آخر الاخبار

الجيش السوداني يحقق انتصارا كبيرا على قوات الدعم السريع وينتزع أحد اكبر المدن السودانية والاحتفالات الشعبية تعم المدن انفجار مهول في أحد محطات الغاز بمحافظة البيضاء يتسبب في مقتل وجرح العشرات من المواطنين. لماذا ساعدت الصين الحوثيين سراً في الهجمات على سفن الغرب بالبحر الأحمر وماهي الصفقة بينهما .. تقرير أمريكي يكشف التفاصيل تقرير أمريكي يتحدث عن دعم الصين للحوثيين ظمن خيارات الشراكة الناشئة بين بكين وطهران ... ومستقبل علاقة الحزب الشيوعي بعمائم الشيعة الاحزاب السياسية بالبيضاء تطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بضرورة التدخل العاجل نجاة شيخ قبلي كبير من عملية إغتيال بمحافظة إب ... وانفلات أمني واسع يعم المحافظة في ظل مباركة مليشيا الحوثي حرب ابادة في الحنكة بالبيضاء.. مليشيا الحوثي تقتحم المنطقة والأهالي يناشدون الرئاسي والمقاومة وقوات الشرعية برشلونة وريال مدريد وجهًا لوجه في الجوهرة المشعة (توقيت الكلاسيكو) موقف أمريكي من هجوم الحوثيين وقصفهم منازل المواطنين بمحافظة البيضاء أول زيارة لرئيس حكومة لبنانية إلى سوريا منذ الحريري 2010

الصوم مدرسة ربانية
بقلم/ د.عائض القرني
نشر منذ: 15 سنة و 4 أشهر و 20 يوماً
الجمعة 21 أغسطس-آب 2009 09:01 ص

الصوم في الإسلام مدرسة ربانية روحانية المقصد منها تقويم النفس وتهذيب الخلق وإزالة الأمراض القلبية من الكبر والعتو وأمراض النفس من الهم والغم والكدر، وفي الصوم قوام الصحة وإذهاب الفضلات وتعويد النفس على الصبر والتذكير بجوع الجائعين وظمأ الظامئين وحاجة المحتاجين وتوحيد حالة المجتمع، حيث يصومون سويا ويفطرون سويا. ووقت الصيام وقت معتدل بقدر استشعار الجوع والظمأ، وليس بطويل فيدخل الضرر منه على الجسم، ولهذا نهى الشارع عن مواصلة الصوم، أي مواصلة الليل بالنهار، وأمر بالفطر عند غروب الشمس.

وبالصوم تذكير للنفس الأمارة وتهذيب للنفس اللوامة وامتناع للنفس المطمئنة. وجعل الشارع الحكيم للصائم فرحتين؛ الأولى حين يتناول إفطاره فيفرح بعبودية الامتثال ونعمة الطعام والشراب ومشاركة المؤمنين وانتصاره على نفسه، والفرحة الثانية يوم يلقى ربه فيثيبه على صيامه ويكرمه على امتثاله.

وجعل الله ـ عزّ وجلّ ـ أجر الصيام كثيرا مفتوحا بلا عدد محدود فقال: «كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»، وحبّذ الصيام للصائمين وحببهم فيه وشوّقهم لهذا العمل الجليل فقال صلى الله عليه وسلم: «ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».

ومن فوائد الصيام كسر الشهوة العارمة في النفس لمن لم يستطع الزواج، قال صلى الله عليه وسلم: «ومن لم يستطع (الزواج) فعليه بالصيام فإنه له وجاء»؛ أي كسر لشهوته.

وحينما يصوم المسلمون في وقت واحد ويفطرون في وقت واحد يشعرون بوحدة مجتمعهم وترابط أواصرهم وتقارب قلوبهم واجتماع كلمتهم وتآلف أرواحهم، فتجد الملك والغني والفقير كلهم يؤدون هذه العبادة في وقت واحد بكيفية واحدة كأنهم أسرة واحدة في بيت واحد فيتم الإخاء والمودة والصفاء والتآلف والرحمة.

والمقصد الأعظم من الصيام هو تقوى الله كما قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»، فالصيام يساعد على رد النفس عن البغي والظلم والعدوان وتعدي الحدود؛ لأن الجائع الظامئ الممنوع من شهواته ينكسر جموح نفسه الأمارة فيسلس القياد لرب العباد ويصبح مخبتا منيبا؛ لأن الشبع وكثرة الشهوات والإسراف في تناول الملذات يصيب النفس بالأشر والبطر والعتو والعلو، فجاء الإسلام بعلاج مسكن ودواء مقبول يحصل به الأجر وتكفير الوزر وصلاح النفس ومشاركة المؤمنين وطاعة رب العالمين واتباع سيد المرسلين، ولهذا كان أهل الإيمان يتلذذون بألم الجوع ومشقة الظمأ وهم صائمون على حد قول أبي الطيب:

* إن كان سركم ما قال حاسدنا - فما لجرح إذا أرضاكم ألم

* بل إن سيد الخلق ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجد من المعارف الربانية والفتوحات الإلهية والفيوضات الإيمانية ما يكفيه عن الطعام والشراب، ولهذا لما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم الليل بالنهار في الصيام أراد الصحابة أن يواصلوا كما واصل فمنعهم وقال: «إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني»، وهذا الطعام والسقاء ليس بأكل ولا شراب، لأنه لو كان كذلك لما كان صائما صلى الله عليه وسلم، وإنما طعام اليقين والذكر والعبودية وزاد التقوى وحلاوة الطاعة، كما قال الأول:

* لها أحاديث من ذكراك تشغلها - عن الطعام وتلهيها عن الزاد

* ثم إن الأطباء جعلوا الصيام علاجا لبعض الأمراض ودواء من الأسقام، لأنه حماية للمعدة وراحة لها وتخفيف من الأخلاط واستفراغ للمادة الفاسدة، وقد سبقهم الإسلام إلى هذا المعنى؛ ففي الأثر: «صوموا تصحوا»، فصار الصيام صلاحا للقلوب والأبدان وشفاء من الأمراض ودواء من الأسقام، وفوق ذلك، امتثالا لأمر الشارع واقتداء بالنبي المعصوم صلى الله عليه وسلم وتعويدا للنفس على مشقة الحياة وعنت الطريق طول السفر إلى الآخرة وتدريبا للروح على ترك المعاصي واجتناب المحظورات، إلى غير ذلك من المنافع العظيمة والمقاصد الكريمة.

 
عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
دكتور/ فيصل القاسم
نحن أفضل من الاتحاد السوفياتي
دكتور/ فيصل القاسم
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
علي محمود يامن
المقاومة الوطنية … ثبات البوصلة نحو مواجهة الإمامة
علي محمود يامن
كتابات
د. محمد معافى المهدليجولة في أنحاء الفكر التكفيري
د. محمد معافى المهدلي
دكتور/أحمد علي المعمريماذا يريدون؟ آن أوان الحسم
دكتور/أحمد علي المعمري
كاتبة صحفية/سامية الأغبريقنابل في الزنازين
كاتبة صحفية/سامية الأغبري
مشاهدة المزيد