شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم
عندما بدأنا اعتصام الثورة كنت أدرك أننا نسجل حدثا استثنائيا في تأريخ اليمن فضلا عن حياتنا وعندما بدأت الجماهير بالتوافد إلى ميدان التغيير بصنعاء كنا ندرك أن تحولا مفصليا يحدث في طريقة الناس في التفكير وفي التعبير أيضا وفي تقبل الآخر، ووجدنا فرصة حقيقية لتواصل مكونات المجتمع مع بعضها البعض، وفهم بعضها البعض وجها لوجه دون وسيط، وكنا ولازلنا ندرك أننا نواجه قوة عسكرية ومخابراتية في غاية القبح والدناءة يمكنها أن تفعل كل شيء وأي شيء من أجل بقاء الفاسدين يمتصون دماءنا ويوقفون عجلة الحياة بسيطرتهم على مقدرات الدولة دون مشروع يذكر سوى البقاء لأجل البقاء .
واليوم نجد هذه القوة التي بنيت من مال الشعب وقوته تسخر إمكاناتها لقتلنا وخطفنا وتعذيبنا .. ومع كل ذلك العمل على الدس الرخيص فيما بيننا ومهاجمة أعراضنا والعزف على وتر الأخلاق .. هم الذين دمروا أخلاق المجتمع على مدى عقود.
قفز أقزامهم هنا وهناك بزي مدني وعسكري وبرتب عالية ومنخفضة، ملتحون وآخرون بلا لحى من مختلف الأعمار لتأدية مهام قذرة طالما كانت مكشوفة وتنم عن غباء بلا حدود .. يكفيهم غباء أنهم يعملون لصالح فرد ضد المجتمع.
الأقزام الذين يجتهدون لإعادة عقارب الساعة للوراء ومواجهة إرادة الشعب بخدمة الفرد وجهوا لقلبي طعنات قاسية باستخدامهم شعار الثورة والإسلام للاعتداء على نساء عزل من أي سلاح سوى إيمانهن بالله والثورة خاليات من أي انتماء لغير قيم المدنية والعدالة والمساواة، خرجن إلى الميدان قبل أن يخرج المؤتمرون بأوامر الجيش والتنظيمات السياسية ويخاطرن بأرواحهن طوال الوقت دون طمع في مال أوجاه ولو شئن كلهن أو بعضهن لوجدن المال والمنصب والدعم والتلميع مقابل الصمت فقط غير أن صدقهن وطهارتهن أكبر من المغريات والمطامع التي لا تكبر إلا في عيون الصغار .
لا أدري من أي مخزون شر استمد أولئك كل تلك البشاعة ليوجهوا لقلبي كل هذا الوجع والألم وأنا أكتشف أن أمي وأختي تعرضن للضرب والخنق والنشل ولكل تلك التهديدات غير الأخلاقية بتدمير السمعة وتلفيق الصور والإعدام أيضا.
كيف تغاضى شرف العسكرية عن عقيد ومقدم يتناوبون على ضرب أروى عثمان وخنقها وتكسير كامرتها وتهديدها باعتقال طفلتها إلى المعسكر.
كيف يمكن لمدعي تدين أو انتماء لحزب ديني أن يموت ضميره وهو يعتدي على انتصار سنان وهدى العطاس بالضرب، كيف يمكنني أن أتصور أن الدين هو ما دفع أولئك الشباب إلى اختراع كل تلك الافتراءات والأكاذيب وهم يدركون أنهم يكذبون ويفترون كذبا أمام الله قبل الناس؟ كيف يتسق لمن خرج ضد الظلم والإقصاء والفساد أن يمارس هذه الانتهاكات البشعة من ظلم وتهميش وإقصاء بحق رفاقه وهو لايزال معهم في الشارع يقتسمون مشروع موت واحد ويسعون فيما يفترض لحياة جديدة خالية من عقد الماضي وأزماته؟.
الأقزام يعملون بكل جهدهم لتحريض الشباب الثائر على بعضهم البعض هذا إصلاحي وهذا حوثي وهذا قاعدي وهذا متخلف وهذا متعلمن وهذه رجعية وهذه متبرجه وهذا مصور لقناة سبأ وهذه مدسوسة من قناة اليمن ولا مدسوس سوى من يحاولون بيأس دس سمومهم في عروق تنبض بالحياة وبحر ثوري نظيف يطرد الجيف بسرعة.
