عاجل :إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات وصفتها بالقاضية للمليشيات الحوثية في اليمن المليشيات الحوثية تقتحم مجمع أبو بكر الصديق التربوي بحملة مسلحة وتعتقل أحد التربويين اللواء سلطان العرادة يطالب الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن والتحرك العاجل لردع المليشيات الحوثية مليشيا الحوثي تفرض حراسة مشددة على جثث الأسرى بعد تصفيتهم جنوب اليمن والأهالي يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل العاجل اللواء سلطان العرادة يوجه إنتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لتعاملهم الناعم مع المليشيات الحوثية ويضع بين أيديهم خيارات الحسم - عاجل السلطة المحلية بأمانة العاصمة تحذر مليشيا الحوثي من تزوير ونهب الممتلكات العامة والخاصة من الأموال والأراضي والعقارات أول رئيس يدعو لرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب ويعرض مساعدات عسكرية لسلطة سوريا طلاق شراكة جديدة: 30 شركة بولندية تعتزم فتح مقرات في دولة عربية وزارة الأوقاف والإرشاد تكشف عن قائمة أسعار وتكاليف الحج للموسم 1446هـ مأرب برس يكشف أساليب وطرق المليشيات الحوثية في عسكرة جامعة صنعاء وطرق تحويلها الى ثكنات ووقود للأجندة الطائفية
لقد شكلت لجان وضع مناهج التعليم من شخصيات تنتمي أغلبها أو جميعها إلى شمال اليمن وهم متلبسون بالعقدة التي أشرنا إليها في المقال السابق أي العقدة الشمالية التي لا يزال حاملوها يعيشون بقلوبهم وعقولهم في يمن الإمامة ولا يرون اليمن إلا في كل ما هو شمالي . ونقف هنا عند بعض نصوص واردة في ما يتعلق بالتاريخ في مقررات ( وزارة التربية والتعليم ) للإشارة فقط ، وهي الوزارة التي ملأت آذاننا ضجيجًا عن الوطنية والولاء الوطني بينما هي في الحقيقة أول مصدر لتفريخ الولاءات الضيقة والتشطير والجهوية والمناطقية فضلاً عن الجهل بحقيقة التاريخ الوطني العام لليمن أي اليمن بمعناه الواسع الكبير وليس اليمن بمعناه الشمالي الصغير .
فعلى سبيل المثال كان واضع مقرر التاريخ للصف التاسع شديد التحمس لما كان يسمى بـ( الدولة القاسمية ) الأمر الذي أوقعه في مغالطات وتناقضات تاريخية واضحة ، فنجده يقول في سياق حديثه عن تحرير اليمن من الوجود العثماني :
" تمكن الإمام المؤيد من الاستيلاء على صنعاء وكوكبان وثلا وإب وتمكن أخوه إسماعيل من الاستيلاء على تعز ويافع وعدن ولحج وأبين وحضرموت وواصل الإمام محمد بن القاسم تعقب العثمانيين حتى تم إخراجهم من اليمن " صـ 90.
فهذه العبارة تصور هؤلاء الأئمة وكأنهم أبطال التحرير وحدهم من غرب اليمن حتى شرقها - وهذا غير صحيح تاريخيًّا – وأن الإمام إسماعيل قد استولى على حضرموت بعد أن طرد بني عثمان منها وهذه مغالطة مكشوفة لأن سلاطين بني كثير كانوا هم المسيطرين حينها على حضرموت وقد أتى إسماعيل إليها بطلب منهم بعد رحيل العثمانيين من الشمال بربع قرن ، وهو ما تدل عليه هذه العبارة الأخرى التي يكذب واضع المقرر فيها نفسه :
" عادت المعارك بين الجانبين { الأئمة والعثمانيين } بزعامة الإمام المؤيد بن القاسم مما أدى في الأخير إلى طرد الأتراك من اليمن عام 1635م وبهذا كانت اليمن أول ولاية عربية تتخلص من الحكم العثماني وتحققت للدولة القاسمية الظروف المناسبة لتوحيد اليمن فيما بعدلعقود من الزمن " صـ 80 . وطبعًا لاحظ كلمة ( فيما بعد ) .
