وزير المالية السوري يزف البشرى للشعب السوري بخصوص موعد زيادة رواتب الموظفين بنسبة 400% عاجل السعودية تكلف وفدا بالنزول الميداني في دمشق لتقييم الاحتياجات السورية براغماتية الشرع أمام اختبار التوازنات: هل تنجح سوريا في صياغة معادلة الاستقرار الجديد؟ وزير الخارجية السوري يحط رحاله في ثاني عاصمة خليجية وينشر بشائر المستقبل إغتيال عبدالملك الحوثي وأخيه سيحدث انهيارا كليا في جماعة الحوثيين .. صحيفة بريطانية تناقش الانعكاسات تقرير بريطاني: إيران زودت الحوثيين بالأسلحة بعد انهيار وكلائها لمواصلة حربها لسنوات ولديهم ورش لتجميع الطائرات المسيرة بخبرات إيرانية تحذير أممي بخصوص تدهور الأمن الغذائي في اليمن متفجرات تخرج أحد مصانع الحديد والصلب بحضرموت عن الخدمة جرائم القتل اليومية تنتعش في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي .. مقتل مواطن وإصابة أخرين بينهم إمرأة اللجنة الأمنية بتعز تجتمع وتناقش قضية مقتل المواطن الشرعبي في عصيفرة
خطورة الأعمال الرديئة أنها تحثوا التراب على نفسها وتستخدم الحقائق استخداما سيئاً يجعلها تبدو وكأنها "حقائق مزيفة". ورغم أن الحقيقة غالباً ما تكون جادة ومتجهمة إلا أن الفنان الرديء قد يجعلها مثيرة للضحك.
بعد فراغي من مشاهدة الفيلم تخيلت "صالح" رئيساً لثلث قرن من الزمن، نجح في شراء بضع شقق في الخارج ولديه نجل يعيش جوالاً بين الدول يحمل معه "84" مليون دولار.
وتلك كل حيلته من الدنيا.
المسافة بين 84 مليون دولار ... و60 مليار دولار مسافة شاسعة، حاول الفيلم طمرها بخطب رديئة عن الفساد وردت على لسان ضيوف الفيلم.
مع نهاية تسعينات القرن الماضي برزت في تعز ظاهرة "رياضيات المطاعم". تقف أمام المحاسب في المطعم وبعد أن يستمع إلى قائمة طلباتك يردد بصوت عال: واحد خبز بثلاثين، شاهي حليب بعشرين، فاصوليا قلابة بسبعين.. الحساب أربعمئة وستين.
عليك أن تدفع المبلغ لا لأنك لا تجيد الحساب، بل لأن ذلك النوع من الرياضيات بدا لنا في ذلك الوقت مسلياً
اشتغل الفيلم على كود رياضيات المطاعم: 84 مليون دولار مع الولد خالد، شقتان في باريس، أربع شقق في واشنطن الحساب ستين مليار دولار.
لكنه، لسبب غامض، لم يكن مسلياً.
ثمة ضرر بالغ الفداحة ألحقه الفيلم بالحقيقة التي تقول إن صالح خلق نظاماً من الكاليبتوكراسي، أي حكومة اللصوص، وأن ذلك النظام استنزف البلد حتى جعل سكانه هم الأمة الأفقر على وجه الأرض.
أفكر بهذا الأمر منذ ساعات، هكذا يفشخ قليلو الخيال أكثر الحقائق استقراراً. في المجمل قيلت عشرات المداخلات عن
الفساد، وجرى حديث مائع في الفراغ بلا بيانات، وقدمت معلومات بلا أرقام، ومواعظ بلا جداول إحصائية. ذلك ما جعل الفيلم، بالفعل، صندوقاً أسود، إذا قلبته على أي جهة لن يفصح عن شيء بعينه.
انطباع رئيسي خرجت به:
لقد انتصرت ضحكة صالح التي سمعناها في أول الفيلم وهو يسخر من الرقم ستين مليار دولارا.
قد لا يكون صالح راكم ثروة من ستين مليار دولار، بيد أنه خلق نظاماً تشكل اللصوصية قيمته الأخلاقية المركزية. بددت اللصوصية كل الفرص، وحالت دون أن ينتج المليون دولار عشرة ملايين دولار، وشيئا فشيئاً تراكمت ثروة هائلة لدى طبقة اجتماعية صغيرة محيطة بالنظام مقابل انتشار واسع للفقر المدقع خارج ذلك المركز. لم تكن اللصوصية رقماً، بل مناخاً تسبب في مقتل الجميع. إذا ركضت خلف الرقم "60 مليار" فسوف تضل الطريق ولن تجد الرقم وستبرئ المجرم في آخر المطاف. سرقة مائة دولار قد تودي بأمة من الناس، لقد سرق نظام صالح الفرص أكثر مما سرق من الأموال.
وعندما حدثت الثورة فإنها انفجرت بذلك الشكل لأن نظام صالح لم يكن قادراً على خلق "الخير العام"، ولأنه كان قد أكد نفسه كنظام للصوصية لا ينتج سوى مصالح نفسه.
ليلة قيام الثورة كانت هناك بقعتان:
بقعة خضراء صغيرة هي نظام صالح
وبقعة واسعة جرداء .. هي اليمن.
هذه الصورة تطلعنا على الحقيقة:
ارتكب صالح جريمة تاريخية بحق أمته
أما الفيلم فقال:
كان صالح رجلاً فاسداً يملك ست شقق في الخارج.