مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
كم يؤلمني أنه في هذه الملحمة المباركة ما زال هناك من يعيش بعقلية الماضي وأفكار الأمس من تفرقة وتمايزات .. وأنه ما زال الانتماء الضيق يسيطر على عقليات بعض الفئات التي طوال وقتها تجيد فن التلون والانكفاء وتجد لها أذانا صاغية من أصحاب الأهداف الشخصية وفاقدي المصالح والامتيازات .. بينما لا يزالون في بيوتهم وبين أهاليهم يتنعمون بالراحة والسكينة .. فلا هم بالذين تواجدوا معنا ليثبتوا انتمائهم ووطنيتهم ويقوموا بنصرة قضيتهم وثورتهم ولا هم بالذين خجلوا وصمتوا وكفوا عنا أذاهم .. فهم ينظرون للأمر من فتحة المصلحة ويسيطر عليهم هاجس واحد من المسيطر ومن المستفيد ؟! وغيرها من الأوهام .. يفكرون في من سيحكم قبل تحقيق النصر ومن سيكون له الفضل قبل التمكين .. متناسين تماما أن هذه البلبلات تثير ضعفا في الصف وانهزاما في القوة .. هم لا يميزون بين فقه المراحل والمواجهات .. هم أقرب للهدم من البناء وللتفتيت من الدعم .. ألا فليعلموا أن الانتماءات حق لكل فرد ورفع الرايات مكفول للجميع ولكن في غير هذه المرحلة .. اليوم تناسى كثيرون جماعاتهم وأحزابهم وثاراتهم ومشاكلهم مع غيرهم والتحم الصف وجلس الملتزم مع غيره من المفرطين وتصادق الأمي مع المتعلم .. وتقاربت كثير من النفوس والطبائع التي كانت بالأمس متنافرة ويظن أنه من المستحيل تقاربها .. وحينما كتبت المقال السابق لاحظت من التعليقات أن البعض يظنها فنتازبا أو أوهاما غير واقعية .. والفنتازيا لا توجد عند شباب الثورة في المخيم .. الشباب الذين لفحت الشمس وجوههم .. وتشقق جلدهم .. واحمرت عيونهم من حبات الرمل وعصف الرياح .. ليس من أجل مال ولا كرسي ولا جاه .. ولكن من أجل أن تحيا يا صاحب النوم والثرثرة حياة كريمة سعيدة .. هم يضحون وانتم تضحكون .. هم يسهرون حراسا وانتم في نومكم تغطون .. هم يأكلون الطعام مخلوطا بالتراب وانتم تتلذذون بالفاكهة ولذيذ الشراب .. ثم يأتي ناعس وجهه مكسو بأنواع شتى من الكريمات وشعره مطلي بالدهانات .. ليقول سرقتوا ثورتنا .. لو كنت صانعها لعرفناك بغبار الثورة وتراب النضال .. ولو كنت من شبابها لميزناك بخير الكلام ومحاسن الأفعال .. ولعرفت أن المرحلة اليوم ليست تابعة لأفراد ولكن سيطر عليك رهاب الإقصاء ووهم الإبعاد فأصبحت لغيرك حاكما وقاضيا وجلادا.. الثورة اليوم ليست ملكا لأحد .. الثورة شعبية شبابية وطنية .. اختلطت فيها أصناف الأمة وفئاتها .. بانتماء أو بدونه .. والفنتازيا والنرجسية هي عند أولئك المبلبلين الواهمين أنهم أهل ثورة ونضال والواقع يشهد لهم باللؤم والداء العضال .. وإلا فما فائدة أراجيفهم ولمن تعود بالنفع في هذا المقام .. أليست للتفرقة والانهزام .. وللتشكيك والأوهام .. ونشر قيل وقال وكثر الكلام .. وكم أحترم كثيرا من الشباب الذين حبسهم عن التواجد معنا مانع شخصي ولكنهم يزوروننا بين الحين والأخر ويشجعوننا بكلمة طيبة تجسد قوة أخوتهم وتلاحمهم مع شباب الثورة .. ابتسامتهم فقط تبعث فينا أملا وقوة .. وهناك غيرهم لم نتشرف بزيارتهم ولكن بعلم الله أنهم معنا قلبا وقالبا ويثنون على الثورة وشبابها فلهم جميعا كل تحية وتقدير .. ولكنني أعتب على أولئك المرفهين .. أصحاب التنظير من غير دليل ولا برهان ! فهلا قالوا خيرا أو صمتوا فكان خيرا لهم
