آخر الاخبار
د. محمد العامري : نرفض الوصايات الأجنبية على بلادنا، والأمريكان متحالفون مع الإيرانيين
بقلم/ مأرب برس - سلمان العماري
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 13 يوماً
الثلاثاء 08 يناير-كانون الثاني 2013 06:56 م
 

يشغل الدكتور محمد بن موسى العامري منصب رئيس الهيئة العليا لإتحاد الرشاد السلفي اليمني، وهو الحزب الذي شكل مؤخراً وحصل على نصيبه كممثل في اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للحوار الوطني، "مأرب برس" التقت الدكتور العامري وهو عضو فنية الحوار وعضو هيئة علماء المسلمين في اليمن، وحاورته حول مجمل القضايا الهامة والشائكة التي تشهدها اليمن اليوم.. إلى تفاصيل..

حاوره: سلمان العماري

زادت مؤخراً حوادث الاغتيالات عن الحد المعقول ،والقتل والقتل الآخر المتعدد اليومي بشكل غير مسبوق في البلاد، ما موقفكم من ذلك ومن يقف وراءها ؟

-مانراه اليوم ونسمع به من حوادث الاغتيالات في مناطق مختلفة في اليمن أمر في غاية الخطورة ويتلخص الموقف في الآتي :

-أولآ:أن مثل هذه الأعمال لا يمكن أن يقدم عليها إلا من رق دينه وضعف في نفسه الوازع الديني أو انعدم وذلك لما تضافرت به نصوص الشريعة الإسلامية من حرمة التعدي على النفس التي حرم الله حتى جعل القرآن الكريم إزهاق النفس المعصومة يساوي قتل الناس جميعآ.

-ثانيآ : أن الذين يقدمون على هذه الأعمال الشنيعة هم أعداء الوطن الحقيقيون ،والذين لا يملكون حججاً لمشاريعهم فيلجأون إلى مثل هذه الأساليب الإجرامية لخلق الاضطرابات والفوضى في المجتمع.

-ثالثآ: إن من واجب الدولة أن تتعقب هؤلاء الجناة وتقدمهم للقضاء الشرعي ليقام فيهم حكم الله تعالى الرادع لهم ولأمثالهم ممن يعبثون بأرواح العباد.

-رابعآ: على جميع أبناء الشعب اليمني أن يتعاونوا في كشف حقيقة هؤلاء والتحذير منهم ومن أعمالهم كما أن على الأجهزة الأمنية أن تتحمل المسؤلية في حماية المواطنين .

•ضربات الطائرات الأمريكية المستمرة التي تحصد أرواح اليمنيين والأبرياء يومياً في البلد ما موقفكم منها ،وتعليقكم ؟

-لا شك أن استعمال الطائرات ضد المواطنين أمر غير مقبول حتى لو كانت طائرات يمنية والواجب هو القبض على أي جاني ومحاكمته وعقوبته بما يثبت عليه قضاء وشرعا هذا إذا كان الطيران يمنيا وأما إذا كان أجنبياً فالأمر أدهى وأمر لما فيه - إضافة إلى ما سبق - من انتهاك سيادة اليمن واستقلالها وعلى الدولة أن تقوم بواجبها وأن تحمي موطنيها من أي عدوان خارجي .

•بصفتك عضو في اللجنة الفنية للحوار الوطني ما الذي تبقى من أعمال هذه اللجنة ، وإلى أين وصلت؟

-اللجنة الفنية سلمت تقريرها النهائي لرئيس الجمهورية وفرغت من أعمالها التنظيرية ولم يتبق سوى وضع آلية اختيار المكونات الثلاثة (الشباب - المرأة - منظمات المجتمع المدني) من فئة المستقلين .

 وفي تقديري أن الوصول إلى فئة المستقلين سوف يشكل إشكالية داخل اللجنة الفنية نظراً للتجاذبات السياسية حول هذه الفئة

•كيف تنظرون إلى مسألة هيكلة الجيش في إطار الحوار الوطني ،وما يترتب عليها ؟

-هيكلة الجيش أو توحيده وبناء جيش يمني حديث متسلح بالإيمان والمعرفة من الأمور الضرورية التي علينا أن نباركها شريطة أن تتسم هذه العملية وفق معايير موضوعية ومهنية بعيدة عن أي تدخلات خارجية أجنبية فنحن كيمنيين أعلم بمصالحنا من غيرنا.

