الحوثي يفض بكارة وثيقة السلم والشراكة.
بقلم/ طارق العضيلي
نشر منذ: 10 سنوات و شهرين و 4 أيام
الأربعاء 22 أكتوبر-تشرين الأول 2014 07:18 ص

لم يكن توقيع الحوثيين على وثيقة السلم والشراكة إلا من باب الهروب من الضغوط الدولية كون الساعي والوسيط في بلورة الاتفاق كان المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر وهناك قرار من مجلس الأمن يقضي بمعاقبة كل من يعرقل التسوية في اليمن حسب الفصل السابع وغيرها و كتكتيك مرحلي للحوثيين مع الاستمرار في الاستراتيجية الدائمة وهي السيطرة على اليمن وقد كان واضحاً في حينه رفضهم توقيع الملحق الامني وعرقلتهم بتعيين رئيس وزراء بل وغدرهم ومكرهم بالكثير من السياسيين والناشطين واقتحام بيوتهم والعبث بها وانتهاك خصوصيات الناس ، ونهب وإحتلال المعسكرات وتهريب اسلحتها الى شمال الشمال ،وسعيهم على احتلال الارض والإنسان في عموم اليمن كل هذا اثناء التوقيع وبعده.

فعندما توافق اليمنيون على الحوار من أجل حل مشاكلهم بحسب المبادرة الخليجية اعتبر الحوثيون أحد المكونات السياسية التي من حقها المشاركة في الحوار و كان موقف الحوثي واضحاً ورافضاً لهذه المبادرة من اساسها مع تمسكه الواهن بمخرجات الحوار الوطني الذي انبثق من هذه المبادرة وما كان دخوله الى الحوار الا إيماناً منه بمنهج التقية والنفاق ولم ولن يلتزم بأي من مخرجات الحوار وقد كان ذلك، فما قام به منذ انتهاء مؤتمر الحوار حتى اليوم لا يمثل خرقاً لمخرجات الحوار وإنما اعتداء على كل مقدرات وثوابت اليمن الدينية والاجتماعية والسياسية ووأدها في وادي الموت

إن حركة الحوثيين حركة عنصرية تقوم على ادّعاء الحق الإلهي في الحكم والعلم وقد كان خروج حسين بدر الدين الحوثي عن طاعة الدولة بحجة أن الحكم حقٌ مغتصب منه ولا بد من استعادة الحق المغتصب ودارت الحروب الستة حول هذه الإشكالية وبعد قيام ثورة 11 فبراير 2011 في اليمن بل مع تزامن انعقاد مؤتمر الحوار الوطني أصدر الحوثيون وثيقتهم الفكرية والثقافية (البرنامج السياسي إن جازت التسمية) وفيها طرح عنصري كريه وبغيض وفيه بأن الله اصطفاهم دون غيرهم وأعطاهم الحق أن يكونوا حكاماً ووهبهم العلم حتى إن العالم من غيرهم مهما بلغ علمه في أي تخصص فإن الطفل منهم أعلم منه وهذه الوثيقة تم استعراضها والاستدلال بمقتطفات منها في الجزيرة عدد 14528 لمن يريد الرجوع إلى العدد ولذا فإن الذهاب بعيداً في التفاؤل ان الحوثي سيلتزم بالاتفاق يبدو في غير محله لأنه مناقض لتكوين الحركة الحوثية نفسها الساعية لاستعادة الحق الإلهي في الحكم والولاية فضلاً عن الأجندة الإيرانية التي تقف وراءهم ، والتحالفات السرية مع منظومة علي عبدالله صالح والذي مازال مصراً على الانتقام من خصومه السياسيين الذين اطاحوا به من جانب وحلمه بالعودة الى الحكم من جانب اخر عبر نجله الاكبر.

 ويعتبر الحكم الحوثي حكم طائفي عنيفاً ايضاً فهو يعادي اليمنيين عامة وبصورة فظيعة، ويدل على ذلك الاضطهاد العظيم الذي قام به ذلك الحكم الطائفي المقيت في المناطق التي يسيطر عليها ، كما تجلَّى ذلك بوضوح في الممارسات الإجرامية لمنهجهم القمعي الوحشي بحق من يخالفهم في الفكر، والرأي ، والعقيدة ، وهكذا نجد تلك الفظاعة تأخذ مداها في صنعاء التاريخ ، وعمران ، وذمار ، والحديدة المسالمة واخيراً في محافظتي الفكر والأدب والثقافة إب ، وتعز حيث هذه المليشيات تمارس العهر والقتل وبسط النفوذ بالقوة على ابناء تلك المناطق ناهيك عن الانتهاكات التي تحدث في مدن وقرى مغيب عنها الاعلام نهائياً ،الم يكن كل هذا إجراماً بلا حدود وانتهاكاً لهذه الوثيقة المظلومة!!

 

ونتيجة لضعف السلطة المركزية، التي يمثلها هادي والتي ترقد على سرير المرض، ولم تعد تملك سوى ورقة الشرعية الدولية، باعتراف مجلس الأمن ودول الخليج العربية.. نلاحظ الاعلان عن اتفاق ابرم في غرف مظلمة بين نظام صالح الفاسد وميليشيات الحوثي و كان اهم ثماره هو سقوط العاصمة ،والزحف على باقي المحافظات والإطاحة بالجنرال وملاحقة كل من قام بثورة فبراير المجيدة بل وتحويل الدولة الى جماعة فاشية تمتلك كل وسائل القتل والإرهاب وتمتلك رقاب الجميع

وما وصلت اليه اليمن اليوم لم يكن الا برعاية الطرف الدولي ؛ ومجلس أمنه ومبعوثه الأممي والدوله المهيمنة فمن لايزال يراهن على مجلس الأمن والفصل السابع ولجنة العقوبات لإنقاذ اليمن من حالة الاحتراب واللادولة التي وصلت اليها فهم واهم وساذج ويدفن رأسه في الرمال.