للرئيس والحوثي والمشترك والثوار!
بقلم/ رياض الأحمدي
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و يومين
الثلاثاء 22 فبراير-شباط 2011 10:10 ص

من موقع المتابع والمتواجد وسط ثورة الشباب منذ اليوم الأول لسقوط بن علي.. والتي تطالب "علي" باللحاق بالأول.. أكتب ما يلي:

للرئيس:

لم تفهم بعد أن ما يحدث في الشارع ليس له علاقة بحوارك مع أحزاب اللقاء المشترك وإن كان ذلك مؤثراً بدرجة أو بأخرى، إنما خرج الشعب للمطالبة بحقوقه ووطنه بعد أن كسر الأحرار في تونس ومصر حاجز الذل والعجز.. فمصر مثلاً ليس فيها مشتركاً.. ولا حميداً.

من في الشارع الآن لا يحلمون لافتات المشترك ومطالبها.. إنما هم شباب وكوادر من مختلف مناطق اليمن .. يبحثون عن اليمن السعيد المليء بالمقدرات والإنسان والتاريخ.. عن الوطن الذي حلموا به ولم يجدوه.. عن مستقبل بلا صالح.. ذلك الذي يعد ويخلف.. ولا يستطيع أن يصلح؛ حتى وإن أراد..

من في الشارع أغلبهم من المستقلين، وفيهم من المشترك والمؤتمر ويطالبون الآن برحيلك.. لأنهم سئموا كلامك المطول ومشاريعك العاجزة.. وهم لا يحملون صور الشمس أو النخلة أو الحصان ولا يحملون مطالب الحوثي والانفصال.. بل يرفعون صور أبي الأحرار اليمنيين محمد محمود الزبيري والشهيد علي عبدالمغني.. ويريدون مستقبلاً أفضل لليمن.. لا أن تتقاسم السلطة مع المشترك والحوثي.. هل تفهم.. ما كان مطلب الأحرار؟

من خرج اليوم هو الشعب القوة الكبرى المسالمة التي تحمل مطالب الشعب كاملاً، وهم لا يحملون مطالب طلاب جامعة صنعاء أو عدن، بل يحملون مطالب مئات الآلاف من الشباب الذين لم يتمكنوا من دخول الجامعة وبعضهم لم يكمل الثانوية أيضاً.. ويحملون مطالب الجندي والمدرس.. الخ.

لم تفهم.. إن من في جامعة صنعاء وساحة الحرية بتعز وكريتر والمنصورة والشيخ عثمان وإب والحديدة والبيضاء وحضرموت.. هم من جميع الشباب يحملون الأقلام فقط.. ويرددون "بالروح بالدم.. نفديك يا يمن".. وهم يمثلون الملايين التي لم تحضر..

لم تفهم أن الصندوق لا يعني هؤلاء، لأنهم لا يريدون السلطة كما تزعم أنت، بل يريدون زعيماً يحترم الشعب ويفهم الشعب، ويحقق للشعب آماله.. يريدون أولاً دولة عادلة تحفظ الجميع وتساوي بين الجميع، من ثم تتنافس الأحزاب على تقديم الأفضل..

للمشترك..

هل ستفهم أحزاب اللقاء المشترك التي صاغت مطالبها وفقاً للأزمات في صعدة والجنوب وغيرها ، أن من خرج اليوم لا يريد تلك المطالب ولا يريد الحكم المحلي والظلم الأهلي.. بل هو القوة الكبرى: الشعب.. الشعب الذي يقيم قرابة 4 ملايين من رجاله في الخارج، والشعب الذي يحترق في الداخل.. وهو كل الشعب. وعليه فإن هذا الشعب مطلبه الأول بعيداً عن جميع الأزمات السابقة ومطالب الأحزاب.. مطلبه الوطن.

للحوثي..

ثورة الشباب هي ثورة شبابية طلابية شعبية سلمية تحمل الأقلام والورود وتحمل مطالب الشعب لا مطالب الجماعات وأرباب السوابق، وثوار اليوم يقبلون الجنود من أجل غدٍ أفضل للجميع.. وقد سمعنا أنكم أيدتم هذه الثورة.. وعليه نقترح عليكم تسليم جميع الأسلحة الخفيفة والثقيلة إلى الجيش الذي هو حامي الوطن والنزول من الجبال.. ومن ثم الانضمام إلى الشارع.. وتأييدكم اليوم يخدم السلطة لأن سمعتكم أمام الشعب وأمام القوات المسلحة والأمن تسيء إلى الثورة.. وتخدم الفساد..

ثم إنكم يا جلالة عبدالملك الحوثي لستم في المعارضة أو الشعب إنما حكاماً .. تحكمون أكثر من صعدة وتتعاملون مع الشعب باستبداد.. وتقيمون النقاط العسكرية.. وقد تقوم الثورة الشعبية عليكم في صعدة وما جاورها تماماً كما تقوم الثورة على عبدالله صالح في بقية مناطق اليمن ..

لكن تسليم جميع الأسلحة الخفيفة والثقيلة إلى الجيش والنزول من الجبال.. هو خطوة شجاعة وقوية يجب أن تقوموا بها من أجل التغيير.. فمن يغير اليوم هم أصحاب الورود لا أصحاب الرصاص..

للأحرار والشباب في مواقع الشرف والبطولة..

نحن بحاجة إلى الثورة أي نعم.. لكن بعض الشعارات التي رددها الأبطال في ميدان التحرير في القاهرة، لا تتناسب مع وضعنا أو تحتاج إلى تفسير.. نحن نستلهم منهم الثورة.. لا نستنسخها.. نحن ليس لدينا نظاماً ليسقط.. بل إن ما يحدث هو الفوضى.

وليس لدينا أي مشكلة مع القانون والدستور كما كان في مصر وتونس ، فدستورنا إسلامي ديمقراطي، لا نحتاج إلى إسقاطه، بل نحتاج إلى تثبيته.. وتثبيت الدولة اليمنية.. لا تبديلها.. نحن مشكلتنا الآن مع الشلة الحاكمة التي يقودها علي عبدالله صالح أنها تدير البلاد بالتخلف والفساد والمناطقية.. ولا يعدو القانون فيها عن كونه حبر على ورق.

نحن نريد تغيير الرئيس واسترداد الدولة من مراكز القوى الحزبية والمناطقية ومحاربة وكلاء الفساد ابتداءً بصالح وانتهاء بأصغر فاسد على مستوى القرية والتاجر الذي يظلم الموظف ويكسب مئات الملايين.... نريد قيادة تصنع لنا تحولاً نستفيد منه.. أما علي عبدالله صالح فلم نعد ننتظر منه ذلك الذي نريد. وشعار "الشعب يريد إسقاط النظام" يحتاج إلى تعديل لجعله "الشعب يريد إسقاط الفساد".. الشعب يريد تغيير الرئيس".. ولا بأس من ترديد الشعار الأول، لكن علينا أن نفهم أن مشكلتنا ليست في الدستور او القانون وإنما في السلطة التنفيذية.