•هل هناك التفاف حاصل على حصة الشباب المستقلين في الحوار الوطني من قبل الأحزاب والحركات السياسية ؟

-بالنسبة لي شخصياً فقد قررت ألا أشارك في أي من اللجنتين المخولتين باختيار المكونات الثلاثة الشباب, والمرأة والمجتمع المدني .

وكان لي رأي أن تنأى اللجنة الفنية عن التدخل تماماً في اختيار هذه المكونات ويترك الأمر للجنة رئاسية محايدة ما أمكن تتولى اختيار هذه المجموعات بعد أخذ المعايير الخاصة بها من اللجنة الفنية ،وبخصوص سؤالك حول الالتفاف على حصة الشباب المستقلين والمرأة ومكونات المجتمع المدني لا أستطيع أن أبرئ ولا أتهم،إلا أنه وبطبيعة الحال طالما الاختيار سيكون للأحزاب والحركات السياسية أو المنتمين إلى تيارات معينة فلا شك أن كل طرف سوف يحاول أن يجذب ما استطاع من المتعاطفين معه على أن مسالة المستقل هذه بكل تأكيد لن تكون دقيقة فهناك مستقلون عن الأحزاب والقوى السياسية لكنهم مصنفون ضمن تيارات معينة ليبرالية أو ذات توجهات تغريبية ونحو ذلك.

•ثار لغط كبير حول استبعاد شريحة العلماء وغيرها كـ مشايخ القبائل وقادة الجيش والقضاة والأكاديميين ونحوهم إلى ماذا ترجعون ذلك، وما أسبابه؟

-دعني أكون صريحاً معك أخي الكريم في هذه النقطة، والذي أراه ويراه غيري أن هناك إقصاء متعمداً للقوى المحافظة سواء كانت إسلامية كالعلماء والدعاة أو قبلية كمشايخ القبائل وهو استبعاد لا يطمئن ولا يبعث على التفاؤل، فيما إذا استمر الحال ولم تعالج هذه المشكلة.

•ألا يكفي أن يكون هناك تمثيل رمزي في الحوار الوطني كما يطرح البعض للعلماء والمشايخ ؟

-لا أدري لماذا يطرح التمثيل الرمزي عند ذكر مشاركة العلماء والمشايخ ولماذا لا يكون نفس السؤال للمكونات الأخرى الأحزاب, والنساء, والشباب, ومنظمات المجتمع المدني والحركات السياسية.

-لماذا لا يقال هناك يكفي أن يكون حضور هذه الفعاليات رمزياً بدلاً من هذه الأعداد التي أعطيت لهم، وما المشكلة في أن يكون هناك أربعون عضواً من العلماء ومثلهم من شيوخ القبائل باعتبار هاتين الفئتين تمثلان عمقاً اجتماعيا واسعاً في اليمن, يفوق أضعافاً مضاعفة منظمات المجتمع المدني.

•ولكن كيف سيتم اختيارهم، وثمة من يطرح في إنكم تريدون تكثير مقاعدكم بهاتين الفئتين بالذات؟

-سوف يتم اختيارهم كما يختار غيرهم فهم معلومون أكثر من بعض الفئات في الحوار الوطني، وما المانع مثلا أن يختار من كل محافظة عالمان وشيخان بعد لقاء موسع في كل محافظة يتم فيه انتخابهم !!

وأما ما تطرحه من الحرص على تكثير مقاعد الرشاد في الحوار الوطني فأقول لك إنني قد رفعت قائمة بعلماء اليمن إلى رئيس الجمهورية الذين طالبت بإشراكهم في الحوار الوطني وقد نشرت قبل بإمكانك الرجوع إليها وعددت ونوعت من العلماء فذكرت جملة من علماء الشافعية والزيدية والإصلاح والسلفية والصوفية,وبعضهم ينتمي إلى المؤتمر الشعبي العام.

وليس عندي مانع أن أقول ليكن عشرة من علماء الشافعية وعشرة من علماء الزيدية وعشرة من الإصلاح وعشرة من السلفيين وعشرة من الصوفية فأين الحرص على المقاعد الخاصة كما أن العلماء الذين رفعت بهم إلى رئيس الجمهورية من مختلف مناطق اليمن شماله وجنوبه.

