مكافأة فورية ومغرية من الاتحاد الكويتي للاعبين بعد هزيمة الإمارات الكويت تقهر الإمارات بهدف قاتل في خليجي26 مارب برس يكشف عن شبكة حوثية تغرر خريجي الإعلام للعمل مع منظمة مضللة في صنعاء محاولة تصفية مواطن خلال تلقيه العزاء بوفاة زوجته بمحافظة إب منتخب عُمان يحول تأخره بهدف أمام قطر إلى فوز 2-1 النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب تحركات لطرد الحوثيين من العراق وإغلاق مكتبهم... مسؤول عراقي يكشف عن طلب أمريكي بوقف أنشطة الحوثيين في بغداد مناقشة مخطط ''استراتيجي" لمدينة المخا
سؤال: ما هو سبب المطالب الانفصالية في الجنوب؟
الجواب الذي نسمعه دوما لهكذا سؤال يقودنا لطرح نفس السؤال، مع اجراء تغيير طفيف يتعلق بالمجرور به في صيغة نفس السؤال الذي ينطبق على حالات عربية أخرى، لتجعلنا نسأل مجددا: ما هو سبب المطالب الانفصالية في الوطن العربي؟ الاكراد في شمال العراق، السودانيون الجنوبيون، سودانيو دارفور، الصحراويون الغربيون، قائمة هذه الحركات تطول وقد لا تاخذ مطالبها الانفصال بشكل صريح، وانما تاخذ اشكالا مثل الولاء للجماعات الدينية المتشددة، أو تلك ذات الولاء المشبوه أو تلك الشوفينية بمفهومها الضيق، يكاد القاسم المشترك الذي يجمع تناقضات هذه الحركات هو مسمياتها التي لا بد ان تشمل احدى الجهات الاربع، شمال – جنوب – شرق – غرب.
ما الذي يجعل مصر كدولة محورية في الوطن العربي التي كانت مفخرة العرب في الخمسينات والستينات تتقوقع لتتخلى عمليا عن لقبها المفضل "ام الدنيا" متخلية عن دور الام تجاه ابناءها؟ وعندما نرى ماذا حدث كنتيجة حتمية لهذا التفوقع، نجد ان الدول العربية اتجهت إلى مشاريع قطرية ما لبثت ان تحولت إلى مشاريع تعمل بها النخب الحاكمة للحفاظ على كراسيها، واهمال الهدف الحقيقي الذي يجب ان تعمل من اجله. مايثبت كلامي هو حالة العداء بين العراق وسوريا لأكثر من 30 سنة بالرغم ان حزب البعث الحاكم في البلدين يقوم على فكرة تحقيق الوحدة العربية، يا لسخرية القدر!
الجواب ببساطة هو غياب المشروع، ففي مصر لا توجد لدى النخبة الحاكمة اليوم مشروع يجعل من الوطن العربي القاعدة التي ينطلق منها والهدف الذي يسمو إلى تحقيقه. مشروع عبدالناصر انطلق من اساس تحرير الوطن العربي وتوحيدة وتنميته اقتصاديا وتكنلوجيا وعسكريا، باختصار كان مشروع بناء امبراطورية عربية كدولة عظمى بين الامم، تقوم على فكرة احياء القومية العربية كاطار ايدلوجي لا بد منه لبناء أي دولة عظمى، الايدلوجيا التي آمن بها الكثيرون وهتفت لها الملايين العربية عفويا، ولكن، لماذا فشل هذا المشروع العظيم رغم ذلك (وإن كان حقق بعض النجاحات في البداية)؟ الجواب هو غياب الآليات اللازمة لتحقيق هذا المشروع. في تركيا هناك نخبة حاكمة اليوم لديها مشروع تعمل على تحقيقه، مشروع مشابه لبناء تركيا العظمى، واقعية الاتراك جعلتهم قادرين على استيعاب الدروس من تجارب الاولين، ونضجهم فكريا مكنهم من تطوير اسلوبهم الفريد في امتلاك الاليات التي يتطلبها تنفيذ مشروعهم، هم ناجحون إلى الآن على الأقل، طالما اننا نراهم من بين اقوى 20 دولة اقتصاديا في العالم.
تلخيص ماسبق يتمثل بان غياب أي مشروع تحديثي حقيقي يقوم على الوطن العربي كقاعدة انطلاق، هو البيئة الخصبة لولادة المشاريع القطرية الفاشلة، والتي لا تلبث ان تتحول إلى مشاريع انفصالية داخل الاقطار هذه انفسها، وبالمقابل فان وجود هكذا مشروع يتجاوز الاطر القطرية الضيقة، كفيل بجعل الجماعات القطرية توحد صفوفها للعمل في تحقيق نجاح لهذا المشروع، حينها حتما سيختفي الحراك الجنوبي كما سيختفي غيره، ستذوب هذه الحركات في إطار المشروع الكبير، بدون الاخذ بهذا المعيار في التعاطي مع هذه الاشكالات، فان أي محاولة لحل هذه الحركات الانفصالية ستؤول حتما إلى الفشل الذريع، وطالما ان اوضاعنا كدول عربية تفتقد الحد الادنى من الديمقراطية الذي سمح للنخبة الحاكمة في تركيا ان تصل للحكم وتبدأ في تنفيذ مشروعها، فلا يسعني القول الا اننا كعرب نعيش حالة سبات شتوي طويل في انتظار ما قد يكون " صــلاح الـدين الأيــوبي رقم 2" !!