النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب تحركات لطرد الحوثيين من العراق وإغلاق مكتبهم... مسؤول عراقي يكشف عن طلب أمريكي بوقف أنشطة الحوثيين في بغداد مناقشة مخطط ''استراتيجي" لمدينة المخا درجات الحرارة والطقس المتوقع في اليمن خلال الساعات القادمة وجه بإنشاء وإعادة تشكيل بعض الهيئات واللجان.. مجلس القيادة يشدد على عودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من اليمن اتفاق في سوريا على حل جميع الفصائل المسلحة ودمجها في وزارة الدفاع تصريحات مدرب اليمن قبل مواجهة السعودية الحاسمة في كأس الخليج.. ماذا قال؟ اسرائيل تعلن الحرب وتهدد بتحويل صنعاء والحديدة إلى غزة ولبنان جديدة.. وقيادي حوثي يرد: '' لن نتراجع''
أثبتت الأحداث الأخيرة أن إرسال اللواء الثالث (حفاة) إلى مأرب لم يكن بقرار عشوائي، فثمة من يحاول تفجير الأوضاع وإشاعة جو من الفوضى هناك لتحقيق مآرب خسيسة ومن سيدفع الثمن بكل تأكيد هم أفراد هذا اللواء الهمجي والذي يمارس الإرهاب في أبهى صوره وعلى مرأى ومسمع من جميع الجهات المسؤولة خصوصاً وأن دعوات أبناء مأرب طيلة الأسابيع المنصرمة قد تركزت حول إيجاد مخرج يقوم على ترحيل هذا اللواء من المحافظة قبل حصول ما لا يُحمد عقباه ، إلا أن صنعاء لم تستجب لكل تلك الدعوات وكأن الأمر لا يعنيها في شئ ولسان حالها يقول تعاملوا معه بطريقتكم
تكررت الممارسات الهمجية لأفراد هذا اللواء على مدى أشهر عديدة إذ لا يكاد يمر أسبوع بدون سفك دم لدرجة ممارسة إرهابهم على البسطاء من الناس من خلال قتلهم أحد الباعة المتجولين وآخر من بائعي القات في وسط مآرب نتيجة إطلاق النار العشوائي على مواطنين في أسواق تكتظ بمئات الباعة والمتسوقين، وكل تلك الأعمال الإستفزازية ضد أبناء المحافظة تأتي بذريعة فرض هيبة الدولة، وهنا نتساءل بموضوعية مطلقة عن كيفية فرض سيطرة الدولة من قبل لواء هو في الأصل لايزال متمرد على قيادة المنطقة منذ وصوله إلى هناك نهاية العام الماضي، حيث رفض العديد من المهام الموكلة إليه وعلى رأسها ملاحقة المخربين وحماية أبراج الكهرباء وأنابيب النفط وبدلاً من ذلك مارس كل أساليب البلطجة على الناس بدون حسيب ولا رقيب
سمعنا مؤخراً عن توجيهات عليا تحث الأجهزة الأمنية على التصرف بحزم مع كل المخربين ممن يستهدفون أبراج الكهرباء والنفط بين الفينة والأخرى وهذا هو المطلوب من الأجهزة الأمنية كون ذلك يأتي في صميم واجباتها، ولكن يبدو أن تلك التوجيهات قد تمت ترجمتها بشكل عكسي تماماً إذ قامت الوحدات المرابطة بمأرب والتي يُعول عليها تأمين أرواح وممتلكات المواطنين بقتلهم وترويعهم وإغلاق محلاتهم التجارية والتسبب في تعطيل حركة السير، بينما الكلافيت لم يتجرأ عليهم أحد فهاهم يمارسون هوايتهم المفضلة مع إشراقة كل شمس برمي الأسلاك على كابلات الطاقة وتدمير الأبراج من خلال إطلاق الرصاص والأدهى من ذلك أن شغل وزارتي الداخلية والدفاع الشاغل نشر أسمائهم وعمل تحديث بها بشكل اسبوعي وربما يتم إضافة تلك الأسماء قريباً لمقررات طلاب المدارس تجنباً لنسيانها.
عدم إستجابة الدولة لمطالب أبناء مأرب المتمثلة بإبعاد هذا اللواء يجعلها تتحمل المسؤولية كاملة عن عواقب هذا التغاضي حيث سُفكت بنيران أفراد اللواء الثالث الكثير من الدماء الزكية كان آخرها ما حدث بالأمس ، وستُسفك دماء جديدة نتيجة ذلك الفعل الإجرامي ولن تنفع أية معالجات سوى تحرك أبناء المحافظة أنفسهم لردع هؤلاء المتغطرسين فدماء أبناء مأرب ليست رخيصة ولن تمر فعلتهم مرور الكرام
ما يحز في النفس هو ذلك السكوت الإعلامي المريب حول إستمرار هذه التصرفات الهمجية والتي لم تكن وليدة اللحظة إذ بدأت قبل أشهر، ومع ذلك لم نسمع بأي شجب أو تنديد لا من صحفيين ولا من ناشطي حقوق الإنسان ،بينما تحظى في المقابل كابلات الكهرباء وأنابيب النفط بتغطية إعلامية غير عادية لمجرد تعرضها لإهتزاز بسيط بسبب مرور نسمة هواء عابرة، حيث نجد وسائل الإعلام تتهافت على تغطية الحدث وتصوير أبناء هذه المحافظة- جميعهم بلا إستثناء- كمجرمين وقطاع طرق في حين لا تحظى دماء الأبرياء التي تُسفك كل يوم إما بذريعة الإرهاب أو بذريعة مقاومة الدولة والتخريب بالنذر اليسير،فهل هذه هي المهنية يا حملة الأقلام ؟!
إذا كانت تلك همجية العسكر التي يمارسونها ضد المواطنين بإستخدام الرصاص، فإن بربرية الإعلام بإستخدام الأقلام لا تقل عنها شراسة خصوصاً عندما يتم قلب الحقائق ونقل صورة مغايرة تماماً للواقع المعاش حيث دأب بعض المحسوبين على السلطة الرابعة وكعادتهم على إضفاء غطاء الشرعية على تصرفات هذا اللواء المتمرد وتصويره أنه النموذج المناسب لفرض هيبة الدولة على تلك المناطق، فهل ترويع المواطنين و قتل الأبرياء هي الممارسات السوية لديكم لفرض هيبة الدولة؟! لا ندري ربما كان الصواب معكم لأننا بالفعل نعيش في زمن العجائب