الرئيس العليمي يوجه بصرف علاوات سنوية لكافة منتسبي السلطة القضائية.. تفاصيل اجتماع حضره بن مبارك والمعبقي إسرائيل تكشف طريقة الرد االقاسي ضد الحوثيين في اليمن اختيار السعودية لاستضافة بطولة كأس الخليج القادمة (خليجي27) إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار قتلى في كمين نصبه فلول نظام الأسد والادارة السورية الجديدة تعلن تحييد عددا منهم استمرار الأجواء شديدة البرودة على المرتفعات الجبلية ومعتدلة في المناطق الساحلية استبدال عملة السودان.. أهداف اقتصادية ومعوقات سياسية واتساب يطلق ميزة جديدة لمسح المستندات داخل التطبيق مقتل 14 عنصر أمن في كمين لفلول النظام السابق في طرطوس نتنياهو بين 50 ضيفاً دعاهم ترامب لحضور حفل تنصيبه.. تفاصيل
في السياسة كما في الاقتصاد وفي جميع المجالات ، لا يمكن تحقيق النجاح قبل تهيئة البيئة المثالية .، لن ينجح مؤتمر الحوار الوطني بدون قرارات جديدة وأعمال ملموسة لتهيئة البيئة المناسبة للحوار ، ولن تعود عجلة التنمية والاستثمار للدوران ، قبل تهيئة الظروف المناسبة والمحفزة للشركات المغامرة والتي لديها سياسات ورؤى بعيدة وأفاق واسعة لاقتحام الفرص حتى ولو كانت في اليمن .
إن تهيئة بيئة مثالية مرهون بأعمال جادة لمحاربة الفساد ، وهنا لا نستطيع ان نعرف سببا مقنعا يمنع السلطات الحالية من اتخاذ حلول عاجلة لمواجهة مشاكل الفساد , فما جدوى ان نتحدث عن جهود تعريف الفساد وتهديد مصادره , ونتجاهل محاكمة المفسدين واتخاذ الإجراءات العاجلة لمكافحة من خرجوا عن القانون ونهبوا المال العام وأساءوا للبلد .
إن كانت الحكومة وقرارات الرئيس قد وقفت عند اتخاذ عدد محدود من القرارات التي غيرت الأفراد وبعض القيادات الفاسدة ؛ فما الذي يمنع ان تصدر قرارات حاسمة من اجل تهيئة الأجواء المناسبة للحوار الوطني ، وتجسيدا لإرادة سياسية تسعى لحل بعض القضايا والأسباب الرئيسية الملحة للقضية الجنوب مثلا , ومنها عشرات المظالم التي تمس حقوق الناس ومعيشتهم , وهي قضايا لا تؤجل ، ولا تتحمل انتظار الحوار والتسويات التي لا شان لها بمتطلبات حقوق الناس .
أتساءل لماذا لم تصدر قرارات شجاعة بخصوص التقارير والنتائج المسبقة لحوار اليوم والتي وردت في تقرير باصرة وهلال , وفي مجمل القضايا التي جبن النظام السابق عن التعامل معها بايجابية وبمنطق وبعدل ولما يجسد أحلام التغيير من الاسوأ إلى الأحسن و الأجمل على قاعدة الحكم الرشيد .
ان من مرارة وسخرية الزمن ان نسمع اليوم , بعد ثورة التغيير وبعد أن سكب أفضل أبناء هذا الشعب دمائهم على ساحات التغيير برا وكرمانا ووفاء وتقديسا لهذا الشعب , أن تكون إدارة ملفات أمن البلاد وتامين المشاريع والبنى التحتية من المخاطر والتهديدات التي تواجهها بعقلية المساومة والرشوة , مع الأفراد والمجاميع القبلية , دون التفكير بالحلول الصحيحة للمشاكل والدوافع التي تشكو منها تلك المناطق مثل مطالبة الدولة بمسؤوليتها التنموية ؛ وتعليق النظام وقتل أحلام الناس من جديد في زمن ولت فيه أسباب المراوغة وتعمد ان تظل الدولة ضعيفة ومنهوبة .
هل نجد الرئيس هادي يبدأ بتنفيذ المرحلة الثانية للقرارات الشجاعة , وان يعزز بذلك قراراته القوية التي اتخذها في بداية مشواره الرئاسي , والتي اتسمت بالحكمة وحققت طمأنينة كبيرة بمستقبل مبشر وواعد ؟
هل نجد حزمة جديدة من القرارات التي ينتظرها كل أبناء وطننا الحبيب وشعبنا في الجنوب ؟
أنا أتحدث هنا عن القرارات التي لا تحتمل التأجيل , والتي تناقش الآن في كل منتديات عدن و( مقايلها ) وشوارعها .. في كل بيوتها المتضررة من ظلمات الحكم الشمولي الذي سلب الكثيرين أراضيهم ووظائفهم وحقوقهم .
