الأزمة اليمنية بين بن عمر و العسيري
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 9 سنوات و 8 أشهر و 3 أيام
الإثنين 20 إبريل-نيسان 2015 04:27 م

منذ قرابة الشهر والعميد " العسيري " يظهر علينا كل ليلة مكررا على مسامعنا أن قوات التحالف قد أحرزت تقدما في المعارك ضد قوات المخلوع صالح والمتمرد الحوثي , وغيرها من المبشرات بقرب زوال الخطر ودحر الشر . وبرغم ما يجب أن نبثه من تفاؤل للناس إلا أن الأمر لم يعد يحتمل الصمت بحجة أن الكلام سيثبط الهمم ويحبط الآمل . فالحقائق تؤكد أن المخلوع والحوثي ما زالوا مسيطرين على الأرض ويشكلون خطرا لمن أمامهم . ومن هذه الحقائق :

ـ كل المحافظات تحت سيطرة المخلوع والحوثي أو في متناول نيرانه مع امكانية دخولها , ولا توجد حتى الأن محافظة يمنية مستقلة في يد الشرعية وتملك سلطة قرارها . وبرغم المقاومة في المناطق التي تمت سيطرة اللجان أو القبائل عليها فإنها ما زالت في خطر , فالعدو يتقدم ويدعم جنده بالتعزيزات اللازمة .

ـ إن الضربات الجوية ليس لها فاعلية قوية في عدد من المحافظات الجنوبية . ففي ( عتق ) أستهدف الطيران مواقع قد تم إخلاءها من الجنود والعتاد نحو أماكن مخفية , وتم فتح أبوابها لنهب ما تبقى قبل ساعات من ضربها . وهذا يضعنا أمام سؤالين : من أين تستقي قوات التحالف معلوماتها ومصادر استطلاعها ؟. وكيف علم المستهدفون بتوقيت الضربة ؟ وقد يكون هذا السيناريو مكررا في محافظات أخرى , حيث يتم تدمير المباني وبقايا الذخيرة بينما الأهم قد تم تهريبه .

ـ ما زال العدو يحصل على إمداداته وتعزيزاته شرقا وغربا وشمالا وجنوبا , فالأنباء تؤكد إرسال تعزيزات لقواته نحو عدن وباب المندب , وكل مديرية عدنية يُقال إن المقاومة دحرته منها نجده يتقدم نحو غيرها , ثم يعود لها بعد غد .

ـ لدى صالح طابور من الأتباع السياسيين والعسكريين والقبليين , وهؤلاء تمت تربيتهم وتدريبهم بما يضمن الولاء له , وتم ترتيب اوضاعهم في مراكز حساسة وهامة ولهم مكانة عالية . وفي الجنوب منهم من تلبس لباس اللجان الشعبية وتأييد الشرعية والدفاع عن الهوية . ولما حان الجد فاجأ المخلوع خصومه بهذا الجيش الطروادي من وراءهم ومن بين أيديهم , وهم من فتح البوابات إثباتا للولاء المطلق وخشية فقدان المكانة والسلطة . إن المخلوع وحليفه لديهم جمع يحارب في عدة جبهات وفي وقت واحد وبإمداد متواصل , وكلما ظننت أنك اليوم قضيت عليهم , ظهر لك غدا مثليهم .

ـ المقاومة الشعبية في الجنوب من اللجان والقبائل تقدم كل جهدها ولا تنقصهم الشجاعة والهمة . ولكن يؤخر نصرهم : ـ عدم توحد قيادتهم في حلف أو مكون واحد ينطلق منه قرار تنفيذ خطط العمليات وما يلحقها من إجراءات ومتطلبات . ـ عدم تأهيل قادة اللجان والقبائل لقيادة اركان حرب المعارك وعدم كفاءتهم لوضع الخطط الناجحة وما يلحق بها من تقدم وتأمين للموقع المحرر , أومن تراجع أمن عند تفوق العدو عليهم . ـ وجود الخونة والعملاء من طابور المخلوع , ومن أصحاب المصالح والطامعين في حصص الغزووفوائد الحرب في صف المقاومة . ـ المعلومات المضللة التي يرفعها تجار الحروب والأزمات , معلومات يريدون منها أطالة الحرب بما يحقق لهم مزيدا من الفوائد والمنافع الخاصة ـ الشك في فاعلية مشايخ " الغربة " الذين قدموا لقيادة الجماهير في المعارك , وفي عدم كفاءتهم العسكرية والميدانية , فإلى اليوم لا يوجد لهم أثر ميداني سوى التراجع للوراء ودعوة القبائل المستمرة للاجتماع والتشاور . العدو أحتل المواقع منهم ويتقدم نحوهم , وسيتراجعون من جديد أمامه , ثم سيوجهون الدعوة لإجتماع جديد !. حتى متى ؟ وإلى أين ؟ .

ـ الحوثي يتنفس الكذب والتضليل نحو الشعب , ونتمنى ان لايفرز العسيري نحونا التورية والتدليس . وحده المخلوع من صدقنا القول , لم يرحل , وما زال يرقص على رؤوس الثعابين , وربما يضيف هواية أخرى , ترويض التنانين .

لمزيد من التفاصيل تابعوا صفحتنا على الفيس بوك   هنــــــــــــا

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
دكتور/ فيصل القاسم
أيها السوريون: لا تصغوا لهؤلاء المحرضين المفضوحين
دكتور/ فيصل القاسم
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د . عبد الوهاب الروحاني
بين صنعاء ودمشق.. حتى لا تقعوا في الفخ
د . عبد الوهاب الروحاني
كتابات
مقاربة بين مفهوم الوطن والمستضعفين ونُصرتهم وعاصفة الحزم
د. عبده سعيد مغلس
هادي أحمد هيجمن اروقة الإصلاح 2
هادي أحمد هيج
عبدالله محمد شمسان الصنويالإصلاح .. الرابح الأكبر
عبدالله محمد شمسان الصنوي
مشاهدة المزيد