• في المقابل ثمة من يطرح ويقترح في أن يكون تمثيل العلماء من خلال أحزابهم التي ينتمون إليها فماردك ؟

-مثل هذا الطرح المقصود به تضييع حصتهم والإحالة على المجهول وهو أمر لا يليق أن يتعامل به مع العلماء وهم الذين استشهد بهم الله على وحدانيته من دون سائر الناس في قوله تعالى: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } آل عمران 18.

 وهناك فئة كبيرة من علماء اليمن لا ينتمون إلى أحزاب، وهناك أحزاب لا يوجد لديهم علماء ثم ألا يمكن أن يقال هذا في النساء ومنظمات المجتمع المدني,لست أدري لماذا تطرح هذه الشبهات فقط عند ذكر علماء اليمن الذين سوف يكون لحضورهم دور فعاّل ومهم للغاية في إثراء الحوار الوطني !!, وكذلك مشايخ القبائل,المعرفون بالعقل والحكمة وتجارب الأمور .

•لكن هناك من يقول إن فئة مشايخ القبائل بالذات كانت إحدى المشكلات في النظام السابق فما تعليقك على هذا ؟

-لا أخفيك أن أغلب الذين سيشاركون في الحوار هم من أسباب المشاكل في النظام السابق المؤتمر وحلفاؤه والمشترك وشركاؤه ,والحراك ,وجماعة الحوثي أليس أكثر هؤلاء هم أصحاب مشاكل أكثر من مشايخ القبائل ؟!

 ثم إن هذا من الظلم لمشايخ القبائل فهناك مشايخ معروفون كان لهم دور بارز في الأحداث التي شهدتها اليمن وكانوا مثار عز وافتخار وجسدوا أخلاق القبيلة وقيمها بما علمه القاصي والداني فأرجوا أن لا يتم التحامل عليهم بطريقة غير منصفة.

• تحدثت بعض الناشطات في اللجنة الفنية عن توجه لكم لإقصاء المرأة اليمنية من المشاركة في الحوار الوطني ما تعليقكم؟

-نحن ننظر إلى المرأة ودورها بمنظار الشريعة الإسلامية ونعتقد أن الشريعة الإسلامية قد أعطتها كامل حقوقها دون وكس أو شطط ونعتبر أن النساء شقائق الرجال في جميع الحقوق والواجبات ما عدا ما جاء من الأحكام الخاصة بالمرأة ونحن لا نمانع أبدا من أن يكون هناك فريق نسوي في الحوار الوطني يناقش قضايا المرأة أو الأسرة أو الوطن بشكل عام, لكن الذي رفضناه بكل وضوح هو هذا الحشد الهائل من النساء في الحوار الوطني الذي قد يصل إلى قرابة 40% في المائة يعني نحو مائتي امرأة في الحوار, ولا شك أن هذا سوف يكون على حساب واجباتها الأسرية المنوطة بها.

-كما أن إلزام القوى السياسية بالكوتا النسائية 30% أمر غير مبرر فليترك للقوى السياسية تختار من تشاء فلماذا التضييق عليها؟.

• هل ثمة تدارك تقومون به لمعالجة مشاركة العلماء ومشايخ القبائل بما يتناسب مع حجمهم ،ومكانتهم في الواقع كما ذكرتم ؟

- أعتقد أن الحصة الرئاسية 62 مقعداً المخصصة لرئيس الجمهورية غير كافية لمعالجة الخلل في هذا الموضوع إذ أنها سوف تكون موزعة على العلماء والمشايخ والأحزاب الجديدة والمغتربين والأقليات والروابط الاجتماعية، والمهمشين، والأكاديميين ونحوهم فكيف ستسد الثغرات بهذا العدد القليل ؟ لكن هناك معالجة مقبولة وهو أن ترفع حصة الرئيس ويزاد فيها إلى 150 مقعداً مثلا إضافة إلى 62 مقعداً، وهذا الأمر يجب أن يتقبله الجميع وأعتقد أن رئيس الجمهورية جدير بمعالجة إشكالات التمثيل من العلماء وغيرهم إذا ما أضيفت له هذه المقاعد.

