الديوان الملكي السعودي يبتعث وفدا للعاصمة دمشق للقاء قائد الإدارة السورية الجديدة عاجل: مـجزرة وحـشية ارتكبها الحوثيون في تعز والضحايا 4 أطفال من أسرة واحدة الموساد الإسرائيلي ينصح نتنياهو بـ ''ضرب الرأس'' بإيران بدلاً من استهداف الحوثيين اليمنية تشتري طائرة جديدة وتجدد مطالبتها بالإفراج عن طائرات لا تزال محتجزة لدى الحوثيين طائرة وفد قطري رفيع المستوى تحط في سوريا لأول مرة منذ سقوط الأسد أحمد الشرع يُطمئن الأقليات: ''بعد الآن سوريا لن تشهد استبعاد أي طائفة'' مواجهات في تعز والجيش يعلن احباط هجمات للحوثيين قرار اتخذته أميركا مؤخراً يتعلق بمواجهة الحوثيين واتساب يوقف دعم هذه الهواتف بدءًا من 2025.. القائمة الكاملة صلاح يكتب التاريخ برقم قياسي ويتفوق على أساطير الدوري الإنجليزي
شهر رمضان الكريم من النفحات الربانية التي أوصانا نبينا عليه الصلاة والسلام بالتعرض لها .. وهو في الحقيقة نعمة من النعم التي تفضل الله بها على الذين آمنوا وكانوا يتقون .... ورمضان شهر اختاره الله من بين الشهور ليكن الشهر الذي انزل فيه القران الكريم دستور هذه الأمة ودليلها النظري والعملي لخيري الدنيا والآخرة "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين, يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم" 16 المائدة .. وتقول روايات عديدة إن كل الكتب السماوية نزلت في هذا الشهر المبارك.
وفضائل رمضان كثيرة إلى الدرجة التي لا يتسع المجال لسردها جميعا, ويكفينا الإشارة هنا إلى قضية هامة, وهي أن كل العبادات في الإسلام ليست مجرد طقوس تؤدى وتنتهي عند أدائها لكنها عبادات من شأنها تهذيب النفوس وتقويم السلوك, وما لم يكن لها اثر في حياة الفرد والمجتمع. وإلا فإنها مجردة من القبول ولا يؤجر العبد عليها بل انه ربما حمل إثما ..- وحين أقول ربما – اعني يحمل إثما كل من لم تؤثر في سلوكه العبادات من باب انه يستهزئ بها .. أو بمعنى آخر يطعن في مراد الله من تشريعه لهذه العبادة أو تلك "الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون" 15 البقرة..
ونحن جميعا مسلمون مؤمنون في هذا البلد - والحمد لله والمنة – وليس أدل على ذلك مثلا احتفاؤنا بهذا الشهر الكريم المبارك على المستوى الرسمي والشعبي والحزبي والجماهيري. ثم ألسنا نغير من أسلوب حياتنا في هذه الأيام بما يتماشى وأيامه ولياليه ... بل إن البعض منا -ربما – لا يعرف طريقا إلى المسجد إلا في رمضان والبعض لا يقرأ صفحة من القران أو يفتح المصحف إلا في رمضان .. إذا هو شهر للاستزادة الروحانية مع ما يحمله للمؤمنين الصادقين من الرحمة في أوله والمغفرة في وسطه والعتق من النار في آخره .. وهو كما مثَل له البعض بأنه عبارة عن شيك مفتوح من الرحمن .. يسجل فيه العبد ما يشاء وما يرغب وما يريد خصوصا في ليلة هي خير من ألف شهر ...( كم وثمانين سنة )..
وكثيرون لا شك يستطيعون اغتنام هذه الفرصة .. وكثيرون تتغير أحوالهم وتتبدل نحو الأفضل بالتجارة مع الله وهي تجارة رابحة لا محالة.. والبعض لا شك تفوته الفرصة لكنه يخسر و أيما خسارة !.. في الحديث الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم "ورغم انفه من أدرك رمضان ولم يُغفر له".. مع تأمين الأمينين محمد وجبريل عليهما السلام.
