التعليم الميت الحي 3
بقلم/ نهلة جبير
نشر منذ: 10 سنوات
الأربعاء 24 ديسمبر-كانون الأول 2014 01:22 ص
التعليم ،الميت الحي !! (3)
تعاقبت الأحداث الأخيرة على البلاد في توالي مضطرد ، مما جعلنا جميعاً نفقد تركيزنا ومتابعتنا لمواضيع جوهرية التأثير على المجتمع ومستقبله ، والحق أنني تابعت نتائج الثانوية العامة للعام 2014 ومجمل الأحداث التي رافقت سيرها ، استغربت من عدم تسليط الضوء عليها بشكل كاف ،من قِبل الأكاديميين والاختصاصين وكافة الأطراف الاعلامية ،
 هذا يعني أنها مرت مرور الكرام ، وهذا بحد ذاته اتجاه سلبي مشين ،، فإن لم ينتبه الجميع لكارثية ما ترتبت عليه نتائج الثانوية العامة وما رافقها ، فذلك يعني وجود خلل في القيم وفي الوعي الجمعي !!!
إذ ، أنه ،تمرير كل التجاوزات المهنية والأخلاقية التي حدثت والتي ستستمر في التكرار مستقبلاً !!!
خلال السنوات ال3 الأخيرة ، ترافقت الامتحانات مع حالة الاضطرابات الأمنية والسياسية للبلاد ،وحتماً تأثرت بها ، والمتابع القريب لها لاحظ حجم ما رافقها من سلبيات وتجاوزات ، أهمها برأيي إنكار وزارة التربية والتعليم لها وقد اكتفت بالتعليق عبر مسئوليها بتقزيم حجم التجاوزات في حين كنا نتابعها بدقة، ومباشرةً ،،
فحجم الغش الذي حصل ،وتمرير القبول به ،للجيل الذي يعول عليه بناء وطن ، هو أول انتهاك للقيم ، بل وتم التبرير له بالظروف التي تمر بها البلاد !!
 اختلالات مهولة حدثت ،كتسرب الاسئلة ، وتسهيل الغش بشكل علني ، والضرب بالقيم الأخلاقية عرض الحائط ، والقضاء على جهد الطلاب المثابرين ودك احلامهم في الحصول على منح خارجية او مقاعد في الجامعة الحكومية ، فنسبة نيل الطلاب للدرجات العليا ارتفعت بشكل غير طبيعي ، واحتسبته الوزارة لصالحها ، بينما هو إدانة واضحة لفشل تحكمها بسير عملية الامتحانات ، واعتبرهُ عارض غير صحي للمجتمع يترتب عليه نتائج نفسية سلبية على الطلاب ، فمن حصل على الدرجات العليا بالغش لن يكون أداة فعالة في مركزه المستقبلي ، ومن لم يحصل عليها ممن ثابر واجتهد ، يُدمر تماماً ، وفي الحالتين انتِهكت المواطنة الصالحة ،بغياب العدالة وبالتالي ستتزايد علات المجتمع كالبطالة والحقد والغبن والفقر والتفاوت الطبقي سيأخذ شكله الاعتيادي في التمدد !!
تستعرض الوزارة انجازاتها الرملية وتفاخر بها ،وتقدم أمثلة سيئة عن ضحالة الفكر الذي يقودها ،
فكرٌ اخرق ،يقوم مثلاً بتخصيص مدرسة للمتفوقين في مربع سكني كبير ،ويحرم بقية الطلبة من الحصول على مقعد لهم فيها ويكبدهم مشقة البحث عن مدارس بديلة ،بعيدة عن مربعهم السكني وفي الأساس هذه المدارس طاقتها الاستيعابية فاقت اعلى الحدود !!!
سادتي الكرام ، لا مجال ابداً لحصر كل مشكلات واعتلالات التعليم في بلادنا ،فقد بلغت حداً بالغ السوء ،،
فقط ، استعرض معكم حجم الاعتلالات في محافظة تعز ، ، في تعز المدينة كم عدد الشهادات المباعة سنوياً في الصفوف الاساسية ولبقية المراحل ؟؟؟
 مافيا عنكبوتية ،تتاجر في الشهادات وفي حقوق الطالب ورصيده من الدرجات ،التي تتحكم بها مزاجية بعض المعلمين والمعلمات ،وإن حاول ولي الأمر البسيط التقدم بشكوى ضدهم ، سيجني ولده التنكيل والأذى وفي النهاية يترك الدراسة ،،،
زيارة بسيطة حارة المظفر والظاهرية ستفي بتوضيح الصورة ،التي تعرفها المنطقة التعليمية هناك جيداً .