•لماذا الإصرار من قبلكم وكذلك العلماء في اليمن على جعل مرجعية الحوار الكتاب والسنة ونحن في شعب مسلم، والدستور ينص على ذلك؟

-لأننا في شعب مسلم علينا أن نصر على مرجعية الكتاب والسنة للحوار الوطني ولو كان الحوار بين مسلمين وغير مسلمين لما كان مقبولاً أن يطرح الكتاب والسنة مرجعين للحوار لأن الطرف الآخر لا يقبل بذلك لكن قل لي من هو أو هي الجهة التي تستطيع أن تعلن رفضها لمرجعية الكتاب والسنة في اليمن، فضلاً عن أن

هناك مواضيع في الحوار لا بد فيها من تحرير شرعي وبيان حكم الله فيها، ومثلاً قضايا المرأة، حقوق الإنسان، الحريات، مفهوم الدولة المدنية، هناك مفاهيم غربية لهذه المعاني والإسلام له مفاهيمه، وما نراه فقط هو تعديل بعض المواد الدستورية.

•تقفون في الرشاد موقف الحياد من كتلتي الصراع السياسي في البلد المؤتمر وحلفاؤه والمشترك وشركاؤه ماذا يعني لكم ذلك؟

- يعني لنا باختصار أن لا نستجلب الخصومات التاريخية بين الطرفين،وهذا لا يعني الضبابية في مواقفنا إطلاقاً وسوف نكون مع الطرف الأقرب إلى العدل ومصلحة اليمن في نقاط الاختلاف بينهما ما يعني أننا سوف يحكمنا مع الأطراف السياسية نوع القضية وعدالتها وسيكون تعاوننا مع كل مكون سياسي نابعاً من قوله تعالى : {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ} المائدة 2 .،ومن قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : "انصر أخاك ظالم أو مظلوما.. " الحديث .

• من وجهة نظركم ما هي عوامل نجاح الحوار الوطني ؟

-عوامل نجاح الحوار الوطني من وجهة نظري ألخصه وأجمله في الآتي :أن يكون الكتاب والسنة مرجعين للمتحاورين باعتبارنا مسلمين ،وأن يمثل فيه جميع أبناء اليمن تمثيلاً عادلاً وأولى هذه الفئات علماء اليمن ونحوهم،وأن تُغلّب فيه المصالح الكبرى لليمن على المشاريع الصغيرة التي يحملها أصحابها سواءاً كانت مناطقية أو مذهبية أو سلالية أو منظمات تتاجر بالقضايا الوطنية والأخلاقية ،وأن تختار الجهات كوادرها بعناية تامة من الجهات الواعية التي يهمها مصلحة اليمن والمحافظة على ثوابته الدينية والوطنية.

كذلك أن يتم تهيئة الأجواء للحوار ويأتي على رأس قائمة ذلك حل إشكالات المحافظات الجنوبية ورد المظالم والحقوق إلى أصحابها وكذلك معاناة أبناء تهامة وما فيها من مظالم وبقية مناطق اليمن ،وأن تكف الجهات المسلحة عن ممارسة أعمال السلطة المحلية في المناطق التي تسيطر عليها كما هو الحال في صعدة ،وأن تبسط الدولة نفوذها في جميع مناطق اليمن.

•من خلال تجربتكم وانخراطكم مؤخراً في العمل السياسي مقابل العمل العلمي والدعوي والخيري أين تجدون الأولوية في ذلك؟

-لا تعارض بين هذه الأعمال فكلها مطلوبة ولكن أحيانا يكون هناك واجب الوقت فيرجح جانب على آخر لفترة محدودة , والعمل السياسي اليوم له أهميته القصوى في هذه المرحلة التي يتشكل فيها مصير اليمن فنرى أن يهتم بالجوانب العلمية والدعوية والخيرية ويضاف بنفس القدر - أ و أرفع منها قليلاً - الجانب السياسي .

•إلى أين وصلتم في الحوار مع بقية الفصائل السلفية كالحكمة الراغبين في الانضمام والعودة إلى الرشاد ،وكذلك رابطة الحديث وغيرهم ؟

-هناك خطوات جيدة في هذا الاتجاه ،ونحن نرحب بجميع من ذكرت ،ونمد أيدينا لعموم أبناء اليمن للتعاون في بناء صرح الرشاد اليمني الذي ستكون أبوابه مفتوحة ومشرعة للجميع.