هجوم مضاد يسحق الميليشيات في تعز والجيش يتقدم إلى شارع الأربعين و يسيطر على مناطق استراتيجية حاكمة.. مصرع وإصابة 23 حوثيًا نزوح للمرة الثانية في مأرب.. أكثر من 2500 أسرة تركت منازلها مضطرة توقيت مباراة اليمن والسعودية في بطولة خليجي 26 بالكويت اصطدمت بسرب من الطيور.. تحطم طائرة على متنها 72 راكبًا مصدر بوزارة النفط يكشف حقيقة خصخصة بعضُ قطاعات بترومسيلة اسرائيل تدرس شن هجوم رابع على الحوثيين رداً على قصف تل أبيب مجدداً 300مليار.. إدارة سوريا الجديدة تعد مذكرة تعويضات ضد إيران إسرائيل تعترض صاروخاً… والحوثي يهدد مجدداً إصابة قائد بالجيش الإسرائيلي وعشرات القتلى.. ماذا يجري بالضفة الغربية ؟ الجيش الوطني يعلن عن تقدم في جبهات تعز إثر معارك عنيفة
بالإمكان ان يكون المسلم مدنياً وحضارياً ومتعلماً ومتقدماً ومتعايشاً مع الاخر , فالاسلام دين يؤمن بمدنية المجتمع والفرد وحريتهما . هو دين معاصر لم يُشرع اي قوانيين في تضاد مع التطور والحداثة اطلاقاً , بل على العكس من ذلك ,حث على العلم والاخلاق معا , فالقصور لدينا نحن في مفهومية الاسلام كمنظومة وحضارة لا تقتصر فقط على مفهومها الديني من طقوس وعبادات .
حيث إن الاسلام ... دين وحضارة
دين : كمجوعة من العبادات والشرائع والطقوس .
حضارة : كتاريخ وكمنظومة اجتماعية , و منظومة حكم , ونموذج دولة .
ترك لنا الاسلام مساحة في شرعه للاجتهاد حسب التناغم مع متطلبات العصر والواقع , حيث ان الفقة الاسلامي ( الشرع ) 5% منه فقط ثابت , و 95 % قابل للاجتهاد حسب التناغم مع متطلبات العصر والواقع للامة , فبالإمكان لنظام الحكم الاسلامي ان يسعى بهذه المساحة للاستفادة من كوادر الاخرين ( علمانيين , قوميين , ليبراليين ) في ظل تلك الدولة الاسلامية وبما يخدم الامة ولا يتناقض مع اساس الهوية الاسلامية , وان تستفيد وتجتهد في اقتباس قوانيين مدنية حديثة تخدم المجتمع , فإن الاسلام لا يرفض المدنية ( كمجتمع ) لان الاسلام مدني اصلا, ولكنه يرفض المدنية ( الغربية ) كبديل للحكم الاسلامي .
الاسلام ايضا ( يميز ) بين الدين والدولة " السياسة تحديدا " , ولكنه لا ( يفصل ) بينهما عكس ما عليه العلمانية والمدنية الغربية .
المدنية لا تجب ان تكون نظام حكم في دولة مسلمة , بل ان تكون ( سمة مجتمع ), فالاسلام يؤمن بمدنية المجتمع والفرد ويرفض المدنية كبديل لنظام الحكم , خصوصا انه نظام غربي وضعي تمخض للتخلص من القيود الدينية في ظل الدولة الدينية " الثيوقراطية " التي عرفها الغرب في العصور الوسطى .