ثم يقول واضع المقرر :
" كانت اليمن أول ولاية عربية من الولايات العثمانية في الوطن العربي تحقق استقلالها عن السيادة العثمانية وإنهائها الحكم العثماني الأول قبل مجيء القوى الأوروبية الإستعمارية . وكان اليمن (في الشمال منه )من البلدان العربية القليلة التي لم يتمكن الاستعمار من دخولها في فترة عنفوانه وشموله كافة أقطار الوطن العربي " صـ 112.
لاحظ أنه في هذه العبارة – في مقرر دولة الوحدة - قد وصف ( الشمال ) بأنه بحد ذاته بلد عربي ، لا بل هي تفاخر بالانفصالية إذ كيف نفاخر على البلدان العربية الأخرى بأن بلدنا ( اليمن ) لم يستعمر أوروبيًا لأن شماله لم يطرقه المستعمر الأوروبي وإنما فقط غزا واحتل جنوبه وشرقه وغربه ، أهذا أمر منطقي أم يدل على أثر ( العقدة الشمالية ) عند واضع المقرر ، علمًا أن الإنجليز قد احتل مدينة الحديدة ثم سلمها لحليفه الإدريسي ، كما احتل جزيرة كمران ، وبهذا يثبت واضع المقرر أنه ليس انفصالياً فقط وإنما هو أيضاً إمامي النزعة والهوى.
وإذا رجعنا إلى عرض مقرراتنا عن التاريخ القديم فلا نجد إلا حديثًا عن حضارة سبأ وبلقيس والجنتين ، وإغفال الحديث تمامًا عن حضارة إرم وعاد في الأحقاف والتي هي جزء من المنطقة الشرقية لليمن ، ومثله إغفال ذكر حركة عبد الله بن يحيى الكندي الملقب طالب الحق التي انطلقت من حضرموت ثم شملت سائر اليمن ، وإغفال الحديث عن الدولة الكثيرية الأولى التي لها حضور مهم سياسيًا وعلميًا في التاريخ الوسيط لشرق اليمن .
وإذا أردت مثالاً من التاريخ المعاصر فانظر إلى هذه العبارة من كتاب ( مجتمع يمني ) المقرر على الصف الأول ثانوي حيث تقول :
" ولما كانت اليمن في تلك الفترة تعيش حالة جهل وتخلف بسبب الحكم الإمامي فقد كانت بمنأى عن التطوارت العلمية والتعليمية التي يشهدها العالم " ص 13
هل هذا الكلام يصدق على غير الشمال أم إن الحكم الإمامي قد امتد إلى الجنوب وإلى حضرموت ونحن في غفلة من أمرنا ، أو ربما باتفاقيات سرية مع الإنجليز والسلاطين ، كله جائز عند أصحاب العقدة .
وهي عبارة ذكرتني بكلام لطيف لأحد أدباء الشمال ، وهو من واضعي مقرراتنا ( المعقدة ) ، حينما تناول في كتاب له أبياتًا شعرية لأحد أبناء مدينة الشحر الحضرمية هو عبد الله الملاحي ( ت 1989 ) يتحدث فيها عن معاناة فلاح وزوجته من بعض ملاك الأراضي ، فقال معلقًا على أبياته :
" يتألم الشاعر عبد الله عبد الكريم الملاحي لمزارع وزوجته بذلا جهدًا ووقتًا في الكدح والمعاناة طيلة العام فلما جاء وقت الحصاد رأيناهما يجودان – مضطرين – بكل ما حصداه إلى جباة الدولة ويقدمانه لقمة سائغة لجنود الإمام " .
فما ندري هل الشحر مدينة ( شمالية ) أو أن جنود الإمام ابن حميد الدين قد دخلوا المدينة على حين غفلة من أهلها ؟ ، ننتظر الجواب من آل الشحر .