاف عدد الذين سقطوا إبان حكمي الطويل؟ هل تعتقدون ان ممارسات اجهزة الاستخبارات البعثية كانت بقسوة ممارسات المقاتلين الجوالين و «فرق الموت»؟ واذا كان نظامي هو المشكلة فلماذا تكاثرت الجنازات على رغم غيابه؟ ولماذا تفرون الآن الى الدول المجاورة او تبحثون عن ملجأ في بلدان بعيدة؟ ويمكن ان يختم حديثه اليهم بعنجهيته المعهودة: كنت ظالما في العراق لكن العراق كان موجودا واليوم تضاعف الظلم وتضاعف الظلام ولم يعد العراق موجودا.
يستطيع صدام حسين ان يسأل العرب ايضا: هل يمكن القول ان اوضاعكم اليوم افضل مما كانت قبل اربعة اعوام؟ وماذا عن الخلل الفاضح في موازين القوى في الاقليم تجاه العدو الاسرائيلي أولاً ثم تجاه الجار الايراني ثانيا؟ أولا تشعرون ان سقوط «البوابة الشرقية» كان باهظ الثمن وانه كشف المنطقة العربية ودولها امام الاجندات غير العربية في المنطقة؟ صحيح انني كنت عنصر اضطراب ولكن المخاوف التي اثارها نظامي لا تقارن اليوم بمخاطر الفتنة المذهبية التي تبث سمومها في عروق الأمة مهددة وحدة دولها وتماسك مجتمعاتها ومستقبل شعوبها ومصير ثرواتها؟ وهل صحيح ان دولة كبرى على طريق الولادة في الاقليم وان العرب سيقيمون كالأيتام بين قنبلتين وترسانتين؟
ويستطيع صدام ان يسأل اميركا وحلفاءها في الغرب: هل تعتقدون فعلا ان العالم بات اكثر أمانا بمجرد شطبي من المعادلة؟ وأين هي الديموقراطية التي قلتم ان نموذجها المشع سيبدأ من بغداد؟ هل تعتقدون ان المغامرة في العراق عززت فرص كسب الحرب على الارهاب ام اضاعت هذه الفرص؟ وماذا عن تحول العراق معهدا ميدانيا لانتاج اجيال جديدة من الانتحاريين؟ وهل هذا هو الشرق الاوسط الجديد الذي روجتم له؟ وهل التعايش مع مقتدى الصدر مثلا اقل كلفة من التعايش مع صدام حسين؟
في التاسع من نيسان (ابريل) 2003 اسقطت دبابة اميركية تمثال «السيد الرئيس القائد». خرج كثيرون الى الشوارع مبتهجين وانهالوا على الصور والتماثيل ورموز النظام البائد. لم يكن يومها من حق صدام ان يطرح الاسئلة التي يطرحها بعد اربعة اعوام. طرحه الاسئلة لا يعفيه من المسؤولية ولا يخفف من ارتكاباته الفظة في الداخل والخارج. ذهب صدام بأوسمته وفظائعه. تركناه يسأل لنسأل عن العراق فهو من لحم أمتنا وضرورات التوازن والأمن.
بعد أربعة أعوام يقترب عدد القتلى من عدد اشجار النخيل. لقد ارتكب رجل اسمه جورج بوش حماقة شاسعة تنذر بنكبة كاملة للعراق والأمة وتنذر بخسائر بعيدة المدى لأمن المنطقة والعالم وبأثمان باهظة لبلاده. وفي العراق لم يحسن الذين توهموا الانتصار ادارة انتصارهم. ولم يحسن الذين شعروا بالخسارة سلوك طريق الحد من الخسائر. انتصرت خيارات الثأر واليأس والانتحار. ذهب صدام حسين لكن النكبة لا تزال في البدايات.