آخر الاخبار

مليشيا الحوثي تفرض حراسة مشددة على جثث الأسرى بعد تصفيتهم جنوب اليمن والأهالي يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل العاجل اللواء سلطان العرادة يوجه إنتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لتعاملهم الناعم مع المليشيات الحوثية ويضع بين أيديهم خيارات الحسم - عاجل السلطة المحلية بأمانة العاصمة تحذر مليشيا الحوثي من تزوير ونهب الممتلكات العامة والخاصة من الأموال والأراضي والعقارات أول رئيس يدعو لرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب ويعرض مساعدات عسكرية لسلطة سوريا - عاجل طلاق شراكة جديدة: 30 شركة بولندية تعتزم فتح مقرات في دولة عربية وزارة الأوقاف والإرشاد تكشف عن قائمة أسعار وتكاليف الحج للموسم 1446هـ مأرب برس يكشف أساليب وطرق المليشيات الحوثية في عسكرة جامعة صنعاء وطرق تحويلها الى ثكنات ووقود للأجندة الطائفية مؤسس الجيش الحر يكشف السر الحقيقي وراء إنهيار وهزيمة جبش بشار خلال معركة خاطفه أول بيان للمخلوع بشار الأسد بعد هروبه الى روسيا.. ماذا قال؟ واشنطن تدرس إعادة الحوثيين إلى قائمة الإرهاب ومبعوثها يكشف سبب زيارته الى جيبوتي

لماذا استسلم اليمنيون للخوف والموت البطيء؟
بقلم/ د . عادل الشجاع
نشر منذ: 4 سنوات و 5 أشهر و 19 يوماً
السبت 27 يونيو-حزيران 2020 05:18 م
 

قال له صاحبه وهو يحاوره : أثبت الشعب اليمني أنه ميت ، ولو كانت فيه حياة لما صبر على هذه الطوابير التي يتجمع فيها عشرات الآلاف يقضون أياما وأسابيع في هذه الطوابير ليحصلوا بعد ذلك على ٣٠ لتر بنزين وبأسعار تفوق الأسعار العالمية عشرات المرات . ولو كان في هؤلاء عرق ينبض بالحياة لاانتفضوا على هذه العصابة السلالية التي صادرت منهم كل وسائل الحياة وجعلتهم يعيشون حياة الأموات .

فرد عليه قائلا : المشكلة ليست في الشعب ، بل في النخب التي تخلت عن مسؤليتها وتعايشت مع الواقع وشكلت تقاعسا وفشلا فكريا سحق القدرات والطاقات الممكنة لرفض الواقع ، مما شكل إحباطا قوض مطالب الناس وأصابهم بخمول مزمن . الشعوب دائما تحتاج إلى قادة يحركون طاقتها ويعملون على تثويرها للوصول إلى حقوقها .

والشعب اليمني فقد هذه القيادة ووقع بين فكي كماشة : الأحزاب من جهة والنخب السياسية من جهة أخرى . لقد أصيبت الأحزاب السياسية بالعجز عن تجديد خطابها فلجأت قيادات هذه الأحزاب إلى ضخ خطاب الكراهية لتشغل قواعدها بالصراع في قضايا ثانوية على حساب القضية الرئيسية وهي الدفاع عن الجمهورية والوحدة .

فأنت ترى خطاب المؤتمري المحمل بالإقصاء للإصلاحي ، وبالمقابل خطاب الإصلاحي المتعالي الذي يحمل المؤتمر كل نكسات اليمن منذ إنهيار سد مارب وحتى اليوم . وتجد على هامش هذان الخطابان ، خطاب الاشتراكي الذي يرتكز على أوهام وخيالات لا توجد في الواقع . جميع الخطابات تغض الطرف عن احتلال الحوثي لصنعاء وتبعيته لإيران ، وتغض الطرف عن احتلال الانتقالي لعدن وسقطرى وتبعيته للإمارات .

مواقف هذه القيادات الحزبية هي التي قبرت الشعب في مهاوي الخوف والانحراف عن الحق وأبعدتهم عن الدفاع عن الحق المقدس . كل حزب أصيبت قواعده بالتخمة في تعظيم قياداتها التي أصيبت بالشيخوخة البدنية والعقلية . ولم تكتف هذه القواعد بذلك ، بل تحاول نقل صراع الماضي إلى الحاضر والمستقبل .

أما النخب التي يقع على عاتقها مسؤلية تثوير الناس ، فقد تعايشت مع خوفها ونقلت هذا الخوف إلى الناس وأجبرتهم على التعايش معه وتخويفهم من أي ثورة أو انتفاضة للمطالبة بحقوقهم . لقد ركنت هذه النخب إلى الطمأنينة المزيفة . لم تدرك هذه النخب أن الأمر حينما يتعلق بالحق والحرية والكرامة ، فلا مجال للمهادنة ولا لأنصاف الحلول .

لذلك أقول ، إنه لا يمكن تبرير مواقف قيادات الأحزاب ولا النخب السياسية المتخاذلة التي كشفت ظهر الشعب وتركته لقمة سائغة للمشروع السلالي في الشمال والمشروع المناطقي في الجنوب . ماهو دور الأحزاب إن لم يكن تحريض الناس على أخذ حقوقهم والانتصار لكرامتهم . لماذا تظهر كرامة المؤتمري أمام الإصلاحي والإصلاحي أمام المؤتمري وتداس هذه الكرامة تحت أحذية الحوثي والانتقالي ؟

أقول بكل وضوح : إن قيادات الأحزاب والنخب السياسية كبلت طموحات الناس بالخوف وأقنعتهم بالذل . هذه القيادات أوقعت نفسها في دائرة الابتزاز الداخلي والخارجي وجعلت من الخوف هاجسا يوميا وقائما كسيف مسلط على رقاب الناس وشوهوا التفكير الثوري .

نحن مدعون اليوم إلى مواجهة الخسة والنذالة والخوف من أجل مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة . الأحزاب هي سند المقهورين والمظلومين . احضنوا بعضكم البعض مؤتمريين وإصلاحيين قبل أن تتعايشوا مع آلامكم ويحكم عليكم الزمن بتكبدها والتعايش معها ، وتتيهون في الأرض أربعين عاما . ليس من المنطقي أن تهجر كل القدرات والطاقات العسكرية والسياسية والفكرية والثقافية خارج البلد وتبقى طحالب التاريخ المتعفنة هي المتحكمة بالقرار !