تصريحات الدكتور القربي ...تثير القلق والخوف ؟
بقلم/ د: عبدالله الشعيبي
نشر منذ: 17 سنة و 6 أشهر و 7 أيام
الخميس 21 يونيو-حزيران 2007 05:43 م

مأرب برس ـ لندن ـ خاص

نفرح عندما نسمع ان هناك مثقفين واكاديميين يتحملون مسؤوليات كبيره في مؤسسات السلطه .. ونابع فرحنا انهم ممكن يكونوا عوناً للبلد والشعب وعوناً ايضاً للنظام في تسيير امور الحكم بما يحقق مصالحه ... لكن ان يكون هولاء مجرد ا أصوات تتحدث  بتوجيهات عليا ومن غير رقيب او حسيب فهذا لايعني الا انهم قد تخلوا عن مؤهلاتهم ولبسوا ملابس اخرى مجرده من كل التقاليد الثقافيه والسياسيه والاكاديميه وتلك مشكله مستعصيه تدعوا للغرابه والدهشه والخوف في نفس الوقت ... ربنا يعين .

 المهم نعود لموضوعنا وهو الخاص بالدكتور ابوبكر القربي وزير الخارجيه في بلد مايسمى بالسعيده ...اليوم نطالع تصريحاته الاخيره والتي يقول فيها :

(وبالنسبة لما يطرح في وسائل الاعلام من وجود دعم ايراني رسمي لهذا التمرد لدينا ادلة ان حوزات ايرانية في ايران وحول ايران وجهات غير حكومية في البحرين ارسلت دعما الي هذا التمرد.).

بالامس القريب ابترع القربي هو وشله من رموز النظام لاتهام ايران وليبيا بدعم جماعة الحوثيين ..و اليوم يتحول اتهامه الى جماعات غير حكوميه ثم يضيف البحرين على قائمة الاتهام ... الرأي العام من حقه ان يتابع ويتعجب ويمزمز على شفائفه دهشةً فقط ولايحق له ان يطالب بمعرفة الحقيقه( مع انه من حقه ان يعرف الحقيقه من دون تزييف وتلوين ) وكيف تحدث هذه التناقضات في امر يخص السياده ؟ هل اصبحتم نفتقدون لابسط معايير الكياسه ان لم نقل الدبلوماسيه ؟ من يستطيع تصديق سيادتهم بعد كل هذه المتناقضات ؟ وربما قد يأتي بعد ايام من يصرح بأن أمريكا او بريطانيا أو المانيا هما من يقفان خلف تمرد الحوثي وكل مشاكل اليمن منذُ زمن طويل !!! .

  ويقول الدكتور الفربي :(ولدي سؤاله عما اذا كان يعتبرهم ارهابيين؟ قال: هم يظلون يمنيين، وقد غرر بهم، واعمالهم تتسم بالارهاب، ولكن الحكومة اليمنية لا تقفل باب الحوار السياسي مع احد) . 

  ان كان الحوثيون ارهابيون واصبح من حقهم تشكيل حزب سياسي فمن اعطاهم صك البراءه؟ وهل هكذا تدار السياسه ؟ وكيف صنفوا ارهابيين ومن الذي صنفهم ؟ وهل وكيف و و ؟ وغيرها من الاسئله الغريبه والمثيره للدهشه ... وكيف يكون الحوار السياسي مفتوح مع ارهابيين وغير مفتوح مع المسالمين ... شخصياً لااعترف بأتهامات النظام اليمني للحوثيين بالارهابيين وقد كتبنا على ذلك الكثير ولكن كما يبدو ان الامر لايخرج عن اطار الصفقات التي تطبخ على نار هادئه بين النظام والحوثيين بهدف الالتفات الى المخاطر التي تهدد الوطن من شرق وجنوب البلاد ... واتمنى ان لاتكون هناك صفقه من اي نوع سوى صفقة حقن الدماء اليمنيه واعمار الوطن وتحقيق العداله والمساواه بين مختلف مكونات المجتمع اليمني ... هناك عمى في الالوان كما يبدو ولكننا لانعرف من هو المصاب بها هل هم رموز النظام أم غيرهم من العباد .. ولله في خلقه شئؤن ..؟.

وكلام القربي يذكرني بحديث سابق له مع المغتربين في بريطانيا وقد كنت احد الحاضرين – قبل ان يكون وزيراً للخارجيه – حيث لم يحتمل النقاشات والانتقادات فتحولت ثورته الغير مبرره الى توجيه الاتهامات الباطله الى منتقديه حيث وصفهم بالعماله والخيانه للغرب بينما معظمهم يعيشون من صندوق الحسنات البريطانيه وليس اليمنيه (واو... لو كانت يمنيه الله يعينهم ستكون من المنجزات الوطنيه العملاقه وسيكون عليهم التزام الصمت والاكثار من الدعاء للمانحين وليس لانفسهم وعائلاتهم واولادهم.. اللهم سترك ) ... فقلت حينها :

  أذا هذا الكلام يصدر من مثقف واكاديمي وسياسي فماذا ننتظر أن يحدثنا من غير بيئته وطبقته... من هنا فأن تصريح القربي الجديد أعادنا الى تذكر مافات ومن ثم التحسر على الطريقه التي تدار بها اليمن .. طريقة التناقضات والاتهامات وصكوك الوطنيه والخيانه .

  من هو الارهابي ومن هو الخائن ومن هو العميل ؟ أنها تهم جاهزه ولكنها ممجوجه وقبيحه ولايمكن لعاقل ان يصدقها من اجهزة ورموز تعودت على أطلاقها جزافاً على كل من يقول لها :لا.

  ومن حقي وانا اسمع مثل ذلك بأن اشعر بالغثيان والخوف على مستقبل اليمن ... ولم اسمع قط عن انظمه تدار بالتناقضات والتخوين والاتهامات والمزاجيه.

 قلبي معك يايمن وشعب اليمن .

 عبدالله الشعيبي

 كاتب وباحث بريطاني- يمني