هاكان من سوريا يتوعد : لا يمكن التسامح مع سلب إسرائيل للأراضي السورية شابة سعودية حذرت سلطات ألمانيا من منفذ حادثة الدهس العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين من أصل سته آخرين بعد خروجه من معتقلات الاسد وهو في وضع شبه منهار عاجل : قوات المقاومة المشتركة تدك مواقع المليشيات الحوثية بالمدفعية وتسقط مسياراتها جنوب اليمن مليشيا الحوثي تتجاهل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي بميناء الحديدة دون انتشالهم وزير الأوقاف يرأس اجتماعا لمجلس المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا ...مهندس استعادة جزر حنيش اليمنية هل ينجح أردوغان في حل الخلاف بين السودان والإمارات.. وماهي فرص نجاح الوساطة التركية؟ أول دولة أوروبية تتخلى عن ميليشيات قسد المدعومة امريكيا وتقف في صف تركيا الجمارك في سوريا تلغي 10 قرارات أرهقت المواطنين خلال نظام الأسد.. تعرف عليها
(إسرائيل تتميز بالعنجهية والغباء .. وأتوقع أن تفعل أي شي لتمنع وصول القافلة إلى غزة) .. هكذا كانت إجابة الشيخ رائد صلاح عندما سئل عن توقعاته لردة الفعل الإسرائيلية تجاه أسطول الحرية .. وفعلاً كان ما قال!! .. فالرجل عايش سياسات الإحتلال منذ نعومة أظفاره وهو يتعامل معها بشكل يومي في كفاحه الدائم من أجل الأقصى وفلسطين.
وليس جديداً القول أن إسرائيل دولة مارقة تتحدى القانون الدولي .. لكن الجديد أن تتصرف مثل قراصنة البحار وقطاع الطرق وتقوم بمهاجمة سفن تبحر في عرض المياه الدولية .. وترفع أعلاماً لدول أعضاء في حلف الناتو كتركيا واليونان .. متحدية بذلك حتى حليفتها الإستراتيجية أمريكا التي تعتبر دولة مؤسسة لحلف الناتو .. ولو أن دولة أخرى كإيران مثلاً قامت بهذا الفعل لقامت الدنيا عليها ولم تقعد ولكان ذلك بمثابة إعلان حرب يعطي مبرراً كافياً لصقور الإدارة الأمريكية لضرب برنامجها النووي.
لقد عملت إسرائيل مسبقاً أنها خسرت هذه المعركة قبل أن تبدأ .. وهذا ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية قبل أيام من انطلاق القافلة التي حظيت بزخم إعلامي وسياسي غير مسبوق .. فقد كان الأمر مختلفاً هذه المرة .. فالمتضامنون قدموا من أكثر من ثلاثين دولة عربية وإسلامية وغربية .. ومنهم أعضاء مجالس برلمانية وصحفيون وحقوقيون وناشطون من أجل الحرية .. وقد حاولت إسرائيل جاهدة التغطية على خبر القافلة إعلامياً .. فكثير من أجهزة الإعلام العالمية لم تكن تتناول خبر القافلة وإن اضطرت ففي أضيق الحدود .. بل إنه حتى صباح يوم الإثنين الذي شهد الأحداث الدامية لم يكن للقافلة أي ذكر في معظم وسائل الإعلام لا المقروء منها ولا المرئي ولا المسموع.
فجأة قفز الخبر ليحتل الواجهة في جميع وسائل الإعلام حول العالم عندما ترددت الأنباء عن مقتل عدد من الأشخاص على متن القافلة .. وبدأت ردود الفعل الغاضبة تتوالى من الإستنكار والإدانة واستدعاء السفراء والمطالبة برفع الحصار عن غزة إلى إعلان مصر المفاجيء عن فتح معبر رفح إلى أجل غير مسمى.
تحت هذا الضغط الإعلامي حاولت إسرائيل أن تمارس هوايتها المفضلة في تحريف الأحداث واختلاق الأكاذيب فادعت أن المتضامنين الذي كانوا على متن القافلة اعتدوا على جنودها بالأسلحة البيضاء! .. وكأن ذلك يعطيها الحق الكامل لأن ترد بهذا العنف .. إلا أنها قوبلت بصفعة قاسية من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عندما قال في كلمته أمام وسائل الإعلام العالمية (لقد سئمنا من الأكاذيب الإسرائيلية حول ما حدث .. وعلى إسرائيل ألا تختبر صبر أنقرة .. وتركيا لن تدير ظهرها لغزة!) .. وفي ظل هذا التخبط الإعلامي والسياسي من قبل الكيان الإسرائيلي .. لم يكن هناك مفر من إطلاق سراح المحتجزين حتى ولو لم يوقعوا تعهدات بعدم العودة بصفتهم مهاجرين غير شرعيين .. وهو ما كانت إسرائيل أصلاً احتجزتهم من أجله.
وفور وصول هؤلاء المتضامنين إلى الدول المجاورة بعيد الإفراج عنهم تلقفتهم وسائل الإعلام لتنقل شهاداتهم الحية عن حقيقة ما جرى من جريمة بشعة ضد المتضامنين العزل .. والتي خلعت عن إسرائيل لباس الديمقراطية والحرية التي تدعيها وعرتها أمام المجتمع الدولي .. وهذا النصر الإعلامي الكبير ما كان ليتحقق لو أن القافلة وصلت لغزة سالمة .. ومر الحدث مرور الكرام في وسائل الإعلام دون أن يكون له هذا الصدى العالمي الأكثر دوياً من كل الأحداث السابقة!..
لقد قدمت إسرائيل خدمة كبيرة للقضية الفلسطينية من حيث لم تحتسب .. وفي المقابل خسرت الكثير بهذا التصرف .. فها هي فقدت تعاطف الرأي العالمي معها كدولة محاطة بدول ديكتاتورية معادية كما كانت تسوق لنفسها .. وأحرجت حلفاءها الأمريكيين والأوروبيين باستهتارها الدائم بالقوانين الدولية .. والأعظم من ذلك أنها خسرت إلى الأبد الدولة التركية التي كانت حليفتها الاستراتيجية في المنطقة .. ومما لا شك فيه أن دخول تركيا حلبة الصراع العربي الإسرائيلي بهذه القوة سيقلب المعادلة وسيؤتي ثماره عاجلاً أم آجلاً.
فعلاً لم تتقن إسرائيل اللعبة هذه المرة .. وتحقق هدف الحملة وانكسرت إسرائيل أمام العالم .. وهذا هو الأهم.