فعلا هناك اختلاف بين الاسلام الحقيقي " المعتدل " وبين الاسلام المتشدد الذي صورة المتشددون الاصوليون للعالم ولنا ايضا , فجعلوا من الاسلام دين ( رفض وتحريم وتكفير وعدم تعايش وقبول للاخر ) . فنحن في عصرنا الراهن مهزومون وواهنون امام العالم لاننا تركنا قيم ومفاهيم حضارتنا العريقة لاسباب لا تتعلق بحقيقته , وانما تتعلق اكثر بالسياسة الإعلامية والأدلجة الغربية , و هذا التوجه صنع قناعات لدى شريحة من الناس تخاف من الاسلامية والانتماء لها لاسباب لا تتصل بالاسلامية اصلا . وايضا لوجود اعجاب بالغرب ومدنيتهم , وهذا بحد ذاته يدل على نقص في المعرفة الحقيقية للاسلام والخوف من تسلط رجال الدين , فكون بعض علماء السلطان , او بعض علماء استغلال الدين لغرض السلطان ايضا , اساءوا استخدام الدين الاسلامي, فهذا لا يبرر ان نجنب الرجوع الى كلام الله وهدي نبيه عن حياتنا , بل و عن صناعة حياتنا ايضا بكل جوانبه
( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام , فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله )
" الفاروق عمر "
علينا ان ندرك ان الإسلام ليس من صنع التطرف , بل ان كل نماذج التطرف في الوطن العربي صنيعة " قاعدة الاستبداد " ذاتها , ففي ظل الحريات لا يمكن أن ينمو فكر التطرف أو التعصب الديني , الذي ينتج كرد فعل لأي فكر تغلق الباب عليه بالقوة .
الاسلام حرية ويحمل اسمى مبادئ الحرية , الم يقل الله تعالى ( فَمَنْ شاءَ فَلْـيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْـيَكْفُرْ ) الا تحمل هذه الاية اسمى معاني الحرية ؟
الم يقل عمر بن الخطاب منذ اربعة عشر قرنا مقولته الشهيرة ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احراراً)؟
وايضا الم تخرج امرأة في وجهة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وتعارضه في امر قرره , وهو حاكما حينها ... اليست هذه هي الحرية ؟
فليس في التجرد من مبادئ وظوابط الاسلام اي تحرر , بل نعم ... إنه تحرر من اوامر إلاهية , تنعكس الى انصياع لأوامر شيطانية مثل ( الإنحطاط والتعري والخمر والقمار و الفوضى الأخلاقية و النصب والكذب والفسوق وتداول الرباء ) تحت مسمى الحرية الشخصية او التحرر و الانفتاح , وأحيانا التقدمية و المدنية .
يريد العلمانيون من هذا الصنيع انتشار السياسة المحمومة البعيدة كل البعد عن الدين , بلا رادع ولا وازع، فلا يقر قلب، ولا يسكن عصب، ولا يطمئن بيت، ولا يسلم عرض، ولا تقوم أسرة، ويتحول الآدميون إلى قطعان من البهائم، يجهش فيه الذكر على الأنثى والغني على الفقير ! ثم يتوج ذلك بالتقدم والحرية ! فحينها تشعر النفس البشرية بمدى إنحطاطها القيمي والإنساني والحضاري ايضا , وذلك ما يسبب الاكتئاب والامراض النفسية والمشاكل الاجتماعية المستعصية , وهذا ما يتعرض له شريحة كبيرة من سكان العالم الغربي ( العلماني ) , حتى وصل بهم الحال الى ان اصبح الإنتحار وسيلة وفاة معتادة .
الإسلام وجه حضاري مميز , وكل ما يلزم أي قــــوة حــــية لكي تكون باعثة على الحياة هو أن تقود بشكل حضاري وعلى نقيض ذلك فالقــــيادة بشكل غير حضاري هو الذي يكتب تاريخه ومستقبله بدم الشعب على جدران الطرقات والشوارع .
الحل ... في فهم الاسلام اولاً ... واستحضار لرقابة الله في الحركة والسكون واللباس وفهم الذات البشرية , وفهم طبيعة الامور في الدنيا ووضع الاولويات , و تطهير المجتمع من الايديولوجيات الُمضرة , وعلينا ايضا مصالحة هويتنا الاسلامية واستيعابها , وترفع الامة من درك البهيمية والتبعية الفكرية إلى مقام الإنسان المسلم الحضاري العزيز .