تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران
ربما لم يكن الرئيس بشار الاسد يمزح عندما قال انه يستحق جائزة "نوبل" للسلام أكثر من منظمة حظر الاسلحة الكيماوية التي فازت بها لان موافقته على تدمير ترسانته الكيماوية، هو الذي قلب المعادلة، وجعل اللجنة المكلفة ببحث وتقديم الترشيحات لها تغير رأيها في اللحظة الاخيرة، وتعطيها للمنظمة المذكورة، لكننا تعتبر هذا التنازل من قبله أياً كانت اسبابه، ومهما حاول التقليل من شأنه، خسارة كبيرة لسورية والامة العربية بأسرها.
وإذا كان هناك شخص يستحق هذه الجائزة فعليا، فهو سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي الذي كان لمبادرته في هذا الإطار دورا كبيرا في انقاذ ماء وجه الجميع، والرئيس الامريكي باراك اوباما على وجه الخصوص، الذي كان يبحث عن الحجج والذرائع للتراجع عن تهديداته بتوجيه ضربة عسكرية لسورية، فجاء التفاهم الروسي السوري على التنازل عن ترسانته الكيماوية ليقدم له هذه الذريعة وفي الوقت المناسب.
جميع السياسيين الذين حصلوا على جائزة نوبل للسلام قدموا تنازلات كبيرة، ابتداء من الرئيس المصري محمد انور السادات وانتهاء بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وربما يكون الرئيس الامريكي اوباما هو الوحيد الذي حصل عليها قبل ان يبدأ رئاسته فعليا، ودون فعل اي شيء للسلام، اللهم الا اعترافه بالهزائم في افغانستان والعراق، واعلان استعداده للانسحاب من البلدين، لأنه استأنف هذه الحروب بطرق اخرى سنتطرق اليها لاحقا.
لا نضيف جديدا اذا قلنا ان هذه الجائزة فقدت قيمتها واهميتها، ليس لأنها باتت جائزة مسيسة تمنح لمن يسير في ركب الاجندات الغربية الاستعمارية، وانما لاختلاف معاييرها عن كل الفروع العلمية الاخرى، وهي معايير مهنية موضوعة في معظم الاحيان، فلم يحصل عليها احد في ميادين الطب والفلك والكيمياء وغيرها الا من يستحقها عن جدارة، وربما الاستثناء الوحيد هو في ميدان السلام وبدرجة اقل في ميدان الآداب.
الرئيس اوباما اخل بكل شروط الجائزة عمليا عندما نقل الحروب من الارض الى السماء، وواصل اعمال القتل للأبرياء من خلال الطائرات دون طيار "درونز" في افغانستان واليمن والصومال وقريبا في العراق وسورية، وعين مهندس هذه الحرب جون برينان رئيسا لوكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي اي ايه) مكافأة له على قتل اكثر من خمسة الآف انسان معظمهم من المدنيين، ولهذا يجب سحب هذه الجائزة من الرئيس الامريكي والاعتذار عن خطأ تقديمها له في المقام الاول.
نعود الى خطاب الرئيس الاسد لصحيفة "الاخبار" اللبنانية الذي وردت فيه "مزحة" جائزة نوبل هذه، ونقول انه يؤكد مرة اخرى على انه يبدو اكثر ثقة بنفسه والوضع على الارض في سورية، ليس لأنه يتقدم وانما لان الآخرين يتراجعون وتمزقهم الخلافات والحروب الداخلية لأسباب سياسية وعقائدية.
الرئيس الاسد هاجم حركة "حماس" واتهمها بالغدر، وصب جام غضبه على المملكة العربية السعودية، ونعى مؤتمر جنيف 2 قبل ان يعقد، وكان لافتا انه لم ينتقد دولة قطر بكلمة واحدة، وتطرق اليها في سطرين عندما نفى ان يكون قد تلقى رسالة من اميرها عبر المبعوث الفلسطيني السيد عباس زكي تحدثت فيه، اي القيادة القطرية عن رغبتها في التهدئة، وتجنب (بضم النون) الانتقاد لقطر قد يؤكد مضمون هذه الرسالة وينفي النفي او هكذا نفهمها والله اعلم!
النقطة الاخرى اللافتة للنظر هي الغزل الواضح من قبل الرئيس السوري تجاه مصر، والتأكيد على علاقات بلاده الجيدة مع الحكم الحالي فيها، والقول بانها أفضل مما كانت عليه في العهدين السابقين مبارك ومرسي، والقنوات الاستخبارية والعسكرية بقيت مفتوحة طوال الوقت، وهذا الكلام قد لا ينزل بردا وسلاما على قلب القيادة السعودية التي تدعم بقوة الانقلاب العسكري في مصر وتدعمه بخمسة مليار دولار دفعة واحدة، وتقدم المليارات من الدعم المادي والعسكري لفصائل اسلامية تقاتل للإطاحة بالنظام السوري.
من المؤلم ان الرئيس السوري لم يتحدث مطلقا في المقابلة نفسها عن الشعب السوري الذي خسر حتى الآن اكثر من مئتي الف من ابنائه في هذه الحرب الدائرة منذ عامين ونصف العام، وتشرد اربعة ملايين منه في الداخل والخارج، واذا كانت هناك جهة تستحق جائزة نوبل في الصبر والتضحية فهو هذا الشعب المسلم العربي الاصيل.