فلسطين قضية أمة وليس حركة أو فصيل
بقلم/ أماني الخليدي
نشر منذ: 10 سنوات و 4 أشهر و 12 يوماً
السبت 16 أغسطس-آب 2014 09:36 ص

منذ أكثر من ستين عام وحتى اللحظة والشعب الفلسطيني يتكبد الخسائر ويتعرض لأبشع جرائم العدوان الإسرائيلي ، ويضحي بقوافل من الشهداء والجرحى في سبيل الدفاع عن أرضه وعرضه ، ومايزال حتى اللحظة يناظل من إجل استعادة أراضيه المحتلة حتى إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف كدولة عربية إسلامية تحمي مقدسات الأمة وتدافع عنها بكل ما تستطيع . مايحدث في غزة اليوم من حرب إجرامية من قبل قوات الإحتلال الصهيوني للقضاء على كل شيء حي في غزة حتى الشجر والحجر لم تسلم هيالأخرى كالبشر من هذه الحرب الوحشية ، التي يدفع ضريبتها أطفال غزة ونسائها ورجالها كل يوم في ظل صمت عربي ودولي لم يتجاوز بضعة خطابات لم تغير شيء على الأرض ولم توقف هذا العدوان الغاشم بحق سكان قطاع غزة ! إن مخطط العدو القائم على تفتيت الدول العربية ، وإشغالها في صراعاتها الداخلية وبث روح التفرقة ورزع الفتن بين أبناء الوطن الواحد عبر تغذية الاختلافات المذهبية والطائفية وإذكاء روح الفرقة الدينية واستغلال الفجوات بين المذاهب لبث الصراع ودعم جماعات فكرية و ودينية ومذهبية لضرب جماعات دينية أخرى تحت مسمى الإسلام والدين بريء من أقاويلهم وأحاديثهم وخطاباتهم كون العدو يسعى بكل ما يمكن لخلق الفتن والحروب الأهلية والداخلية كي يستطيع تمرير مخططه الإجرامي والتشطيري بين الدول العربية حتى يحقق فعلاً مصالحه في تدمير النسيج المجتمعي للكيان العربي ، ومواصلة احتلاله للأرض الفلسطينية ومن ثم التوسع في البلدان العربية الأخرى ، فدوماً ينتهج العدو الصهيوني سياسة فرق تسد فلاحظنا تواجده في الربيع العربي عبر التدخل الأمريكي والغربي في سياسة في بعض الدول العربية المتأثرة بالحراك العربي وماشاهدنا من تدخل عسكري في ليبيا وتباينات في السياسات والأجندة الخارجية فيما يتعلق بمصر وسوريا واليمن لدليل قاطع على أن العدو الاسرئيلي والمدعوم أمريكياً يهتم كثيراً بتغذية الصراعات بين الدول وبين الشعوب وانظمتها ايضاً ، كل هذا لكي يضع له قدم وعذر للتدخل في شئون الدول الأخرى وسياستها ومن ثم شرعنة تواجده وتدخله بداعي احتياج هذه الدول لهم . إن الصمت عن جرائم الحرب الذي ترتكب في قطاع غزة والمعاقبة الجماعية للفلسطينيين يجعلنا نراجع حساباتنا وسياستنا مع الغرب ، كون الإنسان العربي بنظرهم لا شيء مقابل الإنسان الصهيوني المحتل ، وعليه يجب علينا جميعاً التكاتف والتلاحم في وجه هذا الاحتلال الممنهج والاستيطاني . موقف بعض الدول من حماس يجب أن لا يؤثر على القضية المركزية قضية العرب الأولى فلسطين فمهما كانت خطايا " حماس " إلا أنها تظل جزء لايتجزء من الشعب الفلسطيني والأمة العربية وبالتالي يجب الوقوف معها في سبيل دعم المقاومة بالمال والسلاح حتى تنتصر في مواجهة هذا العدوان الوحشي ، وعليه فإن الشعب الفلسطيني بشكل عام يجب ألا يحمل أوزار خطايا فصائله ، فجب أن ننظر لما يحدث بفلسطين على أنه حرب يجب تجريمها ووقف كل هذا المجازر البشعة بإعتبار ماحدث ويحدث حتى اللحظة في قطاع غزة شيء لا يرضي به دين أو عرف أو إنسانية كون ذلك إجرام بكل ماتعنيه الكلمة.