وبالعودة إلى المآثر الطيبة في مخيمنا المبارك نستعرض ما يلي :
ـ الشيخ الجليل عضو هيئة علماء اليمن ومعه مشايخ وزملاء آخرون منضمون معنا .. يقومون بدورهم على أكمل وجه في لجان المخيم دون تكبر ولا ترفع .. رأيته عصرا بين شباب صغار يسألونه عن أمور دنيوية ودينية .. ويحادثهم بوجه منبسط منشرح لم يتأفف من لبسهم ولا من تسريحة شعورهم ولا من غيرها مما يحبه الشباب ويهواه .. وبين مغرب وعشاء كان يحاضر في أفراد المخيم مذكرا بالصبر والثبات غارسا في النفوس الثقة بالفرج القريب .. وهالني أن رأيته قرب منتصف الليل حارسا نظاميا بقرب بوابة المخيم الأمامية وأصابعه تسبح بحمد خالقها .. بينما تقبع في هذا الوقت أجساد في فراشها دافئة أمنة تحت دثارها .. ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .. ولكن ليتهم قبل نومهم قالوا : اللهم نصرك الذي وعدت .. فذلك يكفينا ..
ـ قبل وجبة الغداء أقبلت مظاهرة قوامها حوالي عشرون طفلا بين الثامنة والثالثة عشرة سنة .. طافوا ساحة المخيم واستقبلهم الأخ صالح الكديم مرحبا بهم وطالبا منهم الجلوس حلقات من خمسة أفراد للغداء .. وكانت المفاجأة الكبرى أن رد عليه أحدهم ما أتبنا للغداء ولكننا نقوم بواجبنا في المساهمة بإسقاط النظام .. وخرجوا من بوابة المخيم إلى الشارع يجوبون الطرقات .. مرددين الشعار الجميل .. الشعب يريد إسقاط النظام .. ومن رفع السماء إنهم خير من كثيرين يريدون فقط الغداء والمأوى وخير ممن يحركهم هاجس الدنيا والهوى .. فلا نامت أعين الجبناء !!
ـ كان مشاركا معنا في المخيم حينما أقبلت إحدى القبائل علينا مؤيدة وداعمة لنا .. وهي قبيلة أخواله وبينهم ثار قديم عتيد .. قال : فاستقبلتهم مع المستقبلين وإذا بينهم خالي الذي لم أصافحه منذ 16 عاما .. وبعد انتهاء مراسيم الاستقبال من الزوامل والكلمات اقتربنا من بعضنا ونظر أحدنا للأخر مليا .. مضت سنون قست فيها القلوب .. وامتدت الأيادي لتتصافح بعد سنين القطيعة .. قال : ورميت نفسي عليه فتعانقت قلوبنا قبل أجسادنا واختلطت الدموع بالكلمات .. اللهم أزل وأسقط من غرس فينا الجاهلية وشجع الثارات ..
ـ اليوم لم تعد الثورة ثورة إخوان فكلنا في ميادين الثورة إخوان .. ولا مشترك فكلنا في سبيل تحقيق نجاحها نشترك .. ولا إصلاح فالجميع يسعى للفوز والفلاح .. اليوم الجميع صف واحد .. غاية واحدة .. شعار واحد .. وبعدها فلنسعى جميعا في توحيد الصف وجمع الشمل لتحقيق الخير والصلاح لهذا البلد ولأهله الخيرين الطيبين .. فكفانا من طعن الظهور ودسائس الخفاء فما وجدنا منها إلا الألم والشقاء .. فهل من متعظ ومعتبر
فليكف الصائدون عن صيدهم .. فليس فينا أرنب ولا غزال تتصيدونها .. أمامكم رجال فقهوا المسألة ودرسوا أثارها .. عرفوا اللعبة وأجادوا فنونها .. أمامكم شباب يدركون جيدا أن القضية باتت واضحة من عنوانها ..