ارحل مشكوراً.. قبل أن ترحل ...!
بقلم/ رياض الأحمدي
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 19 يوماً
الثلاثاء 08 مارس - آذار 2011 11:02 ص

حتى كثير من الفاسدين قد يصبحون صالحين، بعد رحيله.. لأنه من أفسد كل جميل في هذه البلاد.. وما فسدوا إلا اقتداءً به.

يقولون: لماذا لا يقوم الرئيس بإقالة الفاسدين؟ لأنه موجود على رأس معظم قوائم الفاسدين، وكلما طلب قائمةً للنظر فيها تجاوباً مع الضغوط، وجد اسمه أولاً.. فمؤخراً كشفت تسريبات عن أن اسم الرئيس صالح على رأس قائمة الـ16 الناهبين للأراضي (قائمة باصرة – هلال)..

لا مقارنة بين حسني مبارك في مصر وعلي صالح في اليمن ، لأن الأول رجل وطني متعلم شارك في حروب ضد الصهاينة، ولم يجير الدولة لصالح أسرته، أو لم يخطط لنظام جمهوملكي على طريقة صالح.. مع أنه نظامه كان ديكتاتورياً.. إلا أن نظام صالح كان بلطجياً، وما الانتخابات سوى وسيلة لشرعنة الفساد.. وإلا متى أدت إلى التغيير؟

الحرس الجمهوري، القوات الخاصة، الأمن القومي، قوات المشاة جبلي، الحرس الخاص، الأمن المركزي.. كلها قوات تتبع لعلي عبدالله صالح بقيادة أقاربه.. وتم فتح جبهة صعدة ودعم الحوثي لإهلاك الجيش الوطني واستبداله تدريجياً بالجيش العائلي الملكي الذي لا يتبع للداخلية أو للدفاع.. والأسلحة الحديثة منذ سنوات تذهب لأقاربه..

تخيلوا قدم رئيس معارض بانتخابات من الشعب والرئاسة محاطة بكل هذه القوات التابعة لهذه الأسرة؟ ما فعالية رئاسته؟ وكم سيعيش؟

ليس طاغية، وإنما رجل يدير اليمن بعقلية زعيم العصابة، وتفكيره لم يتطور يوماً.. وكل ما تم بنائه من قصور وبوابات ضخمة.. كانت معدة له وعائلته لا لأي رئيس آخر..

أهلنا في المحافظات الجنوبية والشرقية، مثلهم مثلنا، يأسوا من التغيير، لكنهم رأوا في سكوتنا ما يستدعي إنكارنا.. وعندما تحركنا اليوم يمناً واحداً ضد الفساد ، بالتأكيد شعروا أننا شعب واحد.. وأحسوا بذنبهم عندما بالغوا في الخطاب الانفصالي، لأن الحراك لو استمر بدون شعارات انفصالية ربما أنه وصل إلى المحافظات الشمالية منذ زمن..

أغلب من انضموا للمؤتمر من الوطنين ، انضموا ليس لأن علي صالح هو الأفضل أو لأنهم يحترموه، بل لأن التغيير ميؤس منه، ولهذا بدأوا بالاستقالة عندما شاهدوا الثورة بالتزامن مع سقوط بن علي ومبارك.. وهناك الآن الآلاف من الشرفاء في المؤتمر وفي الحكومة من يعتبر الثورة ثورته هو.. وإنجاحها واجب، وإن لم يعلنوا ذلك..

الرئيس هو رأس الفساد والجهل والعجز.. وعشرات الآلاف من اليمنيين في الساحات مستعدين للموت من أجل تخليص الوطن من زعيم العصابة وعائلته الحاكمة.. والملايين من خلفهم..

إذن يرحل.. يرحل ونحن لنا الله، وشعب اليمن العظيم يعيش منذ آلاف السنين، لن يصيبه أذى بإذن الله برحيل هذا الشخص، ولم تعد البلاد قابلة لبقائه كرئيس لها، حتى شهر واحد.. فهو يهددنا بأننا شعب مسلح، ونحن نقول له نحن شعب حكمة وإيمان وحب ومودة، ويهددنا بتشطير الوطن، ونحن نقول له نحن شعب واحد عظيم قادر، وشباب الثورة هم من سيحمي وحدة الوطن بإذن الله.. وما أنت إلا أكبر خطر على الوحدة، وليس أدل على ذلك من عدم قدرتك على إخراج 5 متظاهر مؤيد لك في عدن مثلاً...

ارحل اليوم قبل الغد ليحترمك التاريخ.. أما الدماء والمزيد من الزيف والكذب والدجل وإهدار المال العام لإخراج مظاهرات زائفة لتضليل البسطاء، فوالله لن يزيدنا سوى إصرار ويومها سوف يتم ملاحقتك في المحاكم الدولية، والشباب مستعد للموت من أجل حياة شعب هو ثاني أقوى الشعوب في الوطن العربي.. وأقدم شعب في العالم وكل ما يعانيه اليوم من تخلف وفقر وانقسام هو محصلة سياساتك.. ولن نقبل بدفنك أو أيٍ من أفراد عائلتك في أرضنا.. ولك أن تختار..

إما الاستقالة والتنحي اليوم بدون دماء وسوف يذكرك التاريخ بالخير، أو الغوص في الدماء والفساد ويومها ستكون المطالب قد زادت أضعافاً مضاعفة.. وتذهب إلى مزابل التاريخ.

ارحل..

وهذا ما يقول الناس..

هذا ما توصلنا إليه..

ألا تفهم؟

هي كلمةٌ أدبية محدودةٌ من قبل..

أضحت معبراً نحو الحياة بلا تذلل أو نفاق..

نجدك لم تفهم..

وتبحث عن حشودٍ لا تفكر.. أنت قاتل وعيها يا عجز..

وكم من قلةٍ قالت هي الشعب المجيد.. وبأسها لشديد..

وتقول: من يرحل؟

كأنك لا تعي من أنت؟

من أنت؟

يا من لم تعد تحصى ذنوبك..

عرقوب عصرك..

لص هذا الشعب..

مفجر الأزمات..

يد الجهل التي ملكت زمام الشعب..

وانتشرت..

ومزقت البلاد مع العباد مع القيّمْ.. !

ارحل...

ولن نقبل..

ولن نعطي..

ولن نرضى..

بلصٍ كاذبٍ ما دام فينا أي نبضْ..

ارحل..

ولا تعمل..

ولا تأمل..

فان إرادة الضعفاء لا تثنى.. ولا تُخذل..