هكذا تعمق المليشيات معاناة المرضى بمستشفى الثورة بصنعاء القائد أحمد الشرع : أعدنا المشروع الإيراني 40 سنة إلى الوراء طهران تعلن مقتل أحد موظفي سفارتها في دمشق عمائم إيران ترد على بوتين: لهذه الأسباب لم نقاتل مع بشار الأسد ؟ من جنيف أول منظمة حقوقية تطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم تجاه الغارات الإسرائيلية للمنشآت الحيوية اليمنية إيران في ورطة.. طهران تقف عاجزة أمام كميات مهولة من النفط المُخَزَّنة في ناقلات راسية في البحر عاجل : مقتل شيخين قبليين وإصابة ثلاثة أخرين في نزاع مسلح في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي طارق صالح يناقش مع بن دغر ''الإنتهاء من اعداد البرنامج السياسي'' لتكتل الأحزاب اليمنية احباط عملية إرهـابـية بمحافظة شبوة الحوثيون يرتكبون أكثر من 500 ألف حالة قتل وتسببوا بمقتل أكثر من 100ألف يمني خلال حروبهم السته.. تقرير جديد يكشف الملف الاسود للمليشيا .. عاجل
جاء الربيع العربي متأخرا بعد سنوات طويلة من الجفاف ، غيب العلم فحل الجهل ضيفا ثقيلا على شعوب المنطقة ، وغيب الاقتصاد فحل الفقر ضيفا مريرا على عاتق الشعوب ، وغيب العدل فضاعت الحقوق وحل الظلم والقهر ، انخدع الجيل الماضي بالشعارات فحلت الدكتاتورية كنتيجة طبيعية للتصفيق المستمر بلا وعي ولا إدراك .
جاء الربيع العربي أثناء حالة صمت غريبة من الزمن ، لم نكن نتوقع حجم التغيير الذي حصل في برهة قصيرة من الزمن ، ما حصل أذهل الجميع بلا استثناء ، ربما الكثير لم يفق من هول الصدمة إلا بعد وقوعها ولذلك وقف في الموقف الخطأ والبعض استدرك فهرب الى الثورة بقدر هروبه منها ، والبعض كان في الزاوية البعيدة مترقبا حضور المفاجأة ومتحضرا لاقتناصها .
كما قال أحدهم ان الثورات العربية جاءت لتنهي حقبة الرئيس الراحل التي عرفتها الشعوب لتستبدلها بالرئيس المخلوع فالسلطة لم تكن لتذهب من رئيس الى آخر إلا في حالة وفاته .
خيم الجمود على الشعوب العربية فاختزلت الأحزاب في الأشخاص واختزلت الدولة في العائلة واختزلت الوطن في الزعيم الأوحد ، واختزل الدين في الشيخ ، غاب التجديد في الفكر فتولدت التبعية وغابت الديمقراطية الحزبية فتجمد رؤساء الأحزاب في أمكانهم ردحة من الزمن وكأنا نحتاج إلى ربيع آخر لكي يتغير رئيس الحزب وأمين الحزب وتنتظم الحياة الديمقراطية داخل الحزب .
الجمود الفكري لدى شباب الأحزاب واضح وجلي ، فالكثير من الشباب لازال يتغنى بتلك الشعارات البائسة والبعض معتقد بشعارات اندثرت وانتهت عمليا وأصبحت جزء من الماضي الذي لا يتماهى مع المستقبل ولا يتقبله الواقع ، والبعض سلم عقله للآخر ليفكر له واستسلم لتنفيذ الأوامر دون التفكير فيما ينفذه .
في ظل هذا الجمود المحيط بنا وفي ظل هذا التوقف الزمني اللا مبرر لدينا ، وفي ظل انعكاس آلة الزمن في محيطنا العربي فالكل يتقدم ويخترع و يؤسس بينما نحن نصر على المسير في الاتجاه المعاكس ونبتعد كثيرا عن الصفر في مفارقة عجيبة فعلا خاصة في ظل وجود الربيع العربي.
قد يستشعر القارئ أن هذا هو جلد للذات ،بينما هي محاولة تشخيص لهذا الجمود الزمني والفكري الذي أصبنا به في سلسلة من المقالات لتشخيص هذا الجمود والاعتراف به كأولى خطوات العلاج ،مالم نعرف موضع الخلل وأسباب الجمود فلن نستطيع ان نتحرر من هذا الجمود الفكري والثقافي والسياسي والديني المحيط بنا.
من اسوأ من ابتليت به مجتمعاتنا العربية في عصر ما بعد الثورة هو ما يسمى بالنخبة ، كنا نعول على هذه النخبة الكثير والكثير جدا في توعية المجتمع وتبصيرهم وإرشادهم لتأسيس المرحلة الجديدة في عمر الشعوب لكنا أصبنا بخيبة الأمل بعد أن وجدنا النخبة تبحث عن مصالحها الشخصية في أكثر من دولة عربية أبان الربيع العربي ولو تعارضت مصالحها الخاصة مع مبادئ الديمقراطية لكفرت بالديمقراطية .
وهنا سنشير لبعض أسباب الجمود الفكري عند الشعوب العربية ومنها :-
1-سياسة التجهيل المتعمد التي مارسها الحكام العرب حتى يستمروا في حكم الشعوب ولإدراكهم جيدا أن العلم هو سيف الشعوب التي تتحرر به .
2-الإعلام الموجه الذي لعب دورا بارزا في صناعة زعامات وهمية لا تملك ولاء وطني أو رصيد ثقافي وعلمي حتى تتبنى خطط بناء البلدان وإنما واجهات سياسية في خدمة الحاكم وإن كان الإعلام احد وسائل سياسة التجهيل إلا أني أفردته لأهميته الكبرى في خلق اهتمامات الشعوب.
3-انهماك المواطن في البحث عن لقمة العيش لتصبح أولوية عنده مزامنة مع استخدام المال السياسي في كسب ولاء المعارضين للأنظمة مما أفقدهم مصداقيتهم .
4-ضعف المعارضة السياسية للحاكم وعدم كفاءتها لإيجاد التوازن المطلوب .
وهناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى هذا الجمود في العالم العربي وربما أشير إليها في مقالات قادمة عن أسباب الجمود والحلول والآليات للخروج من هذا الجمود المحيط بنا ونحن إذ نستقبل عام الجديد نتمنى من صحيفة الوادي أن تكون رافد قويا للشباب اليمني في تحريك هذا الجمود وخلخلته بعصر الأفكار وشفافية الأداء تزامنا مع إدراك المسئولية على عاتق الإعلام الجديد.
Eng.Abdulrahmann@gmail.com