محافظة أرخبيل سقطرى تشهد اللقاء الأول للقيادات النسوية في المحافظة وزير الأوقاف والإرشاد يوقع في القاهرة بروتوكول تعاون مع الأزهر الشريف أمريكا تحترق ...تقديرات أولية: خسائر حرائق لوس أنجليس تصل إلى 57 مليار دولار مليشيات الحوثي تقصف منازل المواطنين بالدبابات والطائرات المسيرة بمحافظة البيضاء... عاجل د خالد بن شطيف يبحث مع وكيل وزارة الخارجية العُماني سبل تعزيز العلاقات الثنائية برشلونة ينتظر ريال مدريد أو مايوركا في نهائي كأس السوبر الأسباني الرئيس الـ 14 للبنان يؤدي اليمين الدستورية عدن.. الإعلان عن أسماء أعضاء اللجنة المشرفة على استلام طلبات الترشح لعضوية هيئة مكافحة الفساد ضربة جديدة لحزب الله.. انتخاب قائد الجيش رئيسًا جديداً للبنان المبعوث الأممي يغادر صنعاء ويصدر بياناً انشائيًا دون تحقيق أي نتائج ملموسة.. ماذا قال؟
في الوطن لم يعد ممكنا البقاء ،ذلك أن الغربة شعورا يلازم الذات في كل تفاصيلها، لم يعد هناك ما يغري حتى أن الاماني تشحب ذاوية في البحث عن مسرب أمل.
هنا أحاول لملمة هذا الشتات القابع في مساحات الروح، أستلطف الأجواء ، أحاول خلق ما يغري بالبقاء ،لكن لا أستطيع ، تحتدم في الاعماق إذاً رغبة الانطلاق والتحليق بعيدا ، في أجواء غير هذه العكرة ،التي لم يعد فيها ذرة أوكسجين نقي قابل للاستخدام وتنقية كريات الدم وخلايا الجسد، في كل حين تلازمك هذه الحالة المقلقة ، الحالة التي تجتاح هدوؤك النفسي ،فإذا بك منغرسا بين أنياب عزلة سوداء ،دروبك موحشة ،ولياليك أوحش ،فيك إنسان قابع يبحث عن الصفاء الذاتي ، عن الخلاص، فيك إنسان يقاوم هذه الغفلة، ضمير يوخز أحاسيسك الغافية على أحداق الغيبوبة المسترخية.
مجتمع انساحت منه قيم التآلف .. والاخاء ..لم تعد تحس معه بالصدق والارتياح ، يخاتلك، يجاملك، وما أن تدير ظهرك موليا، حتى يبادر بطعنك من خلفك بكل برود أعصاب وهدوء حيوان مفترس واثق من قوته، لم أعد أملك ما أقاوم به سوى الكتابة، ألجأ إليها كي أمارس أمالي وأحلامي ،وابني ممكلة الانسان المثالي الرفيع ،الذي لم تدنسه غرائز الحيوان .
مجتمع قتل الفساد والاستبداد روحه، هتك اخلاقه وضميره واستباح انسانيته، وحصره في زوايا لا تتعدى مطالب الجسد ،واللهاث وراء مصالحه الذاتية زرافات ووحدانا، ،في ظل هكذا واقع وطني ، لم أعد أملك غير القلم محرابا للروح والورق سجادة صلاة ،وبالكتابة أجابه تعريات هذه الكتل البشرية منزوعة الروح ،أعرف أن أسلحتي شديدة التواضع .. لايمكن أن تغير أو أن تقلب، لكن هذا ما أملكه ،هذا ما أقدر عليه الآن ، وهنا يجب أن أحاول قبل أن أقرر الرحيل يوما وأمضي بعيدا حيث لا وطن.
أتساءل ..كيف تراكمت هذه الحياة القريبة الى العفونة..؟ وكيف أصبح الازدواج في حياتنا الوطنية وعلاقاتنا الشخصية هو القانون.؟ إنها أسئلة محيرة بالنسبة لي ،فالكل ينافق بشكل ما، والكل يتظاهر بالعكس ،ويبدو أن الاضطهاد ولد هذه الحالة الفصامية المزدوجة والتي تراكمت لدى اليمنيين منذو ثلاثون عاما.
قد ابدو خشنا أو عصبيا، في التعامل مع هذا الواقع ، ومهمتي كصاحب قلم يمارس فعل الكتابة أن لا أجمل القبح ، وأن لاأعطيه فرصا إضافية ،إذ لابد من مواجهة المجتمع بصراحة ومحاولة الوصول معه الى معادلة من نوع ما، لأننا في النتيجة جميعا ضحايا قوى سياسية غاشمة هدفها تغييب الكاتب وكل ذي قلم ،باعتبارهم ناطقين باسم الآخرين .