وإيفاء للأمانة وأداء للواجب الشرعي والديني والوطني, علينا جميعا أن نبرأ ساحتنا مع رمضان ومع رب رمضان سبحانه وتعالى لنقول لأصحاب القرار في هذا البلد وولاة أمر المسلمين في هذا الوطن خافوا الله واتقوه .. احفظوا لهذا البلد سيادته واستقلاله وللوطن أمنه واستقراره , وللمواطن كرامته ولقمة عيش شريفة. أين أثر رمضان فيكم ..الصلاة والقيام والصيام والذكر والدعاء .. ما ذا تقولون لأرحم الراحمين ؟ كيف هي مناجاتكم له ؟ اعملوا حسابكم انه يقول ( إنما يتقبل الله من المتقين ) فهل اتقيتموه حق التقوى ؟ هل راجع الفاسدون أنفسهم ؟ هل أثرت فيهم الآيات والنذر التي نقرؤها ونسمعها من جامع الصالح ومن غيره ليل نهار في رمضان ؟ وأعلنوا توبة نصوحا بفتح صفحات جديدة مع من لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء ... إنها آيات ونذر .. يا جماعة تخوَف والله تخوَف هل تحسون بمعانيها وصدقها ؟ هل تصدقون وعدها ووعيدها ؟ هل تعملون لقائلها أي حساب وأي قدر, إنها كلمات الله عز وجل إلا أن تكون قد تصلبت قلوبكم .. ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) , ثم ماذا عن المسئولية التي ارتضيتم بحملها وعاهدتم الله على الوفاء بحقها ؟ وهناك في هذا الوطن من يشكون الفاقة ويتجرعون قسوة الحياة ومرارة الأيام بسبب غيابكم وإهمالكم و فشلكم في إيجاد المعالجات لهمومهم ومتاعبهم , ورفع المظالم عنهم ؟ وبالمناسبة وحسب ما أتذكر هناك حديث قدسي عن ذكر الله تعالى مما جاء فيه " قولوا للظلمة لا يذكرونني .. فإذا ذكروني ذكرتهم , وإذا ذكرتهم لعنتهم .. " بمعنى الطرد من رحمة الله .. والعياذ بالله .
فإذا كان الظلمة والفاسدون والعابثون بمقدرات الوطن والشعب .... ممن يذكرون الله في هذه الأيام .. وليسمح لي القراء الكرام إنهم يستحقون الشفقة .. وما علينا جميعا وفاءا لهذا الوطن المغبون بهؤلاء السادرين في غيهم إلا أن نرفع أصواتنا بالنصيحة تارة والموعظة ثانية وبالتوبيخ والتحذير تارة أخرى لعلهم يرعوون ولعلهم يفهمون أن الحق أبلج وان الباطل زهوق ( ولا خير فينا إذا لم نقولها ولا خير فيهم إن لم يسمعوا ) .
نعتقد أنكم ياهؤلاء لو سجدتم لله سجدة خالصة خاشعة , وقدرتم الله حق قدره لاكتشفتم ... كم انتم بعيدون عنه وعن تعاليمه ؟.. وكم انتم بحاجة إليه والى مدده ؟.. ادعوه مخلصين له الدين وتوبوا إليه من كل عمل خبيث وتبرءوا من سيئات الماضي وعودوا إلى جادة الصواب , والعودة إلى الحق خير لكم من التمادي في الباطل .. ولو أخلصتم النوايا في الأيام المتبقية من هذا الشهر الفضيل الذي هو شهر للتوبة والاستزادة من الحسنات , ثم كفروا عن الذنوب والخطايا السابقة , واطلبوا السماح والعفو والاعتذار أيضا من كل الجماهير التي تسببتم في إيذائها كثيرا وعانت منكم ومن تصرفاتكم الأمرين .. كشرط لقبول التوبة .. لان حقوق العباد لا تسقط حتى بالشهادة في سبيل الله .. فهل انتم فاعلون ( إلا أن يكون قد أحيط بكم ) , أوان الله قد طبع على قلوبكم ,فهذه مشكلتكم .. !! ابحثوا عن طريق ترضي الله عنكم .. وعودوا إلى جادة الحق .ز لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .
ورمضان والقران حجة وشاهد للإنسان أو عليه .. وعلى هؤلاء أن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا . وليكن رمضان للجميع كما أراده الخالق سبحانه نعمة في التصالح مع الله أولا ومع خلقه ثانية والاستزادة منه في تفريج كرب المكروبين ورفع البؤس عن البائسين .. وخير الناس انفعهم للناس والكلام موجه في الأساس لمن بأيديهم قرار التأثير في حياة الناس سعادة وشقاء .. وويل لمن لم يتعظ وويل لمن لم يرجع قبل فوات الأوان ..ورمضان فرصة سانحة وأي فرصة قد لا تعوَض ...
اللهم إنَا بلَغنا اللهم فاشهد .. ونحن بريئون مما يعملون
ولنا في شهر القرآن أن نستذكر بعض الآيات التي مرَت علينا .... ومنها :
- " وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل , والله لا يحب الفساد , وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم , فحسبه جهنم ولبئس المهاد " 205و206 , البقرة
- " بلى من أوفى بعهده واتقى فان الله يحب المتقين ,, إن الذين يشترون بعهدالله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم " 76 و77 آل عمران.