رئيس الوزراء: عيدروس الزبيدي له موقف متقدم بخصوص القضية الجنوبية وأكد انه مع المجلس الرئاسي في معركته ضد الحوثيين عاجل : الجيش السوداني يعلن السيطرة على مصفاة نفطية كانت تغطي نصف احتياجات السودان لقاء قبلي واسع لأبناء وقبائل شرعب بشأن ماتعرض له مدير وكالة سبأ بمأرب جرائم متصاعدة في إب.. حرائق حوثية تلتهم سيارة مغترب وأحد الشقق التي يسكنها نساء وأطفال دعم سياسي امريكي من إدارة ترامب لرئيس الوزراء احمد بن مبارك رئيس هيئة أركان الجيش السوداني يعلن عن نصر استراتيجي من مقر القيادة العامة...ويكشف عن نقطة تحول حاسمة للشعب السوداني مأرب: ندعوة تدعو إلى تشكيل لجنة وطنية للحفاظ على الهوية اليمنية وتحصين ألأجيال شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية
علي سالم البيض الذي يبحر دوماً في سفن ورقية، يحاول مؤخراً الطيران بجناحين من شمع على طريقة ديدالوس اليوناني، غير عابئاً بأنه ما أن يقترب قليلاً من الشمس حتى يكون أول الساقطين.
النائب السابق والصانع الأول للوحدة، ظهر أخيراً من غيبته الكبرى منزوع الروح، محاولاً من جديد إستحضار معادلة مختبرية من نوع تلك التي تحاول عبثاً إعادة نشارة الخشب او برادة الحديد الى ما كانت عليه.
- كأنه يذوب شوقاً إلى تركيبة ينايرية، تنشط عن بُعد هذه المرة وهو آمن في منفاه، كتلك التي شارك في هندستها بين الرفاق ذات يوم.
البيض، ذلك الرجل الذي تربع على أفئدة اليمنيين لبرهة إلى أن أرتكب إعلان حماقته الأولى، أثبت مجدداً بما لايدع مجالاً للشك بأنه لم يتقن أبداً أي صنعة، وبأنه فاشل ولا يمتلك الحنكة السياسية التي تؤهله لأي موقف.
"اللي أستحوا ماتوا"... بذلك الإختصار الشديد يعبّر المثل المصري عن حالة البيض، - ومن أجل صدق الموقف -، كذلك رفيق دربه صالح، فمن يلقي نظرة ولو عابرة على تضاريس المشهد اليمني الآن سيجد نفسه يعيد تلك العبارة على نحو آخر، إذ يبدو بأن الذي "مات" ولم نعد نخجل منه هو "العيب" من صنع أفاعيل شنيعة، لا الفاعل.
... لم يعد هناك من كابح أخلاقي او بقية من عفّة كي ينأى البيض، ذلك السياسي الأهوج، بنفسه بعيداً عن بورصة الفجور حيث امتزج قيح البغآء بنفايات الوقاحة وهو يشرّح الوطن على عربات تجزئة المجزأ لهذا المخلاف العربي الصغير المنعوت ظلماً باليمن السعيد.
- لقد مات كل ما كنّا نخجل من قوله أو عمله، حتى أن الخيانة العظمى في حالة البيض أصبحت شعارات قابلة للتدوال، وعنده تحولت مساحة اللاّمبالاة وإحتقار المشاعر الوطنية والقومية لكل أبناء الأمة من هامش الى صحرآء بسعة قارة... كذلك في حالة صالح، أصبحت خيانة الأمانة عبر الإستحواذ ومصادرة أقوات وأملاك الناس والإستعلاء بالقوة تُصور على أنها ضرورات سيادية للحفاظ على الوحدة.
في مرحلة كلها من عجين، العليين، كل على طريقته، ولكل منهم زبائنه في بيئة تنتج بدائل زائفة، أثبتا أنهما يمتلكان جرأة لا حدود لها على اغتصاب الألقاب وانتحال الصفات. ولأنه ما من تقاليد او أعراف تحول الآن دون إستمرار تصفيات الحسابات بينهم واظهار العنتريات والبيانات الزائفة على حساب الشعب المكلوم.
- أليست العوامل التي ساهمت في تعميم وتسويق فكرة الحرب الأولى لازالت قائمة عبر تصورهم بأن صراع الوحدة والإنفصال هو بالفعل خداع يندرج تحت إسم النضال؟... خصوصاً بعدما اعلن هؤلا القادة الطلاق البائن مع المجتمع وشجونه، حتى أن الإرهاب الآن يزج بقوة أكبر في إطار لعبتهم القذرة.
الأحرى بالبيض العودة الى غيبته وإلى الأبد، - بالنسبة لنا هو في عداد الأموات -، فالرجل في نظرنا أبناء هذه الأمة شخص رعديد وجبان أقدم علناً دون مبرر على الإنتحار مرتين في وضح النهار، وكفى... والأفضل للرئيس صالح أن يحل عن ظهر اليمنيين بالرحيل، وبإعلان تقاعده وترتيب امور السلطة وهو لايزال في أوج قوته، لأنه لم يعد يمثل لكل أطياف اليمنيين سوى كل ماهو قاتم ومحزن، لأن الرجل أيضاً أثبت عن سبق إصرار أنه على نقيض ميداس الإسطورة الذي كان يلامس التراب او الحجر فيحوّله الى ذهب، فالرئيس صالح لديه قدرة خارقة تمكنه من أن يلامس الأسد فيحوّله الى حمار ويلامس الجوهرة فيحوّلها على الفور الى فحم. - واليمن وأبنائها أكبر مثال على ذلك!
ولأن كلاهما ينتميان الى بطالة إبداعية، لايجوز أن يتسابق العليان إلى تسويغ الهذيان من حيث لا يعلمون، - ليس بسبب حمى عضوية او نفسية-، بل لسبب آخر تماماً هو إعلان القطيعة منذ البدء بينهم وواقع الإنسان، حيث يبدو لهم الأمر مجرد شطارة شطرنجية،- لعبة ليس إلاّ -، ولو حدق أحدهم بالمرآءة جيداً، سوف يكتشف فعلاً أنه يمارس لعبة تافهة أمام نفسه، وأن كل الأهداف التي حققها كانت في مرماه هو، وان إنتصاره وهمي، وان رقصته لم تكن إلاّ مع ظلّه.
abdulla@faris . com