أحيي هؤلاء النسوة اللواتي ضاق بوجودهن الرئيس ذرعا وهن من خرج على الظلم قبل الأحزاب ورفعن أصواتهن في وجه الفساد قبلهم ونالهن من الأذى وفقدان المصالح الكثير قبل أن يتخيل بعض قادة الأحزاب مجرد خيال أن نقول بصوت جماعي لعلي عبدالله صالح لا، كن هن يدافعن عن من يعتقل أو يؤذى من أي جهة أو توجه كان أو يظلم من قبل أجهزة الأمن التي انتهكت كرامتنا وأخرست ألسنتنا زمنا طويلا دافعن عن محمد المقالح الاشتراكي كما دافعن عبدالكريم الخيواني الهاشمي كما دافعن عن عبدالإله حيدر الإسلامي وتقاسمنا معهن الشمس والبرد والتراب أمام الأمن القومي والأمن السياسي في نهارات رمضان واعتصامات الثلاثاء في ساحة الحرية التي كانت تمثل قدسية كقدسية الصلاة .. كيف لا وهي خير الجهاد !
وعندما كان يصمت الخطباء ويداهن العلماء ويدعوا المنافقون إلى الحكمة والتعقل كان هؤلاء النسوة يكسرن حواجز الصمت ويكفرن بالصنم الطاغوت وأنتم لا تجرؤون حتى على المشاركة في اعتصام سلمي أو وقفة احتجاج .. وكثير منكم لا يبذل حتى الدعاء للمظلومين.
هناك من يقول أن هذا الموضوع أخذ اكبر من حجمه وهذا غير صحيح لم يأخذ الموضوع أكبر من حقه ولا أخذ حقه بالمرة بل انحرف عن مساره بفعل تصرف جهات وأشخاص (يحبون الثورة كثيرا) فسعوا ويسعون بكل ما أوتوا من إمكانيات لتصعيده على المستوى الإعلامي وفي نفس الوقت يعرقلون أي عملية تحقيق عملية ويعلنون رفضها ويسوقون في سبيل ذلك مبررات هشة لا يصدقها سواهم وستتجاوزهم المرحلة بكل تأكيد وبالتأكيد سيذكر لهم تأريخ الثورة هذا الجميل.
وبالطبع فإن عرقلة التحقيق في أي جريمة هو جريمة أخرى لا تقل عنها بشاعة ليجعلوا من أختي وأمي وزميلتي ضحايا مرتين .. مرة لحمقى ومغفلين ومتطرفين تأخذهم نشوة الزحام وتخدعهم أكاذيب يصنعونها لبعضهم البعض ويبنون عليها المواقف والرؤى، ومرة أخرى لاستغلال مظلمتهن من قبل زملاء وزميلات لا يقدرون حجم الألم وأهمية الإنصاف بقدر ما يسعون لتسجيل مواقف وكسب رخيص على حساب كرامة وسمعة زميلاتهم وحقهن في العدالة والإنصاف والتعويض والاحترام.
هؤلاء (المحبون للثورة) لفقوا عني وعن أخي المحامي والناشط الحقوقي عبدالرحمن برمان روايات مفبركة لا يمكن أن نقبلها عن غيرنا فضلا عن أن ننقلها أو نتبناها ولا أدري ماهو غرضهم من ذلك ومنهم من أعرفه منذ سنوات يجمعنا الهم العام وتوحدنا الكثير من القضايا والمواقف وألتمس لهم دائما الأعذار وأعاملهم على أساس حسن النوايا وأجد منهم اليوم هذا الطعن والتلفيق لغرض لا أعلم سره ولا يهمني ، كل ما يهمني أن تسير عملية التحقيق بشكل سليم وتخرج بنتائج حقيقية.
وكما أسجل تقديري لإخواتي ودفاعي عنهن وعن صدقهن وحقهن في الإنصاف فإنني في ذات الوقت لا أنسى أن أسجل تقديري للجنة النظام في ميدان التغيير الذين يواجهون حربا أمنية شرسة ويسيرون عملهم بأقل قدر ممكن من الأخطاء وبشكل يثير الدهشة والتقدير مع عدم تبريري لخطأ أي منهم بحق أي كان.