لكي ينجح الحوار ، ولكي نتجاوز الأزمة الاقتصادية ، وتكون حياة الاستثمار آمنه وبيئته مشجعة , يجب أولا أن أن يعود للمتعاقد مرتبه الذي حرم منه ،وللمظلوم حقه المنزوع ؛ فالمواطن ليس عليه أن ينتظر , او يتحمل عذاب البرد والجوع والحر والشتاء وخطابات الأحزاب , ليسهم في إنجاح الحوار.
وهل على الأعمال والمشاريع والتطلعات والطموحات والصفقات والفرص التي يرغب المستثمرين باقتناصها , والشباب العاطل بتحريكها , أن تتأجل وان تخزن في ثلاجات اللجان المتحاورة .؟
ولعل من القضايا المهمة التي نأمل من الأخ رئيس الجمهورية ان يجعلها في أجندته اليومية , متابعة الجهات الحكومية التي شهدت تغيير في قياداتها او في بعض جوانب آلياتها وبرامجها العملية ؛ لان القرارات التي صدرت وحظيت بارتياح كبير وكانت حكيمة للغاية , تحتاج إلى إشراف مستمر ومتواصل , لمتابعة نشاط تلك الوحدات الاقتصادية , من أجل تقييم كل اعوجاج او ضعف , او ان ثمة قرار قد طاش ولم يحقق الهدف , ولعله أدى إلى خيبة امل كبيرة لدى الأوساط المهتمة والتي تربطها أعمال او مشاريع تمس حياة المجتمع وفرصة في التغيير وفي التحولات المنشودة .
إن من الأهمية مراجعة مثل تلك القرارات ؛ لان القرار ان أخطاء سيقع الضرر على المجتمع كله , ولن يتحقق الهدف المنشود لرئيس الدولة او لرئيس الحكومة , الذي بني على أساسه الحكم وافترضت بشأنه توقعا ونتائج محددة .
كيف تكون المعالجة ان ظلت القرارات طريقها , وخابت التوقعات ببعض رجال التغيير الذين دفعت بهم الرياح الى قمة بعض الوحدات والمؤسسات الاقتصادية والوزارات الحيوية ؟
وكيف ان جانبنا التوفيق , وتم تعيين من لا يمتلك مهارات القيادة , والقدرات الفذة , ويفتقد لكاريزما رجل الدولة الذي ينبغي ان يكون على قدر كبير من الخبرة , وان تكون في سماته صفات القائد الملهم لتحقيق التحول المنشود والعمل على ترجمة مجمل توجهات المرحلة بذكاء .
وبالحديث عن ملفات الاقتصاد والاستثمار ، نجد بحق أن رئيسا الدولة والحكومة , بمجمل نشاطهما العام , يبذلان جهودا مهمة ومتقدمة في سبيل مواجهة التحديات المتراكمة في طريق التغيير , هذه النشاطات والأعمال بمجملها العام انعكست إيجابا على بيئة الاستثمار ، ونتج عنها مؤشرات قوية وضمانات وحوافز مشجعة , و الامل ان عجلة الاستثمار ستنطلق بقوة أكثر وبأعمال ومشاريع مضاعفه .
نعم .. استطاعت اليمن أن تنتزع إعجاب العالم , بحكمتها لتجاوز الخراب الذي شهدته العام 2011 , لان الرئيس هادي تمكن من تحقيق الاستقرار .. وتجاوز الأزمة بجدارة الهدوء وحنكة السياسي الخبير بالتركيبة السياسية لليمن .
ورغم كل التحديات القائمة , تظل هناك الكثير من المؤشرات والعوامل الجاذبة للمزيد من الشركات والأعمال الاستثمارية إلى فرص وخدمات مستقبلية واسعة ومتوقعة سيشهدها اليمن السعيد بإذن الله تعالى .
وتأكيد هذا الحديث , المتفائل بحركة مضاعفة وقوية للاستثمار , مشروطا بتعديل قانون ومراجعة كل التعديلات التي أدخلت العام 2010 على القانون , والاستماع إلى صوت القطاع الخاص وإشراكه في صناعة القرارات المتعلقة بأعماله واستثماراته .
إن تحقيق الضمانات والمطالب للمستثمرين ؛ يجب أن تبدأ من إعداد مصفوفة , او خارطة طريق لجمع المعوقات وتحديد المخاطر التي تواجه الاستثمار والعمل عليها أولا , وتلك هي الكلمة الأولى للحوار .