آخر الاخبار

عاجل :إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات وصفتها بالقاضية للمليشيات الحوثية في اليمن المليشيات الحوثية تقتحم مجمع أبو بكر الصديق التربوي بحملة مسلحة وتعتقل أحد التربويين اللواء سلطان العرادة يطالب الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن والتحرك العاجل لردع المليشيات الحوثية مليشيا الحوثي تفرض حراسة مشددة على جثث الأسرى بعد تصفيتهم جنوب اليمن والأهالي يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل العاجل اللواء سلطان العرادة يوجه إنتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لتعاملهم الناعم مع المليشيات الحوثية ويضع بين أيديهم خيارات الحسم - عاجل السلطة المحلية بأمانة العاصمة تحذر مليشيا الحوثي من تزوير ونهب الممتلكات العامة والخاصة من الأموال والأراضي والعقارات أول رئيس يدعو لرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب ويعرض مساعدات عسكرية لسلطة سوريا طلاق شراكة جديدة: 30 شركة بولندية تعتزم فتح مقرات في دولة عربية وزارة الأوقاف والإرشاد تكشف عن قائمة أسعار وتكاليف الحج للموسم 1446هـ مأرب برس يكشف أساليب وطرق المليشيات الحوثية في عسكرة جامعة صنعاء وطرق تحويلها الى ثكنات ووقود للأجندة الطائفية

الإرهاب الذي نريد
بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 12 يوماً
الأحد 02 يناير-كانون الثاني 2011 08:16 م

تجتاح هذه الايام الطرود المفخخة أوربا مستهدفة السفارات الغربية ،وهي مستمرة ، والحمد لله أن مصدر الطرود ليس صناعة عربية ولا اسلامية بل غربية بامتياز ، والعجيب أن الغرب لا يسمي هذا العمل أرهاباً، ولا من قام به ارهابيون، بل أطلق عليهم وصف فوضويون، برغم أن الطرود نتج عنها اصابات وخوف وهلع ،وهذا هو الارهاب بالمفهوم الحقيقي، فالأرهاب من الرهبة وفعله المجرد (رَهِب) , والإرهاب والخوف والخشية والرعب والوجل كلمات متقاربة تدل على الخوف وقد يكون وسيلة رئيسة للردع تعتمد عليها الانظمة وأصحاب النفوذ ، وتعتمد عليها كذلك الدول لردع بعضها بعضا ، ويسمى توازن الرعب ،اذا استوت قوتان في الرهبة ، ويستخدمه الحكام لردع شعوبهم عن المخالفة أوالمطالبة .

فعلى مستوى الدول نجد مثلا توازن الرعب بين الدول النووية ، ونجد أكثرها رعبا أكثرها تأثيرا في السياسة الدولية فأمريكا تقود العالم اليوم بقوتها العسكرية والاقتصادية ، ومن يتمرد عليها تنتقل العلاقة من حالة الارهاب الى حالة الاجرام في التعامل معه كما حصل في افغانستان ،والعراق ،والسودان -قصف مصنع الشفاء- وليبيا -قصف بيت القذافي - وكما يحدث في باكستان ،وما حدث في مجزرة المعجلة في اليمن الحبيب،اذا ما يحدث من قتل بغير حق سواء بحزام ناسف أو بصاروخ ناسف، أو بسيارة مفخخة أو بطائرة بدون طيار ، أو ما حدث لأقباط مصر قبل يومين (مع أن المستفيد من اثارة الفتنة الطائفية في مصر هي اسرائيل وحدها فأعتقد أن لها يد في ذلك ) أو ما يحدث للمسلمين في بقاع كثيرة ،فهو قد تعدى الارهاب الى الاجرام ، ولو وضعنا مقارنة أو دراسة او استطلاع رأي لوجدنا أن الغرب بقيادة أمريكا سيحوز على المرتبة الاولي في الارهاب والاجرام بلا منازع ، وقد امتلكت أمريكا في حين غفلة منا وسائل الارهاب والاجرام جميعها ،واستطاعت أن تشرعنها دوليا، فمجلس الامن بيدها والامم المتحدة ومؤسساتها بيدها ، والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بيدها ، وحلف النيتو بيدها ، فهي تستخدم كل هذه الادوات لارهاب الشعوب وخاصة الانظمة اذا لم تنفذ أجندتها وتسير في ركابها ، والعجيب أن ارهابها واجرامها يسمى شرعية دولية ، وكل من يقاوم ظلمها و عنجهيتها واجرامها فهو ارهابي ودينه دين الارهاب ووطنه حاضنة الارهاب، بل ومن يسعى لتحرير بلده فهو ارهابي يجب قتله أو حصاره على الطريقة الامريكية أو الاسرائيلية ، كما يحدث لشعب فلسطين ، بل وقتل كل من يسعى لنصرة المظلومين وفك الحصار عنهم كما حدث لأعضاء اسطول الحرية ، هذا هو معيار الارهاب عند الغرب.

أما نحن كمسلمين فالارهاب عندنا وفي قرآننا هو أداة من أدوات الاصلاح وسمو وأمن المجتمع ، وهو ما نريده ونسعى الى تحقيقه ، وأول هذا الارهاب ، الرهبة من الله ،وهو الخوف منه سبحانه وتعالى القائل ) وإياي فارهبون) فاذا رهبه الحاكم فلن يفرط في رعيته ، ولن يعبث بأموال الامة ،ولن يتاجر بدمائها ، ولن يوالي أعدءها ، لأنه لا تجتمع رهبة الله ورهبة أعدائه في قلب المؤمن ،لأن الله يقول (أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين ) وهكذا اذا رهب المحكوم خالقه فلن يخشى ظالما ، وسيعيش حرا ، لأنه يعلم أن رزقه وأجله بيد خالقه ،ولهذا لن يخاف أحدا الا الله ، اذا رهب الناس جميعا ربهم فلن تجد قاتلا ،ولا لصا ، ولا قاطعا لطريق ،ولا منتهكا لعرض ، فينطبق عليهم قوله تعالى ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) والارهاب الاخر الذي نريد، كما جاء في القرآن هو ارهاب الردع ، والذي يجعل الاعداء يكفوا ايديهم عنا ،فلا نقع تحت ظلم أو احتلال أو ابتزاز ، وهذا ما هو معمول به في كل الحضارات والامم عبر التأريخ وما هو حاصل في حاضرنا ،ولسنا بدعاً من الناس ، وهذا مطلوب بقوله تعالى (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ ا للَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) والقوة هنا نكرة تفيد القوة العقدية والعلمية ، والاقتصادية ، والعسكرية ، إذا فالإرهاب عندنا وبمفهوم ديننا هو سلام نفسي ومجتمعي ،وسلام دولي ،فهل يعقل هذا مجرمو العالم الذين ينسبون إلى ديننا ما ليس فيه ؟.