من خسر أسلحة أكثر.. روسيا في سوريا أم أميركا في أفغانستان؟ كشف بخسائر تفوق الوصف والخيال تصريح جديد للرئيس أردوغان يغيض المحور الإيراني ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقود تحركا مع العراق لبحث التداعيات في سوريا عاجل تكريم شرطة حراسة المنشآت في عدد من المكاتب والمؤسسات بمأرب احتفاء بيوم الشرطة العربي مجلس الأمن الدولي بإجماع كافة أعضائه الـ15 يتبنى قرارا بخصوص سوريا تحركان عسكريان أحدهما ينتظر الحوثيين في اليمن وسيلحق بهم عواقب وخيمة وطهران لن تستمر في دعمهم منتخب اليمن يخوض خليجي 26 بآمال جديدة تحت قيادة جديدة اليمن تشارك في مؤتمر احياء الذكرى السبعين للمساعدات الإنمائية الرسمية اليابانية المجلس الرئاسي في اليمن ينتظر دعما دوليا دعما لخطة الانقاذ وبشكل عاجل دراسة تكشف عن المحافظة اليمنية التي ستكون منطلقا لإقتلاع المليشيات الحوثية من اليمن
يحتفل اليمنيون في ربوع اليمن بالذكرى الـ55 للثورة اليمنية التي اقتلعت من شمال اليمن واحداً من أكثر الأنظمة تخلفاً ورجعية على مستوى منطقة الشرق الأوسط.
تلك الثورة التي شارك فيها خيرة أبناء هذا الوطن في تلك الحقبة, وقدموا الغالي والرخيص لتحقيق أهدافها, وناضلوا لإخراج اليمن من مستنقع الجهل والفقر والمرض, ذلك الثالوث القاتل الذي كانت تعتمد عليه الإمامة لفرض هيمنتها على المجتمع.
علينا أن نعي اليوم أن تلك الثورة الرائدة تعرضت للخيانة في مراحلها الأولى ثم جرت عمليات التصحيح التي قام بها بعض رموز الجمهورية حينها, لكن تلك الخيانة عادت طوال العقود الماضية من حكم مخلوع اليمن.
ويعد نظام المخلوع صالح من أبرز الأنظمة خيانة للثورة والجمهورية، عن طريق دعمه وتشجيعه للأطراف التي كانت تتماهى وبقوة مع التيار الإمامي، وتمكينهم بشكل واسع في مواقع السلطة والقرار طيلة عقود حكمه.
نكتشف اليوم بعد الخوص في التفاصيل الجزئية للثورة أن ثمة خيانة كبرى تعرضت لها ثورة 26 سبتمبر، تمثلت في خضوع بعض قادتها للتسوية سياسة فرضت على الأطراف يومها بدعم خارجي وداخلي أفضى إلى الإبقاء على مكونات النظام السابق وصهرها في النظام الجمهوري الجديد، والاكتفاء, بإخراج الأسرة الحاكمة لليمن وليس النظام الحاكم، حيث قضت تلك التسوية بنفي أسرة بيت "حميد الدين" -الأسرة الحاكمة يومها- وتقديم عفو عام لرموز "النظام السابق الملكي" وكذلك قيادات الثورة المضادة الذين قادوا ثورة مسلحة على الجمهورية، طوال عدة سنوات، حيث استمرت الحرب الأهلية بين الموالين للمملكة المتوكلية وبين المواليين للجمهوريّة العربية اليمنية ثماني سنوات (1962 – 1970م) تسببت في مقتل وجرح عشرات الآلاف من اليمنيين.
وعند قراءة المشهد التاريخي والسياسي لليمن نتأكد أن ثمة تساهل كبير يصل إلى درجة الخيانة الوطنية ضد أهداف الثورة اليمنية وتحديداً العقود الثلاثة من نظام المخلوع صالح.
حيث تعمد نظام المخلوع ممارسة الإهمال الكلي لتلك الأهداف السامية، أفضى إلى تحويل الجيش اليمني من جيش يمثل الجمهورية اليمنية أرضاً وأنساناً إلى جيش عائلي يقدس الفرد بدلاً من تقديس السلالة.
تمر اليوم ذكرى ثورة 26 سبتمبر على الشعب اليمني وهو أكثر وعياً بها وبأهدافها، وأعمق إدراكا بمبررات قيامها.
على رواد الثورة الحديثة التي قاد نضالها شباب الثورة في عام 2011م ومن وقف معهم من أحرار الجيش، أن يضعوا في أولوياتهم المرحلة القادمة هو استكمال الأهداف الستة للثورة الأم 26 سبتمبر, حتى نتمكن من اجتثاث عروق ذلك الموروث البغيض ومخلفاته.
لقد أحيت التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة اليمنية بعد الانقلاب المشئوم الذي قاده الأماميون الجدد "السيد والزعيم" الوعي الشعبي في نفوس الناس بكل معاني الثورة الأم في كل المجالات حتى على مستوى الشعر والغناء، والنشيد الوطني.
كنا نسمع الأغاني الوطنية، وكنا نردد النشيد الوطني في ساحات المدارس وقاعات الاحتفالات الرسمية دون إدراك معانيها، لكنا بتنا اليوم نقف مع كل كلمة لمعاني النشيد الوطني، وندرك المعاني الثورية العظيمة التي حملتها الأغاني الوطنية التي غناها كبار فناني اليمن وفي مقدمتهم الفنان الكبير أيوب طارش، ومحمد مرشد ناجي.. وغيرهم.
ونحن نقف اليوم على مفترق خطير وحاد من عمر الثورة التي يسعى الإماميون الجدد لإعادة الماضي البغيض عبر القمع المجتمعي لاستعادة موروث موغل في التخلف يستحضر كل مقومات الجهل والفقر والمرض.
لا يمكن أن تمضي عجلة التغيير أو تحقق مطالب ثورة الشباب التي انطلقت شراراتها عام 2011م إلا بتحقيق أهداف الثورة الأم التي تعد مداميك الانطلاقة الحقه نحو مستقبل اليمن الجديد يمن الحرية والديمقراطية والوحدة الاتحادية.