هل التغيير الرئاسي يجب ما قبله ؟
بقلم/ اكرم الثلايا
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 25 يوماً
السبت 02 إبريل-نيسان 2011 08:32 م

لم يجمع المواطنين في السلطة والمعارضة قبل اليوم على ان الفساد السائد في اليمن أهم سبب لمطالبتهم بالتغيير الرئاسي , بل وتجاوز البعض ذلك للمطالبة بمحاكمة رئيس الجمهورية عن جرائم الفساد المالي بحق الوطن إضافة لنهب الحقوق والأموال كالأراضي والضياع وغيرها من المظالم , والحق أقول إني مع هذا الرأي إذا لم تعقه تسوية سياسية بين أحزاب النظام التعددي السياسي , فالسياسة في بلادنا أعلى من القضاء , والحق أقول أنه لا يعقل أن يكون رئيس الجمهورية يمارس الفساد بكلتي يديه , فلا بد من أعوان وقادة استخدمهم لذلك وأحزاب وشخصيات عريقة تواطأت معه إذا ما جزمنا بهذا الفساد العريض الذي عمم في البلاد , ولا يعقل أن يكون كل موظفي الدولة اليمنية هم من المؤتمر الشعبي العام , فالدولة والحكومة ومرافقهما المدني والعسكري تحتضن ضمن قياداتها وكلاء وزارت وقيادات عسكرية وقيادة ألوية ومدراء عموم ورؤساء مؤسسات وهيئات ونوابهم من الحزب الحاكم ومن أحزاب المعارضة ومستقلين .

- إذن من منطلق مبدأ العدل والمساواة الذي نطالب به من مستقلين ومن أحزاب اللقاء المشترك , ولست متحدثاً باسهم جميعاً ولكني واحداً منهم وأحاورهم , علينا كمطالبين بالتغيير الرئاسي أن نؤكد ونضمن ثورة التغيير المطالبة بمحاسبة ومعاقبة ومحاكمة من مارسوا الفساد في عهد الرئيس صالح من كلا الفريقين في السلطة والمعارضة الحالية في عهد أي حكومة قادمة , وإلا فأننا نساوي بين الثورة الشعبية السلمية وبين دخول غير المسلم الإسلام , ونمح المفسدين فتوى شرعية بالبراءة الأصلية التي لا يمنحها غير الله الخالق سبحانه وتعالي , ونعطي المفسدين ملاذا أمن للتبرؤ من كل ما نهبوه من أموال وأراضي وحقوق للوطن في عهد الرئيس صالح , وقد رأيت بأم عيني نحو مائة مفسد من النظام الحاكم ممن نهبوا المليارات ونعموا بالقصور والضياع ونهبوا الأراضي وخصوا من قبل النظام الحالي بأفخر السيارات الفارهه في أوساط شباب التغيير في ساحة جامعة صنعاء , وكمواطن وصحافي مستقل واكب شباب الثورة والتغيير في مظاهراتهم من أول يوم بالصوت والصورة , أطالب أحزاب اللقاء المشترك وقياداتها وكل أقطاب العمل السياسي أين كان , ان يحددوا موقفهم الصريح والعلني عن من مارسوا الفساد بكافة أنواعه والتزام كل الأحزاب وأي حكومة وطنية قادمة صراحة بمحاكمة المفسدين من أي الشرائح السياسة كانت عن فسادهم الذي مارسوه منذ قيام الوحدة حتى تغيير النظام الحالي , فالفساد هو الحجة الرئيسية التي نطالب تغيير النظام بسببها , ومن باب أولى ان نبدأ بأنفسنا وبمن ألتحق بالثورة من المفسدين السابقين ومحاكمتهم لنضمن لشباب اليمن ثورة نظيفة وحكم نقي من الفساد , أم أن الثورة من أجل التغيير تجب ما قبلها من ممارسات الفساد ضد الوطن والمواطن وتمنح البراءة الأصلية التي يخلقها الله سبحانه وتعالى وحدة ؟

althulaia72@gmail.com